عودة المغتربين
عودة المغتربين

8 آذار: نحتاج “كَيّاً سياسياً” حكومياً لبعض “المشاريع الشخصية”

8 آذار: نحتاج “كَيّاً سياسياً” حكومياً لبعض “المشاريع الشخصية”

كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الثلاثاء 31 آذار 2020

مع استفحال “فيروس كورونا” في اوروبا واميركا ولا سيما في فرنسا وايطاليا واسبانيا وإنتشاره في افريقيا ولو بدرجة “هادئة” حتى اللحظة، تفيد معلومات دبلوماسية في بيروت ان مجموعة من العاملين اللبنانيين في القطاع الصحي في اوروبا مصابون بالفيروس القاتل، ولا سيما بعد وفاة طبيب قلب لبناني من آل رضا في فرنسا وطبيب آخر من آل صالحة في اسبانيا وهناك طبيبان لبنانيان مصابان ببلجيكا.

وتؤكد مصادر حكومية واسعة الاطلاع في تحالف “حزب الله” و8 آذار، ان عشرات رسائل الاستغاثة وصلت الى مختلف الاحزاب اللبنانية ومن كل القرى والمناطق من مئات اللبنانيين العالقين في فرنسا واسبانيا وايطاليا والمانيا ومعظمهم طلاب يدرسون هناك وقد انقطعت بهم السبل بعد توقف التحويلات من ذوويهم والبعض توقفت منحته من الدول المضيفة بسبب الاوضاع بالاضافة الى تردي الاوضاع الصحية والمعيشية في هذه البلدان، وبات الطلاب لا يجدون قوت يومهم ولم يعد يتمكنوا من دفع ايجارات المساكن ايضاً.

وتقدر المصادر ان عدد الطلاب لا يقل عن 700 في ايطاليا و400 في اسبانيا و300 في المانيا وفي فرنسا 500 ايضاً، وذلك في احصاء غير نهائي. بينما يتوزع طلاب ايضاً في اميركا وبلجيكا وكندا وبعض الدول العربية. كما تشير الى ان مئات المغتربين في افريقيا يستغيثون ولا سيما في غرب افريقيا والبعض منهم عاصر مرحلة تفشي الايبولا في العام 2014 وهم يدركون ان امكانات الدول الافريقية الطبية وخصوصاً في ظل نقص التجهيزات الطبية في العالم غير مكتملة ويمكن ان يواجهوا مصيراً اسوداً.

وتكشف الاوساط ان العراقيل التي وضعت في وجه المطالبة بعودة كل هؤلاء الى بلاده  وهي حق طبيعي، وواجب على الدولة اللبنانية ينطلق من بعض الاصوات التي “نشزت” وطنياً في بدايات انتشار “كورونا” في لبنان. وتسجيل الاصابة الاولى الآتية من ايران وقامت الدنيا ولم تقعد وقتها ليتبين لاحقاً ان الفيروس مصدره ايطاليا وبريطانيا بالاضافة الى الاصابات المحدودة من ايران. وتقول نحن نتفهم ان هناك قلقاً وخوفاً من المزيد من تفشي الفيروس في لبنان عبر هؤلاء. وقد تم طرح فكرة الفحص السريع منذ اسبوع وهو مجرب وناجح بنسبة 80 في المئة وطرح هذا الحل من باب سد ثغرة ان بعض الدول التي يمكث فيها اللبنانيون الراغبون بالعودة لا تحتوي على فحص “الكورونا” PCR او غير متوفر بكميات كبيرة فكان اقتراح الاختبار السريع وخضوع كل الوافدين الى لبنان لفحوصات في لبنان مجدداً، ومكوثهم فترة الحجر الصحي لـ14 يوماً في اماكن مخصصة وتم ابلاغ الحكومة من قبل ممثلي “الثنائي الشيعي” انها متوفرة في كل المناطق اللبنانية منذ ايام.

ضغط بري ونصرالله أثمر حلاً تدريجياً لقضية المغتربين

وتشير الاوساط الى وضع عراقيل متعددة ومواقف متشددة من رئيس الحكومة حسان دياب ووزير الخارجية في وجه هذا المقترح والذي يتفهمه “الثنائي” لجهة المخاطر وواجب الحرص والفحوصات المسبقة، ولكن ما ليس مفهوماً عرقلة هذا الملف الانساني والحق الطبيعي لابناء لبنان في الخارج بعد شرح الحلول الطبية الطبيعية والآمنة، وهم من كل الطوائف وليسوا من منطقة بعينها بل من كل لبنان.

وتؤكد الاوساط ان الضغط الذي مارسه رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وكان مركزاً للغاية  امس الاول. ونجحت الاتصالات في تحديد الثلاثاء كموعد لانطلاق هذا الملف  ووضعه على سكة التنفيذ اواخر الاسبوع، اذا سارت الامور كما يجب وتأمن الفريق الطبي اللازم والفحوصات الضرورية. وفي المقابل يتواصل الراغبون في العودة مع سفارات لبنان والقنصليات لتزويدهم بارقام الهاتف والعناوين وللتنسيق معها لبت امر العودة.

وتلفت الى ان الملف لن ينتهي قريباً وسيكون تدريجياً وهناك دفعات متتالية منهم ووفق العدد والكشف الاولي يتبين ما هي الاولويات. وتقول ان في اليومين المقبلين وبعد الثلاثاء ستتضح الصورة اكثر .

في المقابل تكشف الاوساط ان هناك بعض الحالات داخل الحكومة وخارجها باتت تستدعي “كي سياسي” وخصوصاً لبعض “المشاريع الشخصية”، التي لا مجال للخوض فيها راهناً وباتت عبئاً على “الثنائي الشيعي” وعلى تحالف 8 آذار والبلد بأكمله. والسكوت في الماضي عن بعض التجاوزات واليوم بفعل ازمة “كورونا” لا يعني ان هذا السكوت سيكون طويلاً وهناك نزعة كبيرة داخل 8 آذار للقيام بإنتفاضة سياسية ضد بعض المشاريع!

 

 

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …