إستقالة الحريري خارج رغبة عون وبري وحزب الله… وتساؤلات حول اعادة تكليفه

 إستقالة الحريري خارج رغبة عون وبري وحزب الله… وتساؤلات حول اعادة تكليفه

 كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاربعاء 30 تشرين الاول 2019

مع دخول البلاد اليوم الرابع عشر للحراك الشعبي من الجنوب الى العاصمة فالبقاع فبيروت، وبينما كانت الازمة مفتوحة على شتى الاحتمالات وعلى كل خيارات التصعيد من دون الوصول الى حلول او بدايات لطرف خيط قد يؤدي الى حلول، فجر رئيس الحكومة سعد الحريري “قنبلة” إستقالته المفاجئة في وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وذلك بعد تشاور واتصالات بين الحريري وهذه القوى طوال ليلة امس الاول وقبل ظهر امس وفق ما تؤكد اوساط رفيعة المستوى في تحالف حزب الله و8 آذار. وقد اتصل الحريري وفق الاوساط ببري وحزب الله  ليل امس الاول وقوى اخرى وابلغهم عزمه على الاستقالة فجرت مشاورات ودراسة لكل جوانب الاستقالة فكانت النصيحة بعدم الاقدام عليها ولان لا بدائل متاحة للحكومة الحالية بالاضافة الى الصعوبات الكبيرة السياسية والامنية والمالية وكذلك الشارع والحراك والتوظيف الجاري له من قبل قوى كبرى دولية واقليمية. وفي اجماع  واصرار بين الرئيسين عون وبري والسيد نصرالله ابلغ الثلاثة رفضهم القاطع للاستقالة لكن الحريري اصر عليها ومضى فيها بعد ظهر امس وقدمها خطياً الى الرئيس عون والذي سيقبلها وسيكلفه تصريف الاعمال وسيعلن عن موعد للاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة آخر قد لا يكون الحريري وقد يكون هو وهذا الامر من الصعب حسمه الآن في هذه اللحظة تقول الاوساط وخصوصاً في هذا الظرف العصيب.

وتقول الاوساط ان هناك معلومات ان الحريري وبهذه الخطوة اعطى مكسباً سياسياً للفريق والمحور الذي يمد الاعتصام والحراك في مناطق عدة بالمال والطعام والتمويل والتجهيزات  والعناصر المدفوعة الاجر. وتتابع ويبدو انه كان ينسق مع جهات محلية ودولية في هذا الامر وبخطوة الاستقالة نسف التسوية الرئاسية واصطف الى جانب المحور الذي يقف وراء الهجمة الحالية واستجاب لضغوط خارجية وهي اميركية – سعودية – فرنسية.

وتؤكد الاوساط ان الرهان اليوم على مشاورات سريعة يجريها عون ليصار الى تكليف شخصية بديلة للحريري او يعاد تكليفه وهذا الامر وفق الاوساط لم يدرس بعد ولم يناقش داخل فريقنا واي قرار او خيار يجب دراسته بدقة وعناية تامة وخصوصاً ان المرحلة حساسة جداَ.

وتلفت الاوساط الى ان استقالة الحكومة هي البداية في المخطط الهادف الى عزل العهد وافراغ ولاية الرئيس عون من مضمونها بعد محاصرة لبنان مالياً واقتصادياً وما لم يتحقق بحرب تموز 2006 وبالعقوبات المالية والاقتصادية والمصرفية يحاولون تطبيقه بالسياسة. وتقول الاوساط ان المعلومات لدينا هي بقاء الناس في الشوارع وإبقاء الطرق مقطوعة لمحاصرة الناس وتجويعهم وللضغط على جمهور المقاومة وجمهور التيار الوطني الحر وعون. وباتت معروفة بالاسم الجهات التي تمول وتقف وراء قطع الطرق وهنا المطلوب ان تقوم الاجهزة الامنية بدورها بواجبها وان تفتح الطرق كي لا ندخل في مواجهة بين الناس وندخل في صدامات اهلية بين الناس وهذا امر خطير ويبدو انه مطلوب ايضاً من القوى الخارجية.

 

تحالف حزب الله و8 آذار: هذه الخطوة تؤكد انضمام الحريري الى المحور المقابل والخروج من التسوية الرئاسية

وتلفت الاوساط الى ان ما سمعناه من شعارات في الشارع يعكس الرغبة الاميركية والاسرائيلية بعزل حزب الله والمطالبة بنزع سلاحه وباسقاط العهد لانه داعم للمقاومة واغراق البلد بالديون والازمة الاقتصادية وبالفوضى. وتشير الاوساط الى ان الايام المقبلة ستظهر مدى عمق المخطط الخطير الهادف الى اسقاط حزب الله من المعادلة السياسية وما المطالبة بحكومة تكنوقراط هي مطالبة مقنعة  بحكومة بلا حزب الله. وتقول الاوساط ان فكرة الوزراء التكنوقراط او الاختصاصيين او الحياديين، لم تلق قبولاً منذ العام 2005 وحتى اليوم ولا تتوقع ان تلقى رواجاً في صفوف فريقنا وخصوصاً انها تحقق شعارات ومطالب اميركية منذ العام 2008 وحتى اليوم، اي طرح مفخخ ومقنع لحكومة بلا حزب الله.

وتكشف الاوساط ان جزءاً من الخلاف بين عون والحريري خلال لقاءهما الاخير كان حول نقاط تتعلق بالحكومة ومنها طرح تعديل الحكومة عبر تبديل بعض الوجوه والحقائب. ولكن هذا الطرح لم يلق قبولاً لدى كل الاطراف وخصوصاً انه قد “يُزيح” وجوهاً ويترك وجوهاً اخرى اي بمعنى اوضح يرفض حزب الله والتيار الوطني الحر وعون تحميل الوزير جبران باسيل وزر ما يجري من حراك وان “يشيل” وحده الثمن. فالاجدى ان تتحمل السلطة كلها عبء وزر اي تغيير حكومي ومن دون ان يكون جبران باسيل او حزب الله او علي حسن خليل او اي وزير آخر “كبش محرقة” وهنا وقع الخلاف عندما اصر عون على ان اي حكومة تكنوقراط لا تتضمن حزب الله وباسيل ستكون بلا الحريري ضمناً. وتقول الاوساط ان بعد هذا اللقاء انقطع التواصل بين عون والحريري حتى ليل امس الاول. وتلفت الى ان الحريري لم يرسل الى عون قراره النهائي بخصوص الاستقالة، وهذا ما يؤكد وصول الامور بين الرجلين الى مرحلة حساسة وسيئة. وتقول الاوساط ان الايام المقبلة ستكون صعبة وعلى فريقنا الانتباه لكيفية امتصاص صدمة الاستقالة وكيفية التعامل مع النقاط الاخرى المتعلقة بالمخطط والانتصار عليها كما تم الانتصار على كل المخططات منذ العام1992  وحتى اليوم.

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …