وماذا … بعد ُ ؟؟؟
الدكتور علي رفعت مهدي
هذا زمنٌ ضيِّقٌ خؤونٌ مهزوم …
القابضُ فيه على انسانيته ؛ ورأيه ؛ وكلمتِه ؛ ومعتقدِه ؛ وما يتفرّع منه من قيمٍ وسلوك … كالقابضِ على الجمر المستعر ؛ واللهيب المتأجج …
ماذا تريدون منّا … ؟؟؟
يا أنصافَ الآلهة ؛ يا حماة َ الهياكل الطائفية والمذهبيّة ؛ يا طغاةَ الأرض … يا من لا تعرفون الله ؛ ولا وِجهة صلوات عباده ؛ ولا تفاصيل احكام شرائعه وسننه الحق … حتَّى إذا اقترب اعصار الثورةِ والحريّة من اقتلاع حصونكم وصياصِيّ عروشكم الطائفية والمذهبية … لذتم بربّ الطائفة وزعيم الطائفة وإله المذهب وفرعون العصبيات والأحقاد والغرائز وبينكم وبين الله وتعاليم اديانه ودعوات رسله وأنبيائه ملايين السنوات الضوئية من البعد عن الحق والعدالة والخير والجمال والنبل والصفاء والإنسانية ومواصفات الذوات البشرية !!!!….
ماذا تريدون بعدُ ؟؟؟
من بيوتاتنا … واولادنا … واحفادنا … وآمالنا وتطلعاتنا وأحلامنا …وارحامنا … وحتى من نطفِنا … !!!
ونحن الفقراء الذين ستتوفّانا الملائكة ظالمي انفسهم لأننا لن نعرف ماهيّة الإجابة عمّا كنّا فيه من دنيانا معكم … دنيا المتاع والغرور والكذب والإفتراء وشراء الذمم وانتهاك القيم والأعراض …《 إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا 》 مأساتنا اننا سنكونُ مصداقاً وصورة ً وصدىً لقولِه تعالى لم نهاجر الى الله بجهاد ِ ظلمكم ودفعِ أذاكم … ورفضِ اتّباعكم … حيث لم نجرّد سيفا من غمد لإسترجاع حقوقنا المسلوبة واموالنا المنهوبة ومقدراتنا المصادرة ونفوسنا المستزلمة ؛ بل رضخنا وكنا شرّ النّاس لأننا بعنا ديننا وقيمنا وآمالنا بدنيا غيرنا وهو ما وسمَنا به إمام الحق وصوت العدالة الانسانية عليّ بن أبي طالب أنّنا نحنُ من خنع وخضع ورضخ وقنع : ” شرّ الناس من باع دينه بدنياه .. وشرٌّ منه من باع دينه بدنيا غيره ” نموت ويحيا الزعيم .. نجوع ويحيا رب الطائفة والمنظمة والجمعية والحزب والجماعة والحركة والرابطة والتيار والتنظيم وحتى مسؤول الكشّافة والاستطلاع و…و…وحدث ولا حرج … نموت وتحيا حاشية الزعيم وعائلة الرئيس وحظوة القائد وتحيا زبانيته من الاولاد والأصهرة والحفدة والبنين …!!!
يتضور ابناؤنا جوعًا …يموتُ اخوتنا في المهاجر قهرًا وذلًا في اليوم والليلة آلاف المرّات المهم ان يحيا المتطفِّلون المتزلِّفون المتصنِّعون وان يكون مقام الطائفة وكرسيّ المذهب ؛ ومناصب الجماعة والمحسوبيات بخير …
وماذا بعد ؟؟؟
ايها الطغاة … يا ارباب السياسة اللامسؤولة ؛ ايها المتسلّطون لم يبقَ منا شيء ؟ نحن مجرد ظلال تستتِرُ وتلوذ ببعضها من سعير ظلمكم وحقدكم وترهاتكم وسخافاتكم … نحن مجرد اجساد ميته بعظام باليه ونفوس خاويه تسيرُ فوق وجه الارض … نحن موتى نتنفّس القهر والتبعية والذُل … حقيقة حتمية بلسان ِ امام البيان والبلاغة امير الإيمان والعدل عليّ القائل :” الحياة ُ في موتكم قاهرين … والموت في حياتكم مقهورين ” وهل بقيَ من حياتنا سوى القهر لنا والعهر من ظالمينا يا صوت الله … يا إمام العدل .. يا عليّ !!!!
وماذا بعدُ ؟؟؟
في زمن ِ الحديد والنار والجوع والخوف والرّعب والموت والقهر والذل والبطالة والسرقة والنهب والسلب والقتل وقطع الارزاق والأعناق والسباب والشتائم واستثارة الغرائز والأحقاد والسخافات والترهات والأوبئة والأمراض ؟؟؟
ماذا بعد ُ ؟؟؟
هل بقيَ بشرٌ او حجر لتحكموهم … وتتسلطوا عليهم … وتستغبوهم ..؟؟؟ هل لا تزالون تطمحون لبناء قصوركم على جماجمنا وجماجم اولادنا واجساد فلذاتنا … وعلى آمال وتطلعات وأمنيات مَن سيبقى منَّا ممن سيرثون منكم ومن ذراريكم وحاشيتكم القهر والذل والتبعية العمياء وهتاف مات الزعيم عاش الزعيم ؛ حيثُ يضع الزعيم وريثه تحت ابطه ويجول به متأبّطًا عدّاد ارقام الناخبين الذين سيكونون رهن اشارته وبنانه وطوع امره …
وماذا بعد ُ ؟؟؟
انا ادري …
وحبّذا لو كان شعبي وقومي وأمتي واهلي وخلاني واحبابي وعشيرتي … كل ٌّ منهم يدري ؟؟!!!