الفساد ينخر في كل مفاصل المؤسسات اللبنانية

في وطن الهموم لا حياة للحياة

في وطن الهموم لا حياة للحياة

الإعلامية نضال شهاب/ مجلة “كل الفصول”

لأننا نعيش حياة لا حياة فيها
لأننا مُنعنا من الحلم مُنعنا ان نبقى أحياء
لأننا نعيش في غابةٍ حيث الفساد مستشرٍ في كل حدب وصوب ، فارد أجنحته كخفافيش الليل ، ينقض على لقمة المواطن دون رأفة أو رحمة…
لا أعرف علي الهق أو غيره ممن أنهوا حياتهم بطريقة الإنتحار وسبلها المتعددة ، ولكنني أعرف من هم الجناة ، القتلة ،المتآمرون …الذين يضعون على صدورهم يوماً بعد يوم قلادات الخزي والعار…
لا أعرف الضحايا ولا أتوافق معهم أبداً بفكرة الإنتحار وإنما أعرف السبب لا بل الأسباب التي دفعتهم لإنهاء حياتهم ، الحياة التي لا حياة فيها ،الحياة المغمسة بالفقر والذل والجوع والتسكع على الأبواب للطلب والسؤال …
تشتاق أنفسنا الى الحياة ، ففي وطني تتأخر الحياة لا تأتي، وإن اتت ، تأتي باهتة صماء لا الوان فيها ولا ماء ، حتى الهواء فيها ملوث ، مسلوب ، مكبل ، ينزف الماً ويعتصر الجراح…
هنا في وطني توقفت عجلة الحياة ، أصيبت بالصدأ ، لا يوجد من يحركها أو يدفعها الى الإمام .
هنا في وطن النجوم نحدّق ونسأل لماذا تحوّل لبناننا من وطن النجوم الى وطن الهموم ؟
فالهموم والويلات والأزمات والإرهاصات والتحديات… علينا تتوالى ، وكل ما تضمه عبارات الاّسى ومصطلحات اليأس باتت عناوين فهارسنا.
الجوع لا يطرق الأبواب بل يدخلها من أوسعها ومن دون استئذان ، نعرف من سمح له بالدخول وإنما نسأل عن الذنب الذي اقترفناه ليسمح له المتآمرون بالدخول.
الخطأ الوحيد الذي أقترفته أيدينا هو أننا أولينا ثقتنا لغير مستحقيها .
هنا الجوع واليأس والإحباط وعمليات الإنتحار …وهنا أم تستبدل ثيابها بقوتِ لأولادها وأخرى تبكي أمام ثلاجتها الجوفاء ، وهنا أب أبى أن يرى أطفاله جياع يواجهون الموت بسبب أمعائهم الجوفاء فاستعجل الرحيل وسبقهم على أمل اللقاء.
العتمة والعزلة والعقوبات والذل والفوضى والمال المنهوب والوباء والطامة الكبرى غلاء سعر الدولار وغلاء المعيشة بشكلٍ أكثر من جنوني…أمور جعلتنا نعيش في غابة فيها يأكل القوي الضعيف وتتكالب علينا الساسة والتجار الذين لا يخافون دعوة المظلوم على الرغم من أنهم يعرفون أنه لا حجاب بينها وبين الله .
لنرفع أيدينا نحو السماء الى الله الى من أقسم بإسمه قائلاً ” وعزتي وجلالتي لأنصرنك ولو بعد حين “.
لن يتركنا المولى المجيب والشمس ستشرق عما قريب ، ستشرق بعد أن نتكاتف ونتظافر ونعرف أين الخطأ والصواب ، ستشرق بعد أن نتخلى عن طائفيتنا وتبعيتنا لهذا الفاسد أو ذاك .

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …