“إعلان النفير العام” ضد “كورونا”.. إستنفار الحكومة والقوى الامنية
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاحد 15 آذار 2020
ليس بالإمكان افضل ما كان، هكذا تؤكد اوساط سياسية في تحالف “حزب الله” و8 آذار، ما يجري من إجراءات انها ضمن المعقول والمستطاع، وخصوصاً ان الحالة مرجحة الى التفاعل وان خطورة فيروس “كورونا” هي في انتشاره اولاً، وثانياً اننا نواجه عدواً خبيثاً ومميتاً وخفياً لا نعرف مصدره ولا كيفية العلاج منه ولكن بيدنا الوقاية منه.
وتكشف الاوساط ان هذه الخلاصات هي نتيجة اجتماعات عدة اجرتها مختلف احزاب 8 آذار وتخللها مشاورات مع اخصائيين وكوادر طبية وعلمية، وهناك معلومات عن ان احزاب كبرى كـ”التيار الوطني الحر” والقوات و”الاشتراكي” كل ينشط في مناطق نفوذه للتوعية والتعاون مع البلديات والجمعيات لمنع انتشار الفيروس.
وتقول الاوساط ان معظم الخبراء الصحيين يقولون ان افضل علاج لـ”كورونا” هو الحد من الاختلاط بالناس، ولا سيما المعروف انهم اتوا من بلدان موبوءة ولا نعرف من هو المصاب ومن هو المعافى فيهم، والفيروس وان التقطه الانسان يمكن ان لا يشعر بعوارضه في الايام الخمسة الاولى ويمكن ان ينقله لعشرات الاشخاص غيره حتى انتهاء الخمسة ايام وصولاً الى اليوم الـ14 اي ان فترة الحضانة للفيروس تتراوح بين يوم و14 يوماً.
نصرالله يزخم الإجراءات الحكومية والجهود الحزبية والمناطقية تتكثف
وتشير الى ان كلام الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، يأتي في هذا الإطار، وهو دق ناقوس الخطر فعلياً، وحاول ان يرفع عن كاهل الطائفة الشيعية، وخصوصاً ممن اتوا من طهران او من قم “تهمة” نشر الفيروس، فكل من يشك في اصابته، تم حجره وفحصه والاجراءات مستمرة لاحصاء، كل مخالطة مع المصاب لمنع انتشار الفيروس والفحوصات جارية.
وتقول الاوساط ان مساواة نصرالله الحرب ضد العدو الاسرائيلي ومساواة شهداء الحرب ضد الصهاينة والارهاب بشهداء الواجب الصحي، هو لتأكيد خطورة الامر وقدسية الدفاع عن ارواح الناس، في هذه المعركة المجهولة التوقيت والعدو ليس واضحاً فيها، ولا يمكن التغلب عليه، الا بالوعي واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
ووفق المعلومات في قرى الجنوب والبقاع والضاحية، ورغم حالة الهلع والخوف الشعبيين وهما طبيعيان، خوفاً على كبار السن واصحاب الامراض المزمنة والمناعة الخفيفة والاطفال الرضع، لا تزال الامور تحت السيطرة في هذه المناطق ولا سيما الشيعية بعد جهود بذلتها البلديات و”الثنائي الشيعي” بالتعاون مع وزارة الصحة لتطويق اي حالة اشتبه بها وتم تحويلها بعد فحصها الى الحجر المنزلي او الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي.
ويصب قرار الغاء الاجتماعات الحزبية منذ اكثر من 15 يوماً لكل من “حركة امل” و”حزب الله” في إطار تخفيف خطورة الاحتكاك بين الحزبيين والقوى الحزبية الاخرى وعامة الناس، وبعد الاشتباه بإصابة مسؤول حزبي كبير ومعاونيه وتبين لاحقاً وبعد الفحوصات والحجر الصحي المنزلي انها سلبية بالكامل وللجميع. وكذلك الغاء كل المناسبات الدينية واقامة صلاة الجماعة والجمعة والمناسبات الحزينة وإجراء مراسم الدفن بشكل محدود والغاء التعازي في كل المناطق الشيعية وصولاً الى الامتناع عن اي تجمعات من اي نوع كان.
في المقابل تؤكد معلومات ان الاحزاب المسيحية الكبرى لجأت الى التدابير نفسها ويأتي كلام رئيس “التيار الوطني الحر النائب” جبران باسيل، ليصب في هذا الإطار ورفع درجة التحسب لاي طارىء وزيادة حالات الاصابة بشكل غير مسبوق.
ويمهد كلام السيد نصرالله والوزير باسيل وقبلهما القوى المعارضة للحكومة الى قرارات الحكومة التي ستتخذها في جلستها اليوم في بعبدا والتي ستعلن فيها ومن خلال المجلس الاعلى للدفاع حالة الطوارىء الصحية والمدنية، وفق الاوساط السياسية نفسها في تحالف “حزب الله” و8 آذار، والتي قد تتدرج الى اغلاق المعابر البرية والبحرية ومطار بيروت الدولي بشكل جزئي امام تدفق البضائع والسلع الضرورية والطبية وبشكل كامل امام حركة الركاب والمسافرين لفترة معينة. وقد تمدد بالتدرج وحسب الحاجة، مع الابقاء على المستشفيات والصيدليات وعيادات الاطباء واماكن التسوق الخاصة بالطعام والافران لتأمين الخبز والخضروات واللحوم والدواجن وبشكل مداورة بينها، مع إتخاذ اقصى درجات الوقاية ومنع الاكتظاظ واللجوء الى التعقيم الفردي والجماعي، اي الشوارع والاماكن العامة وغيرها.
وتلمح الاوساط الى التوجه لاعلان الاستنفار الشامل لكل القوى العسكرية والامنية والجمعيات واجهزة الدفاع المدني والاسعاف وصولاً الى كل العاملين في المجال الطبي.
وتختم الاوساط ان اعلان “النفير” ضد الـ”كورونا” مسألة ساعات، ولكنها معركة قاسية جداً وطويلة ربما لشهر او شهرين او اكثر، وسيخوضها كل فرد ضمن عائلته الصغيرة والكبيرة واقاربه وعنوانها الالتزام بالبيوت وعدم الخروج منها الا للضرورات القصوى حتى حين.