المطالبة بالغاء فوائد على الدين العام ولجنة طوارىء لضبط المصارف
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم االثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019
لم تنجح كل المساعي والمشاورات حتى الساعة في حلحلة العقد الحكومية او اقله الاتفاق على صيغة وسطية ويمكن ان تلقى لاحقاً موافقة غالبية الاطراف الممثلة في الحكومة الحالية والتي تعد الكتل النيابية الكبرى في مجلس النواب، وفق ما تؤكد اوساط رفيعة المستوى في تحالف حزب الله و 8 آذار. وتقول الاوساط ان تضارب الطروحات الحكومية وتعدد الصيغ المطروحة كأفكار وكثرتها الى درجة ان كل فريق او اثنين يتشاركان صيغة مختلفة عن الطرفين الآخرين لذلك الامور “مسكرة” ولا حلول قريبة. وتكشف الاوساط بعض ما دار في تفاصيل اللقاءات الاخيرة وخصوصاً بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري وبين الاخير ورئيس مجلس النواب نبيه بري والوزير جبران باسيل وحزب الله، إذ لا يزال الحريري متمسكاً بترؤسه حكومة مصغرة وغير سياسية من تكنوقراط او اختصاصيين، وان لا يكون فيها وجوه من الحكومة التي تصرف الاعمال اليوم. وهذا الامر رفضه فريقنا منذ اللحظة الاولى وهو رفض لعزل حزب الله والاكثرية النيابية المسيحية التي يمثلها التيار الوطني الحر وهذا مطلب اميركي وعبّر عنه امس الاول وزير الخارجية الاميركي مارك بومبيو عندما اعلن ان المطلوب الغاء نفوذ ايران في العراق ولبنان، ما يعني تضييق الخناق على محور المقاومة الذي تقوده ايران ومعها حزب الله وبالتالي عزلهما سياسياً ايضاً. وتسأل الاوساط فلماذا امنح الاميركيين والاسرائيليين مكاسب سياسية عجزوا عنها بالامن والاقتصاد والحرب؟ وما هي الموانع التي تحول دون تمثيل حزب الله بوزير واحد على الاقل؟ وتؤكد الاوساط ان تحالف حزب الله و8 آذار مصر على تمثيل المقاومة والتيار في الحكومة ولا مانع ان تكون مختلطة وان يكون فيها ممثلون للحراك ولكن ان يكون هناك على الاقل وزير حزبي كالوزير محمد فنيش او غيره كصوت حكومي وان يكون فاعلاً في حال حدث سيناريو مشابه للعام 2006.
وتقول الاوساط ان رفض الحريري لحكومة مختلطة سياسية ومن اختصاصيين مع تمسك القوى الاساسية في مجلس النواب بتمثيلها يضع الملف الحكومي في منطقة رمادية ويبدو اننا امام مراوحة لن تنتهي عما قريب. لذلك تؤكد الاوساط ان هناك سيناريو بدأ تداوله امس يفيد بأن عدم تحديد المشاورات النيابية في قصر بعبدا مؤذ وغير جيد. ولو لم يتم الاتفاق على صيغة حكومية او شكل الحكومة وعددها، من المفروض ان تجرى المشاورات وهو امر سيتم خلال فترة قريبة جداً وقد تفضي الى إعادة تكليف الحريري مرة ثانية وهو امر شبه محسوم في ظل غياب البدائل المقبولة سنياً له بالاضافة الى رفض بعض الشخصيات السنية ان تكون “كبش المحرقة” وتترأس حكومة في وضع “ملتهب” كهذا. وفي ظل تمسك كل طرف بموقفه هناك استحالة لتأليف سريع وسنبقى امام فترة طويلة من تصريف الاعمال.
لذلك تشدد الاكثرية النيابية وفق الاوساط وخصوصاً حزب الله على ان على الحكومة المستقيلة ان تأخذ دورها وتقوم بكل ما يلزم لادارة الازمة وإدارات الدولة موجودة ولا مانع من زيادة انتاجيتها سواء تألفت الحكومة الجديدة ام لم تتألف. وكذلك يجب ان تفتح المدارس والجامعات حتى لا يضيع العام الدراسي على الطلاب وهذا امر لا يمكن التساهل به.
وتكشف الاوساط عن طرح لحزب الله طلب من خلاله الغاء جزء من الفائدة على الدين العام من المصارف اللبنانية لضخ سيولة في لبنان. اما مسألة الدولار فتقول الاوساط ان لعبة الدولار وارتفاعه لعبة قديمة – جديدة وخلق ازمة كالتي نشهدها مقصود لخلق هلع عند الناس وتدويل الاقتصاد اللبناني واعلان افلاس البلد لوضع البنك الدولي يده على المؤسسات العامة بطلب اميركي. وتختم الاوساط بأن لعبة التذاكي التي تقوم بها المصارف مكشوفة وهناك قوانين في الدولة ترعى القطاع المصرفي والمطلوب تطبيقها من خلال تشكيل لجنة طوارىء مالية- مصرفية- سياسية- حكومية.