كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الثلاثاء 9 تموز 2019
عادت الامور الى مربع “شديد السواد” امس مع إطلاق فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي سراح 3 موقوفين من اصل 6 اوقفهم الامن العام والجيش كمطلوبين في جريمة قتل اثنين من مرافقي الوزير صالح الغريب وإستهداف موكبه بعد الكمن له في منطقة البساتين. وتكشف اوساط بارزة في تحالف حزب الله و8 آذار ان التحقيقات التي جرت مع الموقوفين الثلاثة المطلق سراحهم اثبتت انهم من غير المتورطين في الكمين المنصوب لموكب الغريب وهم من الذين اطلقوا النار في الهواء خلال قطع الطرق في قبرشمون. وتشير الاوساط الى ان ما يجري لا يطمئن ولا ينم عن نوايا طيبة من النائب السابق وليد جنبلاط والذي على ما يبدو انه لن يسلم قتلة مرافقي الغريب وعلى عكس ما وعد اللواء عباس ابراهيم والذي يقود وساطة بتكليف من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبمباركة من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري. وتقول الاوساط ان عدم تسليم جنبلاط القتلة الحقيقيين يعني ان لا حلولاً والامور ستبقى في مربع شديد السواد وخصوصاً ان المساعي التي يقوم بها الرئيس بري سياسياً كانت ترتكز على ضلعين اساسيين: تسليم جنبلاط كل المتورطين الحقيقيين في مقابل اقناع النائب طلال ارسلان بالتخلي عن إحالة جريمة قبرشمون الى المجلس العدلي على اعتبار ان القضاء قضاء اكان عدلياً ام غير عدلي . وتؤكد الاوساط ان جنبلاط يعتبر ان تسليم القتلة انتكاسة سياسية كبيرة له لانهم سيعاقبون وسيسجنون وسيدانون وستثبت مسؤوليته عن الامر اقله سياسياً في حين هو رابح بتسجيل موقف منع الوزير جبران باسيل من زيارة كفرمتى او إكمال جولته في الجبل بالاضافة الى تسجيله محطة اخرى انه “بوابة الجبل” الوحيدة ومن دون موافقته سيقطع طريق اي كان ولو بالدم.
لا إنفراجات حكومية و”تمسك شديد” بالعدلي في جبهة ارسلان – عون- حزب الله – باسيل
الانتكاسة الاضافية والمتمثلة برفض جنبلاط تسليم المتورطين الحقيقيين استدعت مشاورات مكوكية للرئيسين عون وبري مع النائب ارسلان وباقي تحالف 8 آذار وحزب الله امس وافضت الى اجواء لا تزال سلبية وملبدة بالشحن السياسي من فئة التوتر العالي المانع لانعقاد الحكومة.
وتؤكد الاوساط ان حتى الساعة لم يتم التطرق الى اي موعد لعقد الحكومة وتشير الى ان الرئيس بري وفي ظل هذه الاجواء ينصح الحريري بعدم الدعوة الى عقد جلسة حكومية من دون تأمين الاجواء الملائمة لها ومن دون ايجاد توافق على بنود الجلسة.
وتكشف الاوساط ان موقف حزب الله والذي كان “ليناً” وتهدوياً وضاغط للحفاظ على الحكومة والبلد قد عاد في الساعات الـ24 الماضية ليكون حذراً وميالاً الى السلبية وخصوصاً بعدما تبلغ ان الموقوفين الحقيقيين ما زالوا خارج التوقيف ومن اطلق سراحهم ليسوا متورطين في القتل وقد تشهد الساعات المقبلة اطلاق سراح الثلاثة الباقين وهذا ما يعني عودة الغليان الى الارض وخصوصاً في صفوف اهالي الشهيدين والموحدين الدروز وكبار المشايخ ومحازبي ومناصري ارسلان وهذا الامر لا يمكن السكوت عنه او القفز فوقه. وتشير الى ان ليونة حزب الله كانت ترتكز الى مبدأ الحفاظ على الحكومة وتجنب ازمة حكومية وتجنب التصويت على إحالة الجريمة على المجلس العدلي كي لا يكون هناك إنتكاسة لفريق عون – باسيل – ارسلان وحتى حزب الله مع ضبابية الموقف وعدم تبليغ الوزير سليمان فرنجية وجهة ذهاب صوت وزير المردة الوحيد يوسف فنيانوس فإذا صوت الى جانب الاحالة فسيكون لها الغلبة عل فريق الحريري- جنبلاط – القوات في حين تردد ان وزراء امل كانوا سيمتنعون عن التصويت.
وتلفت الاوساط الى ان حزب الله بقدر حرصه على البلد والحكومة وتجنب الفتنة والحرب الاهلية، حريص على حلفائه ودماء شهداء حزب الحليف ارسلان لن يقبل بعدم تسليم القتلة وعدم سلوك الامور المسارات القضائية الصحيحة فبلا تسليم القتلة لا عدالة وتسليم القتلة يُشكّل المدخل الصحيح لاسقاط الاحالة الى المجلس العدلي طالما ان العدالة ستطال كل المتورطين الحقيقيين.