الاكثرية تتجنب التعطيل… وسيناريو تكليف بلا تأليف مكلف جداً

الاكثرية تتجنب التعطيل… وسيناريو تكليف بلا تأليف مكلف جداً

كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم  السبت 14 كانون الاول 2019

ترى  اوساط بارزة في تحالف حزب الله و8 آذار ان مواقف الوزير جبران باسيل خلال المؤتمر الصحافي امس الاول ليست سلبية بالكامل، ولا يمكن اعتبار ان قراره بالمكوث في المعارضة نهائي، فكل شيء قابل للنقاش والحوار وامامنا بضعة ايام قبل الاثنين لتحديد مسار الامور. وتلفت الاوساط الى ان من الطبيعي ان يكون هناك عتاب ولوم ومكاشفة بين الحلفاء ولا يعقل ان يكون الحلفاء عبارة عن جسم واحد وقلب واحد وعقل واحد، قد يتفقون وقد يختلفون لذلك وجد الحوار.

وتشير الاوساط الى ان بقدر ما هو هام ان تبقى الاستشارات النيابية في موعدها الاثنين، بقدر ما يهمنا ان تتأمن الميثاقية لأي حكومة اولاً. وان تكون هذه الحكومة على قدر المسؤولية، فليس المطلوب حكومة “علاقات عامة” وتثبيت مصالح سياسية وشخصية، او العكس تصفية حساب سياسي وشخصي بين احد من المكونات.

وتلمح الاوساط الى ان هناك العديد من السيناريوهات المطروحة لحل ازمة الحكومة، ولا سيما حل ازمة تمثيل الوزير باسيل شخصياً، ومن ضمن الحكومة المختلطة التكنوسياسية، بعد سقوط معادلة الحريري وباسيل معاً في الحكومة ومعاً خارجها.

وتقول الاوساط ان من بين السيناريوهات المطروحة، والتي يتداول بها وهي الارجح حصولها اذا بقيت الامور على حالها وهي ان تعقد الاستشارات النيابية الاثنين بمن حضر وان يُسمى الحريري بالاكثرية المطلوبة فوق الـ65 صوتاً، ويُكلّف على هذا الاساس.

ويُرجح ان يمتنع باسيل وتكتلته عن تسمية الحريري ويضع حزب الله اصوات نوابه في عهدة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبالتالي لا يسمي حزب الله الحريري.

ويبدأ الحريري مشاوراته وسيصطدم بعقبات عدة في ظل رفعه لشروط كثيرة ومنها شكل الحكومة. فعودته الى نغمة حكومة التكنوقراط بعد إجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان غير مقبولة، ولن يمشي حزب الله والرئيس نبيه بري في حكومة لا يتمثلان فيها بوجوه سياسية معروفة وثابتة.

في المقابل لم يتضح موقف عون وباسيل من اي حكومة، اذا كانت تكنوقراط او حكومة سياسية برئاسة الحريري كلتيهما. فإذا كان باسيل والتكتل خارجهما كما يشترط الحريري هذا يعني ايضاً، ان لا تسمية للحريري، ولا ثقة للحكومة وهذا واضح في مواقف باسيل وفق الاوساط.

ولكن هل يوقع عون مرسوم حكومة مماثلة؟ وما هو مصير الميثاقية المسيحية اذا لم يشارك التكتل، فهل يسمي عون وحده الوزراء المسيحيين من حصته؟ وما هو مصير مشاركة القوات اللبنانية؟ وهل ستعزف عن المشاركة اذا كانت الحكومة تكنوسياسية وتمَثل فيها حزب الله؟

وتشير الاوساط الى ان بصريح العبارة هذا السيناريو مكلف للغاية، ولا يحتمل البلد المزيد من الازمات الاقتصادية. والغرق في مستنقع انهيار العملة مقابل الدولار والغلاء الكبير للاسعار وانقطاع في مرحلة، لاحقة كل المواد الغذائية والطبية في مرحل متقدمة اذا استمر الوضع كما هو عليه. وتقول ان سيناريو تكليف الحريري بعدد محدود من اصوات النواب واستحضار جبهة معارضة واسعة للحكومة قبل تشكيلها، وعلى رأسها باسيل وعون لن يخدم الحكومة، ولن يساعد الحريري في التشكيل. ويتوقع ان يتكلف الحريري وان لا يشكل لفترة طويلة: تكليف بلا تأليف.

اما السيناريو الثاني فتتوقع الاوساط ان يتم تأجيل الاستشارات النيابية مرة ثانية لاسبوع، وان تتكثف الاتصالات بين الثنائي الشيعي والحريري وبين الثنائي وباسيل وعون للوصول الى “حل وسط”، يُمكّننا من العبور بالحكومة الى بر الامان.

وتطرح الاوساط ايضاً مسألة توزير الحراك. ومن هي الشخصيات التي ستوزر وتوزيعها الطائفي مع وجود سؤال كبير: هل سيقبل الحراك بمن يقع الاختبار عليه لتمثيله في الحكومة كمعبر عن توجه كل الساحات؟

وعن مواقف باسيل الاخيرة، تؤكد الاوساط ان موقف باسيل منسق مع حليفه حزب الله، بغض النظر عن مستوى اللقاات التي تحصل بينهما فالتواصل موجود، وتلمح الاوساط الى ان هناك تنسيقاً بين الطرفين ومنعاً لاي “خربطة” من طرف ثالث، فباسيل اعتمد تخريج “الانسحاب التكتيكي” من الحكومة وبأقل خسائر ممكنة، حتى لا تظهر الصورة انه اجبر على عدم المشاركة برفض من الحريري. وحتى لا يُصوّر الامر على انه انتصار للاميركيين وغيرهم من خصوم باسيل في الداخل، كالحريري والنائب السابق وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع.

 

شاهد أيضاً

الشيخ عبد القادر فاكهاني

الشيخ الهرري: غاب الجسد… وبقي النهج

الشيخ الهرري: غاب الجسد… وبقي النهج الشيخ عبد القادر الفاكهاني/ مسؤول اعلام “المشاريع” في الثاني …