الحريري: لن أسكت تجاه أيّ مُحاولة لتعطيل برنامج الحكومة… وأمدّ يدي للجميع

أحيا تيار «المستقبل» الذكرى 14 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، في احتفال سياسي وشعبي حاشد أقيم في «سي سايد ارينا» في البيال، حضره الوزير سليم جريصاتي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس سعد الحريري، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، وشخصيات سياسية وديبلوماسية وروحية، وعسكرية وقضائية وإعلامية واجتماعية، عائلات الشهداء.

بداية النشيد الوطني فالوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد الرئيس الحريري ورفاقه، فكلمة نازك الحريري التي تم توزيعها أمس الاول والتي تعاهد فيها الرئيس الشهيد على الوفاء، واصفة إياه برجل الدولة والعيش المشترك، داعية إلى مد جسور الحوار والتواصل والتعالي فوق التجاذبات لحفظ السلم والإستقرار، وقالت: «ويبقى لبنان كما أراده الرئيس الشهيد».

ثم عرض لفيلم وثائقي تضمن لقطات لمواقف أطلقها الرئيس الشهيد ومشاهد من سنوات إعادة الإعمار، ومشاهد عن مرحلة استلام نجله سعد الحريري رئاسة الحكومة وبعض المحطات السياسية المواكبة.

ثم قدم الفنان علاء زلزلي أغنية «عالوعد نكمل دربك» وأغنية «بعدو الحلم مكمل فينا».

بعد ذلك، قدم مسؤول الموقع الألكتروني لصحيفة «المستقبل» جورج بكاسيني لمحة مصورة عن موقع الصحيفة الجديد، ثم عرض فيلم عن إنجازات الإعمار في الوسط التجاري الى الجامعة اللبنانية في الحدث، فزيارة بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني، الى شبكات الطرق والجسور ومتخرجي الجامعات من ذوي المنح الدراسية من الرئيس الشهيد الى محطات سياسية ومنها انعقاد القمة العربية في بيروت، واخيرا يوم الإستشهاد في 14 شباط 2005.

 

الحريري : 2019 ستكون سـنة العدالة ومصلحتنا عودة النازحـيـن

} كلمة الحريري }

بعد ذلك، اعتلى الحريري المنصة متحدثا ومرحبا بالحضور، وإذ سأل بداية: «من منكم لا يذكر في هذه الأيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ من لا يقول «رزق الله» على أيامه، «رزق الله» على زمن «البلد ماشي… والشغل ماشي»، و«رزق الله» على بيروت حين كانت تغلي حركة ونشاطا وسياحا وشبابا وشابات من كل لبنان؟»، قال: «اليوم، ككل سنة، مجتمعون بعد 14 سنة على جريمة الاغتيال، وبعد 11 سنة على انطلاق المحكمة الدولية. مجتمعون وحلم رفيق الحريري ما زال معنا. ومشروعه للاعمار والنمو والاستقرار على لسان كل لبناني يريد أن يعود العمل إلى البلد. بعد بضعة أشهر، تنعقد جلسة الحكم في قضية الرئيس الشهيد ورفاقه. وبتنا نستطيع القول، إن سنة 2019 هي سنة العدالة التي ننتظرها لنعرف الحقيقة»، مضيفا «الحكم هو طريق للعدالة ورفض التغطية على الحقيقة مهما كانت قاسية. ولن نعطي أحدا أي فرصة، ليجعل من الحكم على المتهمين أداة للفتنة بين اللبنانيين»، مضيفا «من قتل رفيق الحريري كان هدفه تخريب لبنان، ومنع اللبنانيين من المطالبة برفع اليد عن قرار البلد.».

وأردف: «بعد 14 سنة، ما زال رفيق الحريري قضية حية في وجدان ملايين اللبنانيين والعرب. أولا، لأن رفيق الحريري، شخصية لا تنسى، وأنتم عرفتموه وأحببتموه وعشتم معه. وثانيا، لأن اغتيال رفيق الحريري، كان محاولة لاغتيال حلم لبنان. والنتيجة ترونها من 14 سنة. من العام 2005 والبلد ممسوك بالتعطيل والأزمات والمناكفات وتراجع الخدمات والنمو والعمل وفرص العمل»

} امامنا ورشة عمل كبيرة }

واستطرد: «بعد اتفاق الطائف، عاد رفيق الحريري لتغليب دور الدولة والمؤسسات والشرعية. عاد ومعه خيرة الشباب والخبرات من كل الطوائف، ليشارك في وقف الحرب. ليعمر، ويبني، ويفتح مدارس وجامعات وطرقات. عاد ليقول لبنان جمهورية ومؤسسات وقانون ودستور ودولة للعيش المشترك، وليس ساحة مفتوحة لحروب الآخرين، ولا لصراع الطوائف على السلطة. وضع على رأسه خوذة العمل ونزل على الأرض، ليرفع المتاريس من قلب بيروت، وليلغي الخنادق بين شرقية وغربية، وليقول نحن أبناء وطن واحد، و«ما في حدا أكبر من بلدو». في كل تاريخه وتاريخنا، ليست على أيدينا نقطة دم، لكننا دفعنا دما من خيرة رموزنا وشبابنا. لم نتعاط بالسلاح، ولا فتحنا مراكز تدريب للمسلحين، لكن فتحنا الباب لأكثر من أربعين ألف شاب وشابة، أقاموا أكبر جيش للخريجين من كل لبنان ومن كل جامعات العالم».

وقال: «أمامنا اليوم ورشة عمل كبيرة في الحكومة ومجلس النواب. وجوه الخلل والتقصير يتحدث فيها الناس كل يوم، من الكهرباء إلى البيئة والخدمات والهدر والتهريب وغيرها. قضينا عشر سنين نربط مصير البلد بمصير حروب المنطقة. شد حبال وخلافات دفعنا ثمنها من استقرارنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي. اليوم نقف عند مفترق طرق، إما أن نبقى غارقين بالكلام والخلاف، وإما أن نأخذ القرار بأن نبدأ جميعا ورشة العمل. الوقت ليس لعرض العضلات، ولا للنكايات وتصفية الحسابات».

} الكرة اليوم في ملعبنا }

وتابع «هذا البرنامج لم يهبط على البلد بالبيان الوزاري، ولا هو خطة يتم تهريبها بغفلة عن أحد في مجلس الوزراء. هذه خطة تعمل عليها الحكومة منذ سنة ونصف السنة، عرضت على كل الأحزاب والقوى السياسية في الحكومة، وأتت بعد اجتماعات عمل مع أكثر من 1600 بلدية في السراي الحكومي. البرنامج صناعة لبنانية بامتياز، ومؤتمر سيدر تبناه، شرط أن تلتزم الدولة قواعد الشفافية والإصلاحات ومراقبة الجهات الدولية المختصة لتنفيذ المشاريع. هذا يعني، أن المجتمع العربي والدولي وقف معنا، وحملنا مسؤولية التصحيح والتنفيذ. الكرة اليوم في ملعبنا، والتحدي مطروح أمام الجميع،».

المستقبل» أحيا الذكرى 14 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

وقال: «فخامة الرئيس عون ودولة الرئيس بري وأنا، أخذنا قرارا بتحويل مجلس الوزراء ومجلس النواب خلية عمل. هناك فرصة من غير المسموح أن تضيع. القرار بيدنا والتنفيذ بيدنا. فإما أن نخوض التحدي ونتعاون جميعا، وأشدد على كلمة جميعا، لنأخذ البلد إلى فرصة إنقاذ حقيقية، وإما أن نترك البلد يغرق في الجدل البيزنطي حول جنس الحلول. الأمن الاقتصادي والاجتماعي هو بأهمية الأمن السياسي. لهذا السبب، أمد يدي للتعاون مع كل القيادات والأحزاب دون استثناء. البيان الوزاري أجرى مقاربة لكثير من القضايا، على قاعدة تدوير الزوايا، ووجدنا مخارج في النص لعناوين خلافية عديدة».

اضاف: «إنما يهمني اليوم أن أؤكد 3 أمور: الأمر الأول: اتفاق الطائف. الاتفاق هو الدستور وصيغة الوفاق الوطني، والقاعدة الأساس للعيش المشترك بين اللبنانيين. الكلام عن الطائف واضح ومباشر في البيان الوزاري، وغير خاضع للتأويل والتفسير.اليوم، نسمع كلاما واضحا من فخامة الرئيس عن الطائف، وكلاما صريحا ومسؤولا من قيادات أخرى، تؤكد التزام الطائف وعدم الخروج عنه، في كل الأحوال، ليس سعد الحريري من يمكن أن يتنازل عن الطائف، نحن حراس اتفاق الطائف».

– الأمر الثاني: موضوع النازحين السوريين. مصلحة البلد أن يعود النازحون إلى سوريا بكرامتهم وبالشروط التي توفر لهم السلامة والأمن. أفضل أمر نقدمه للنازحين أن نعمل لنعيدهم إلى بلادهم بشكل طوعي. وأشدد على كلمة طوعي. وانفتاحنا على المبادرة الروسية يصب في هذا التوجه، والمطلوب من المجتمع الدولي خطوات عملية إضافية، تنهي مأساة النزوح وتزيل عن أكتاف الدولة أعباء اجتماعية وخدماتية ومالية في كل المناطق

– الأمر الثالث: الذي أود أن يسمعه الجميع جيدا، لأن فيه كلاما كثيرا عن المحاور في المنطقة: لبنان، ليس دولة تابعة لأي محور. وليس ساحة لسباق التسلح في المنطقة. لبنان دولة عربية مستقلة، لها دستور وقوانين ومؤسسات والتزامات عربية دولية، دولة أكدت على التزام النأي بالنفس.

شاهد أيضاً

الشيخ مازن حبال يلقي كلمته

إحتفالات لـ”المشاريع” في بيروت وخلدة والناعمة إستقبالاً للحجاج والعام الهجري الجديد

إحتفالات لـ”المشاريع” في بيروت وخلدة والناعمة إستقبالاً للحجاج والعام الهجري الجديد استقبالًا لحجاج بيت الله …