العلامة علي الخطيب: لا مواجهات داخلية ولا تغيير في المعادلات
ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، كلمة خلال تأبين السيد علي محمد باقر الأمين، ابن شقيق الراحل العلامة السيد احمد شوقي الأمين، في منتدى العلية في بلدة مجدل سلم، في حضور لفيف من علماء الدين وفاعليات بلدية واختيارية وحشد من الأهالي.
قدم الخطيب بداية واجب العزاء، منوها ب”الدور العلمي والادبي والسياسي لآل الامين، من خلال ما وضعوه من مؤلفات علمية كان لها كبير الأثر على لبنان ومحيطه العربي والإسلامي، والتي أصبحت مراجع تدرس في الحوزات العلمية وأسست للفكر المقاوم بما حقق هذا النصر الكبير الذي نحن فيه”.
وقال: “هذا الانتصار التاريخي الذي تحقق هو خلاصة هذا الجهد الفكري، والنتاج العلمي غير المنتمي قوميا، والمنتمي حضاريا وإيمانيا للاسلام المحمدي الأصيل، من طهران إلى النجف الأشرف إلى لبنان، بقاعا وجنوبا الذي تحول إلى قوة هائلة قلبت المعادلات والموازين الدولية، وتجاوزت في آثارها الجغرافيا اللبنانية والإقليمية، لذلك، المراهنة الداخلية اليوم على المتغيرات الإقليمية والقوى الدولية مصيرها مصير المراهنات السابقة على القوى الغاشمة للعدو الإسرائيلي ومن وراءه. من هنا لم تكن لنا في الماضي ولن يكون لنا في المستقبل، أي مواجهة داخلية تحاول هذه القوى جرنا إليها لأنها ليست في الميزان أو الاعتبار الحقيقي، إنما هي تقوم بوظيفة أعدت لها، في محاولة عرقلة هنا وتشويه هناك وتأخير، هي مجرد ألاعيب صبيانية لا تملك أدوات هذه المعركة وليسوا مؤهلين للقيام بها. المسألة أكبر من أدوارهم وتجاوزتهم منذ أمد”.
تهويل
أضاف: “نعم. ليست المسألة عسكرية أو سياسية فقط، فالموضوع الإجتماعي والوضع الاقتصادي يحتلان موقعا مهما في هذه المعركة، حاول بعض أدوات اللعبة، بتوجيه من الأصلاء أن يحدث الصدمة داخل بيئة المقاومة باستغلال هذه القضايا، ظنا منهم أن بإمكانهم إحداث الصدمة داخل بيئة المقاومة للانقلاب عليها، فهم من أوجد الأرضية لها بالحصار الاقتصادي ومنع التحويلات المالية، واختطاف اخواننا وأبنائنا من مطارات العالم بأعمال القرصنة التي هي أعمال عصابات إرهابية تتشكل بهيئات دول تدعي حمل مفاهيم الديموقراطية وحرية الإنسان”.
وتابع: “أضف إلى ذلك، لعبة المصارف ومحاولات التجويع والتضييق والتهويل. حسبوا باستخفاف أن هذه البيئة ضعيفة إلى هذا الحد الذي يمكنهم من الاحتيال عليها، ولكن الحقيقة كانت صادمة حينما أرادوا أن يستخدموا الحراك لغاياتهم الخبيثة. إن من كانت تجربته خاسرة في المواجهة مع اسرائيل بذرائع شتى، إما لأن قوة لبنان في ضعفه أو لأسباب أخرى، لا داعي الآن لذكرها، لا يمكنهم أن يكونوا الآن روادا للتغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية، بل الذين حققوا الانتصارات والمعجزات وقلبوا الموازين الدولية، وأحدثوا موازين جديدة في الصراع هم فقط الجديرون بإحداث التغيير الداخلي وتحقيق العدالة الاجتماعية ورواد هذا الطريق. والذين يظنون أن بإمكانهم تغيير المعادلة الداخلية على هذا الشكل الذي نراه في الشارع، هم إما سطحيي التفكير أو الذين يخدمون مشروعا آخر”.
لا ارباح سريعة
ورأى أن “تغيير المعادلة الداخلية مرتبط بتغيير المعادلات الخارجية، فلا يستعجلن أحد بوهم تحقيق نتائج سريعة في أرضية شديدة التعقيد. على الآخرين الذين عبروا عن حقدهم بالتصرفات الخرقاء، وأبوا حتى الآن أن يعترفوا بشهدائكم أنهم شهداء الوطن والاستقلال الحقيقي، وأرادوا طمس هذه الحقائق ومحو هذه الصورة، أن يتوبوا ويلتحقوا بالقافلة قبل فوات الآوان، وان يعرفوا موقعكم ومحلكم وأنتم تعرفون ذلك جيدا، فأين الثريا من الثرى يا ترى؟ أنتم الذين تصنعون تاريخا مجيدا وجديدا سيحفر عميقا في التاريخ”.
وختم: “من الفقر ومن تحت الأرض، وبالجد والشعور بالكرامة والعزة، ورثتم أبناءكم العلم والشهامة والمجد والعزة والكرامة”.
وألقى العلامة السيد محمد حسن الأمين ونجل الراحل السيد حسام الأمين كلمتين من وحي المناسبة.