“زحمة” الموفدين لتأكيد الحضور والمساهمة في انجاز الحكومة

علي ضاحي خاص موقع TAKARIR.NET

رغم كل التأكيدات الداخلية على عدم “التزامن” المقصود بين 3 زيارات شهدها لبنان في الساعات الـ72 الماضية، بين زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، تشير اوساط بارزة في 8 آذار الى ان كل طرف اقليمي ودولي أتى الى لبنان يعتبر ان له “حصة” في الانجاز الحكومي الاخير وخصوصاً بعد تظهير دور “اللمسات” الايرانية- الفرنسية التي رافقت الاخراج الاخير للتوليفة الحكومية اخيراً. في حين كان الدور الاميركي والسعودي خجولاً في “توليد” الحكومة وكان للثلاثي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل والثنائي الشيعي ممثلاً بحزب الله وحركة امل ورئيس الحكومة سعد الحريري الدور الابرز في الضغط لتذليل العقبات لاستيلاد الحكومة.

وتشير الاوساط الى ان الجانب الايراني ممثلاً بظريف كان شفافاً في طروحاته للمساعدة اكان عسكرياً واقتصادياً ولوجستياً وانمائياً وخصوصاً في ملف الكهرباء والدواء ولم “يتفلسف” في مقارباته وترك هامشاً من الحرية الطبيعية للسلطة اللبنانية مجتمعة لتقييم العروض المقدمة ودراسة الجدوى والمصلحة من قبول الخدمات الايرانية او رفضها وفق ما تقتضيه مصلحة لبنان مع تفهم بلاده لاي قرار يتخذ. في المقابل اظهرت لقاءات ظريف وخصوصاً الحفل الرسمي بذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران حجم الحضور الداخلي المتنوع وليس فقط من حلفاء ايران وسوريا وحزب الله وقوى 8 آذار بل تعداه ليكون حضوراً واسعاً وخصوصاً من جانب بعض الشخصيات التي كانت محسوبة سابقاً على محور 14 آذار.

وتؤكد الاوساط ان الجواب اللبناني حول العروض الايرانية ينتظر اكتمال الوضع الحكومي وستتم دراسة الامور بموضوعية ودقة وبما يتلاءم مع مصلحة لبنان وخصوصاً في ظل الضبابية الاقليمية والدولية.

وتكشف الاوساط ان ابرز ما حمله ابو الغيط من رسائل اميركية- عربية- خليجية هي بالحد من “الاندفاعة” في اتجاه سوريا والنظام فيها ودوزنة “الطحشة” في ملف النازحين وخصوصاً ان الخطوات العربية والخليجية لاعادة التطبيع الدبلوماسي مع دمشق قد تمت فرملتها بضغط اميركي وخصوصاً بعد ان فهم الخليجيون والعرب ان الانسحاب الاميركي من سوريا يعني ترك ادارة الملف السوري الى الروس والايرانيين وبينهما الانزعاج التركي من فقدان تأثيره “الحدودي” في شمال سوريا وخسارته لذريعة “الملف الكردي”.

 

8 آذار: “لا شطحة” في اتجاه اي محور وتفاهمات رئاسية على اولوية الاقتصاد والاستقرار

وما اعلنه ابو الغيط عن تجميد النظر بعودة سوريا الى الجامعة العربية يؤكد وفق الاوساط ان خلط الاوراق في المنطقة سيعطل كل التسويات التي كان يحكى عنها في سوريا واليمن اذ يبدو ان الاولوية الاميركية هي في الخروج من افغانستان بأقل الخسائر وبتسوية الامور بين الدولة الافغانية وحركة طالبان بوساطة اميركية.

اما على صعيد زيارة العلولا فترى الاوساط انها لتاكيد الحضور السعودي وعدم ترك الساحة لايران وحزب الله وسوريا ولتزخيم الحراك الداخلي الذي يقوم به سفير المملكة في لبنان وليد البخاري الذي ينشط من الشمال الى الجنوب في ملف النازحين والملف الثقافي واالاقتصادي والاعلامي. كما سيؤكد العلولا ان بلاده مساهمة في الاستقرار السياسي عبر تشكيل الحكومة وفي الاستقرار الاقتصادي عبر وضع وديعة سعودية لدعم الاقتصاد على غرار المبادرة القطرية بشراء سندات الخزينة.

وتشير الاوساط الى ان هناك تفاهماً رئاسياً بين الرؤساء الثلاثة وخلفهم حزب الله على اعطاء الاولوية للاستقرار الاقتصادي والسياسي وضرورة التركيز على الوضع الاجتماعي الذي يشهد انهياراً كبيراً وان ينصب الجهد على انتاجية سريعة للحكومة في كل الملفات من الكهرباء الى الدواء والنفايات وتحسين الوضع الاجتماعي والخدمات الصحية وغيرها. وتقول ان العلاقات الخارجية للدولة ستكون “كميزان الجوهرجي” وباعتماد سياسية “النأي بالنفس” عن كل علاقة اوقمة او نشاط دولي واقليمي قد يخل بالتوازنات الداخلية او الخارجية فلا عداء او استعداء او قطيعة مع اي من الدول في لعبة المحاور كما لا دخول في اي محور لعدم قدرة لبنان على تحمل تبعات التوترات العالية بين طهران والرياض وواشنطن ودخول العامل الاسرائيلي على الخط من البوابة السورية.

 

 

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …