كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاربعاء 21 آب 2019
لن تمر زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى اميركا ولقاءاته مرتين بوزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو وعدد من المسؤولين الاميركيين، مرور الكرام في بيروت وخصوصاً لدى تحالف 8 آذار وحزب الله والذي عبرّ عن “بعض” من حقيقة الموقف السلبي جداً من الحريري ومن مواقفه وخصوصاً عند لقائه بومبيو ببضعة عبارات بعد اجتماعه امس الاول لكنها تؤشر الى جملة من المعطيات المستقبلية في العلاقة مع الدولة والحكومة والحريري نفسه وفق ما تؤكد اوساط بارزة في تحالف حزب الله و8 آذار. اذ تعتبر هذه الاوساط ان الزيارة في توقيتها ومضمونها وشكلها لا تخدم المصلحة اللبنانية وما صدر من تصريحات عدائية واستعمارية اميركية بوجود رئيس حكومة لبنان غير مقبولة وخطيرة وسيئة وضد مكون رئيسي واساسي كحزب الله وما يتردد عن توسعة العقوبات ستشمل وزراء الحزب في الحكومة بعد ان طاولت الشهر الماضي رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب امين شري ومسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا. وتشير الاوساط الى ان حزب الله ليس محشوراً في هذه العقوبات ولا يخاف لا على نوابه ولا على وزرائه ولا على ارصدته الغير موجودة في اي مصرف لبناني ولا يخشى اي تعامل مالي قد يوقفه الاميركيون ولا يأبه كثيراً للتهديدات الاميركية والصهيونية والتي تشبه الى حد بعيد الاستعراض الهوليوودي والكابووي المنتصر دائماً. ما يريده حزب الله وفق الاوساط من الحريري ومن السلطة السياسية ومن الحكومة مجتمعة ان تكون بحجم التحديات والمسؤولية الوطنية والسياسية وان تحمي السيادة المالية للدولة وان تصون وحدة الشعب اللبناني والذي يشكل حزب الله والطائفة الشيعية مكوناً اساسياً فيه. ووفق الاوساط حزب الله لا تنقصه الارادة والتصميم والعزم والارادة والقوة للدفاع عن نفسه وشعبه وقد جربه الاميركيون والاسرائيليون في اكثر من مكان وموضع وعرفوا حجم قدرته وامكاناته ويعرفون ان ذراعه لا تلو ويده طويلة وفي كل مكان للدفاع عن المقاومة وشعبها وبيئتها الحاضنة وعن حلفائها وعن كرامتها وكرامة مسؤوليها ونوابها ووزرائها وعن سيادة البلد المالية والبرية والبحرية والجوية وما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وما كشف عنه من تفاصيل عن استهداف ساعر 5 ليس الا عينة بسيطة من قدرات المقاومة العسكرية والامنية والاعلامية واللوجستية.
وتكشف الاوساط ان الرهان على الاميركي وتهديداته سخيف ويورط المُراهن وخصوصاً ان الرئيس الاميركي يهدد طهران اعلامياً وعلناً ويرسل لها الوسطاء سراً ويطلب لقاءات المسؤولين الايرانيين ولو من اجل الصورة التي ستخدمه في الحملة الرئاسية المقبلة ورغم كل الترغيب والترهيب الاميركي لم تخضع ولن تخضع القيادة الايرانية وكذلك حزب الله.
وتقول الاوساط ان الحريري ذهب الى اميركا وبغض النظر عن توقيت الزيارة واهدافها وشكلها مضمونها وماذا اراد الاميركيون تظهيره من خلال اللقاء المزدوج بين الحريري وبومبيو وخصوصاً اللقاء “العائلي” في مزرعة الحريري ومن ابراز الدعم لشخص الحريري وموقعه في رئاسة الحكومة، كان حرياً بالحريري ان يتصدى لاسترسال ضيفه في التهديدات والاملاءات عليه وعلى لبنان، فالمطلوب منه ليس وقف العقوبات او تخفيفها كما تغنى البعض في بيروت لان ذلك غير ممكن وحزب الله لم يطلب من احد الدفاع عنه او تخفيف العقوبات عنه وهو يعرف كيف يتصرف معها ويبطل اهدافها، ولكن المطلوب من رئيس حكومة لبنان ان يوقف الاعتداء المتمادي لبومبيو على سيادة لبنان وكرامة مكوناته الشعبية والسياسية والمس بسيادته بكل الاتجاهات وخصوصاً مالياً وان يٌعبّر عن موقف لبنان والحكومة الرافض لهذا الامر.
وتوكد الاوساط ان وزراء الحزب سيعرضون هذا الامر على جلسة الحكومة في بيت الدين غداً فالمطلوب ان يكون موقف الحكومة بسقف موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اطلقه منذ يومين والرافض لاي عقوبات اميركية او تدخل بسيادة لبنان او التهويل الاعلامي والنفسي على الرئاسة الاولى وعلى الحكومة لاخضاعها والضغط على حزب الله داخلياً. وتقول الاوساط ان خطورة الامر والسكوت عن التهديدات الاميركية والاجراءات الاميركية التي يتردد انها ستطال وزراء الحزب وشخصيات شيعية اخرى سياسية او غير سياسية لتطال حلفاء الحزب من المردة والتيار الوطني الحر ورجال اعمال مسيحيين يدورون في فلك هذا التحالف، فالسكوت يعني التماهي مع هذه العقوبات ويشير الى وجود التزامات ما، اشبه بالتزامات بين العام 2005 و2008 وخطورة هذه الالتزامات انها تستهدف الوحدة الشعبية والسياسية في لبنان وان فريقنا السياسي وتحالفه لن يسكت عنها وسيواجهها.