مساعٍ لتشكيل جبهة سياسية ضدّ المقاومة والحكومة والعهد
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الخميس 16 تموز 2020
لم يعد خفياً وفق اوساط بارزة في تحالف حزب الله و8 آذار، ان المواجهة تتسع في وجه المقاومة وحلفائها في لبنان والمنطقة، وان الاميركيين وادواتهم اللبنانية والخليجية والعربية لن يوفروا سلاحاً او جهداً لتشريع المواجهة بكل اشكالها الناعمة والخشنة وبالسياسة والاقتصاد والدين والاعلام.
ووفق الاوساط ان بعد التدقيق في حركة السفيرة الاميركية دوروثي شيا، تبين ان الهدف من كل ما يجري هو مناورة اميركية غبية للتخفيف من حدة المواجهة بين الرئاسات الثلاثة والخارجية وسفارة عوكر. بعدما ظهر ان مواقف وتصرفات شيا باتت فاقعة وشدت العصب الشيعي والسني والدرزي المتحالف مع حزب الله. واكدت الاوساط نفسها ان ما يجري منذ 17 تشرين الاول حتى اليوم مطلوب منه رأس المقاومة والعهد وحلفائهما بغض النظر عن الاسماء والهويات!
وتؤكد الاوساط، اننا لم نثق يوماً بالاميركيين ولن نثق بهم يوماً، ونعرف ان المواجهة مفتوحة معهم على الصعد كافة مهما طال الزمن او قصر. ومهما غيروا من جلودهم وأدواتهم في لبنان، فكل شيء مكشوف امام فريقنا ولسنا خائفين منهم، بل على العكس كل ما يقومون به يشير الى ضعف امكاناتهم وقدراتهم في تأليب جمهور المقاومة ضدها او بالانقلاب الناعم على الانتخابات النيابية وعلى الاكثرية وعلى الحكومة والعهد.
وتكشف الاوساط ان اميركا عبر سفيرتها كثفت في الساعات الماضية حركتها تجاه شخصيات دينية وسياسية ومجموعة من حلفائها وحلفاء السعودية، منهم من يتولى مناصب نيابية وسياسية حالية، وبعضهم خارج الحكومة ومجلس النواب، وتم الاتفاق وفق الاوساط على إطلاق حملة اعلامية مركزة جديدة تهدف الى التركيز على حزب الله و”سلاحه وخياراته الخاطئة والتي أدت الى تجويع اللبنانيين وافقارهم”.
حزب الـلـه يُـتابـع بــدقـة ما يجري داخـلـياً وخيارات المواجهة مُتعددة
وتلفت الاوساط، الى ان الزيارات المكثفة تجاه الديمان ودار الفتوى، هدفها حشد اكبر تأييد ممكن مع المعارضة وخصوم المقاومة لتثبيت، ان لا غطاء وطنياً وطائفياً متنوعاً لسلاح المقاومة، ولاستفراد بيئة المقاومة واحراجها والضغط عليها.
وما زيارة كل من الرئيس فؤاد السنيورة والنائب نهاد المشنوق الى دار الفتوى ولقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان الا محاولة الاستحصال على موقف واضح من دريان وملاقاة الراعي بشكل صريح في مبادرته، للقول ان المرجعية السنية الدينية، تؤيد المرجعية المارونية، ومع انضمام النائب السابق وليد جنبلاط وهو متضرر من العهد ومن سلاح حزب الله ونفوذ سوريا وايران في لبنان والمنطقة، وفق الاوساط ويهدف الى القول ان حزب الله بات وحيداً في وجه جبهة سياسية “ضد سلاحه ونفوذه وهيمنته وبسببه يجوع اللبنانيون ويفقرون”.
وفي انتظار ما ستسفر عنه من نتائج في اليومين المقبلين، زيارة البطريرك بشارة الراعي امس الى بعبدا لتوضيح مواقف البطريرك للرئيس عون ولعرض عليه فكرة «الحياد» ولتحويلها الى مبادرة ولكسب تأييد عون عليها، يدقق حزب الله والتحالف في خلفيات هذه المبادرة.
وتلفت الاوساط، الى ان الحشد الذي غلف اللقاء امس والذي جمع “قوى ثورية” او قيادات ثورة 17 تشرين الاول مع “نفحة” مدنية و”رشة” جمعيات، يتلاقى مع الاجندة الاميركية ضد حزب الله وبالتالي ضد العهد والحكومة تلقائياً اذ يعتبر هؤلاء ان كل ما يجري في لبنان يجري بأمر وعلم وإدارة من حزب الله.
وتؤكد الاوساط ان بعد دراسة لما يجري وبدقة متناهية، ستواجه كل هذه التحركات لاجهاض اهدافها التي لن تتحقق ومع التاكيد ان الفرز السياسي بعد هذه المبادرة سيتوسع وسيتوضح اكثر وسيصبح فاقعاً اكثر، كلما احتدمت المواجهة الداخلية، وزاد الحصار والضغط الاميركي وعليه كل الخيارات السلمية والسياسية والشعبية والوطنية مفتوحة وجاهزة للمواجهة.