مواقف الامين العام لحزب الله ترسم معادلات داخلية وخارجية

كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاحد 14 تموز 2019

في إطلالته المتلفزة مساء امس الاول رسم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معادلات خارجية جديدة وخصوصاً في الصراع مع العدو الصهيوني وفي مجال الرد على اي عدوان مع عدم تحديد وجهة ومكان الرد وخصوصاً الصاروخي ومن اي بقعة جغرافية في لبنان او في سوريا وكذلك ردع اي مغامرة صهيونية من هذا النوع كما رسم خطوطاً حُمراً امام كل دولة تسول لها نفسها ان تساند العدوان الاميركي على ايران او تفتح مجالها الجوي وتُسخّر ارضها لهذا العدوان وانها ستكون هدفاً للرد الايراني وقوى محور المقاومة الحليف لها. كما لم يحدد  هوية الجهات والاحزاب والقوى والدول في محور المقاومة وكيفية مشاركتها في صد اي عدوان على ايران. هذه القراءة لمواقف السيد نصرالله وتحليل لمضمونه تجريها قوى بارزة في محور المقاومة والتي التقت امس في ندوة سياسية مغلقة في اقاصي البقاع، واطلعت على توجهات حزب الله الداخلية في بعض القضايا الداخلية والخارجية. كما تجتمع الاثنين في لقاء سياسي وحزبي دوري بين حزب الله والحلفاء لمناقشة الخلاصات التي استقصيت من المواقف الدقيقة للسيد نصرالله وفي لحظات حرجة داخلياً ولبنانياً وعربياً واقليمياً ودولياً.

وتؤكد القوى نفسها ان خطاب السيد نصرالله حمل في ابعاده الكثير من الهدوء والالتزام الاخلاقي والسياسي من حزب الله مع خصومه وحلفائه بالاضافة الى الوفاء للحلفاء مهما كانت المتغيرات والظروف السياسية. ففي العلاقة مع النائب السابق وليد جنبلاط ورغم انقلابه وفق القوى المذكورة على كل التفاهمات الثنائية وان لا يُفجّر اي خلاف في الاعلام بين الطرفين وان ينظم هذا الخلاف والتناقضات في الملف السوري وسلاح المقاومة وحتى التنسيق الامني بين الطرفين والذي كان يجري في قرى في الجبل والتي يتواجد فيها شيعة ودروزاً لم يكن معروفاً إعلامياً ولم يتحدث الاشتراكيون عن مراكز امنية او نقاط مراقبة للمقاومة  بطريقة علنية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي الا اخيراً.

وتؤكد القوى ان رغم إنقلاب جنبلاط الاخير على العلاقة التي كان مُنظّمة وهادئة وتجري لقاءات دورية بين حزب الله والاشتراكي بسبب ملف الترابة ومعمل عين دارة وفي بعدها الاقتصادي والمصلحي والاخلاقي، ترك السيد نصرالله الباب مفتوحاً امام ترتيب العلاقة مع جنبلاط عن طريق وساطة رئيس مجلس النواب نبيه بري على قاعدة ان يعيد جنبلاط الامور الى ما قبل الغاء الوزير وائل ابو فاعور قرار سلفه الدكتور حسين الحاج حسن والذي ابطل في شورى الدولة وان يتراجع عن الحملات المنظمة ضد المعمل وان يكف عن المزايدة على اهالي عين دارة وتحميل حزب الله مسؤولية ترخيص المعمل القانوني والبيئي وفق تراخيص وتقارير وزارة البيئة لذلك كشف السيد نصرالله مضمون التفاوض الذي كان يجريه جنبلاط عبر ابو فاعور مع الحاج حسين الخليل. وتضيف القوى ان العلاقة ولو اعيد ترتيبها لن تعود كما كانت وخصوصاً بعد  كلام جنبلاط عن مزارع شبعا والذي قال فيه انها غير لبنانية اي انها سورية واحتلت مع الجولان اي ان كلامه ينسجم مع الحملة الدعائية الصهيونية والتي يقوم بها العدو اعلامياً ودبلوماسياً اخيراً وترويجاً لصفقة القرن ان الجولان ارض صارت صهيونية ولن يتخلى عنها الكيان الغاصب وبالتالي مزارع شبعا تابعة للجولان والعوض بسلامتكم. وهذا الكلام لم يهضهم ولن يهضم في اروقة حزب الله وقيادته الرافضة لاي كلام او فعل او نشاط يخدم العدو في تنفيذ صفقة القرن وهو خصص كل جهد ممكن لاسقاط صفقة القرن بكل الاشكال.

 

نصرالله يمد اليد داخلياً … ويقطع الطريق على معركة رئاسية في غير وقتها

في الملف الداخلي ايضاً أكد نصرالله التمسك بالتسوية الرئاسية وربط النزاع مع تيار المستقبل ورئيسه رئيس الحكومة سعد الحريري وايضاً التمسك بالحكومة وإستئناف نشاطها وجلساتها وفصل بقاء الحكومة عن النزاع الدائر حول إحالة جريمة قبرشمون او البساتين الى المجلس العدلي مع التأكيد ان حزب الله الى جانب حليفه  النائب طلال ارسلان ي في اي قرار يتخذه في هذا الإطار وهو أمر وفق القوى بات محسوماً. وان هناك مخرجاً لحل الازمة يُعمل عليه وسيتم بلورته بعد جلسة مجلس النواب التشريعية من الثلاثاء حتى الخميس المقبل بعد تسليم جنبلاط والنائب طلال ارسلان كل المطلوبين الى القضاء وايجاد المخرج  وتظهيره سيكون برعاية ودور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ان يزور جنبلاط القصر ويترك الامر بعهدته كما حصل في اختيار الوزير الثالث.

وفي العلاقة مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وما تردد عن انتقاد حزب الله لخطاباته وجولاته، جدد السيد نصرالله تأكيده العلاقة المميزة مع باسيل ومع الرئيس عون كما قطع الطريق على “خبريات” باتت تتناقلها بعض الجهات المحددة عن مخطط لتقصير ولاية الرئيس عون لاسباب صحية وان ينتخب باسيل بدعم من حزب الله رئيساً للجمهورية على حساب حليفه الآخر النائب السابق سليمان فرنجيه. حيث اغلق نصر الله كل ابواب الحديث عن معركة وهمية وفي غير محلها ووقتها رئاسياً والرهان دائماً على صحة وطول عُمر “الجبل” الحليف ميشال عون فعندما نصل الى معركة الرئاسة بعد انتهاء الولاية لكل حادث حديث ووقتها يحين آوان الكلام.

شاهد أيضاً

الشيخ عبد القادر فاكهاني

الشيخ الهرري: غاب الجسد… وبقي النهج

الشيخ الهرري: غاب الجسد… وبقي النهج الشيخ عبد القادر الفاكهاني/ مسؤول اعلام “المشاريع” في الثاني …