“حزب الله” يُهدّأ مع باسيل المهجوس بالرئاسة ضمن الثوابت!
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاحد 31 ايار 2020
منذة اكثر من 3 اشهر لم يجتمع اركان وقيادة احزاب تحالف 8 آذار و”حزب الله”، واذا تم اي لقاء فإنه يحدث سريعاً وثنائياً ومن ضمن “خانة الطوارىء” السياسية بسبب “كورونا”، وحرص قيادات الاحزاب وامناؤها العامون على عدم اي “زحطة” صحية، كون عدد ممثلي الاحزاب يكون كبيراً في الاجتماعات لـ”لقاء الاحزاب” والشخصيات الوطنية لاحزاب 8 آذار. وحتى في اجتماعات هيئة التنسيق والتي تكون مصغرة عادة. ومن المتوقع ان تعود هذه الاجتماعات قريباً، وفق تقدير القيادات العليا لحجم انحسار جائحة “كورونا” ولبحث العديد من القضايا العالقة ولا سيما التطورات الاخيرة.
وتشير اوساط بارزة في 8 آذار الى ان التطورات السياسية الاخيرة بدءاً من الحملة التي شنها “التيار الوطني الحر” ونوابه ووزاؤه في الحكومة على “حزب الله” وسلاحه وصولاً الى التباين في ملف العفو وليس انتهاءاً بكسر رئيس الحكومة حسان دياب، وقرار الوزراء بالاجماع على استبعاد معمل سلعاتا من خريطة المعامل الكهربائية، وترت العلاقة بين رئيس “التيار” النائب جبران باسيل و”حزب الله” واحزاب 8 آذار. رغم وجود تحالف متين وسياسي وثوابت إستراتيجية.
وكون للتيار وباسيل ممثل في “لقاء الاحزاب”، فيفترض ممثلو هذه الاحزاب ان يكون التيار سنداً مسيحياً ووطنياً لهم في الملفات الوطنية والسياسية ولا سيما سلاح المقاومة.
ولا تخفي الاوساط ان كثيرين من الحلفاء قبل الخصوم ومنهم باسيل بات “يبتزون” “حزب الله” لتحقيق مكاسب سياسية او مصالح شخصية عبر اثارة قصة “السلاح” ووظيفته بطريقة او بأخرى ولا سيما تحميله مسؤولية العقوبات الاميركية وتردي الاوضاع المعيشية، ولو اضطر الامر الى ان يدوس “حزب الله” على يديه ورجليه اي ان يتضرر هو شخصياً وتتضرر مصالحه كرمى لباسيل.
وتقول الاوساط ان باسيل لم يعد يرى امامه الا الهم الرئاسي وما يهمه تحقيق مصلحته غير آبه بمدى الضرر الذي يمكن ان يسببه ذلك للحلفاء والاصدقاء.
ورغم ان الاوساط تنفي علمها بأي تطور سلبي في صحة الرئيس ميشال عون لا سمح الله واطال الله بعمره، تستغرب هذا الاستعجال من باسيل في الملف الرئاسي، وما يسببه من معارك جانبية وعلى “الطالع والنازل” مع الاصدقاء قبل الخصوم. ومن دون إدراك ان كل معركة يفتعلها او يسببها باسيل تبعده خطوة الى الوراء عن تحقيق هذه الرغبة.
إستياء ونقزة في صفوف 8 آذار من “تهور” باسيل السياسي
وتقول الاوساط ان الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال مقابلته الاذاعية الاخيرة، أكد صراحة وجود مشكلة سياسية كبيرة مع باسيل. وعبّر عن الازمة بين الطرفين بوجود 3 مستويات من المعالجة: المستوى النيابي والوزاري والسياسي والقيادة العليا في الحزب جزء من هذه المعالجة، ولولا وجود تباينات كبيرة لما كانت هناك ضرورة لهذه المستويات من الحوار والنقاش واللقاءات. ورغم ذلك حصر السيد نصرالله الخلاف مع “التيار” ضمن هذه القنوات وحدد سقفاً لاي خلاف ضمن الثوابت مع تأكيده التهدئة مع باسيل و”التيار” ومنع تضرر العلاقة وانهيار تفاهم مار مخايل.
ولكن وفق الاوساط هذا لا يعني ان العلاقة مستقرة ولا تخضع للتجاذبات بين الفينة والاخرى.
وتكشف الاوساط ان تطيير جلسة اقرار قانون العفو العام، خدم في مكان ما تحالف “حزب الله” و8 آذار. وضرر اقرار القانون شعبياً وسياسياً اكبر بكثير من عدم اقراره كونه يدخل “حزب الله” في دوامة سياسية وشعبية كبيرة في بيئته ومماثلة لما جرى مع العميل عامر الفاخوري.
وتقول الاوساط ان البيئة القومية والاسلامية والناصرية والشيعية لا تحتمل ولا تقبل عودة المبعدين من فلسطين، والارضية الشعبية ليست جاهزة لذلك. رغم ان تطيير الجلسة كان محاولة مسيحية واضحة قادها باسيل و”القوات” و”الكتائب” كل من وجهة نظره شعبياً وسياسياً ومن اجل تسجيل نقاط في هذا المجال وهذه الاطراف ولا سيما باسيل. ودفعت الرئيس نبيه بري الى رفع الجلسة وتأجيلها بعد الاعتراض على تقصير المهل السجنية والتي قد يستفيد منها ارهابيون وقاتلون لعناصر وضباط من الجيش طالما ان عقوبة الاعدام لا تزال ملغاة في لبنان.
وتلفت الاوساط الى ان التوتر المتقطع في العلاقة بين الحلفاء لـ”حزب الله” واحزاب 8 آذار وباسيل سيمتد لفترات طويلة وحتى وضوح ملف الاستحقاق الرئاسي رغم ان هذا الفريق لا يقارب الملف لا من قريب ولا من بعيد.