في حوار مع موقع “تقارير.نت” عن كتابيه “ناوليني الصباح” و”فضاءات مغايرة”
الشاعر باسم عباس: اسعى دائماً الى التجديد الشعري والقصيدة بخير امام تحدي التكنولوحيا
خاص “تقارير. نت”
بعد توقيعه ، لديوانه الشعري الـ11 “ناوليني الصباح” وكتابه النقدي الاول “فضاءات مغايرة”، قراءات في مجموعات شعرية وأدبية لمبدعين حقيقيين، والصادران عن دار عالم الفكر بالتعاون مع الحركة الثقافية في لبنان كان لموقع “تقارير. نت” حديث مع رئيس المنطقة التربوية في الجنوب الشاعر باسم عباس عن كتابيه وكانت جولة في دفات الشعر والادب والنقد والورق وازمة الكتاب والتجديد في الصورة الشعرية وسبك المعاني.
ورداً على سؤال وإعتبار كتابه النقدي فضاءات مغايرة” كتجربة اولى في عالم النقد ككتاب، يؤكد عباس انه سبق ونشر العديد من المقالات النقدية في صحف لبنانية وعربية في بداية التسعينيات اذ كتبت حول شعر الشاعر الكبير جوزيف حرب والشاعر الكبير محمد علي شمس الدين والشاعر الكبير الياس لحود وغيرهم. ويقول : لاحظت من بداية تفاعلي مع الكُتّاب والادباء والشعراء والنقاد، ان ثمة حصاراً او ما يشبه الحصار على جيل الشباب وهذا يدل على انانية وعدم ثقة بالنفس لدى بعض شعراء الجيل السابق وكُتّابه. والاخطر في الامر ان الجيل السابق يحارب الجيل اللاحق بشتى السبل، لذا قررت ان اسعى جاهداً تسليط الضوء على بعض الشعراء الشباب الحقيقيين وبعض الادباء، وكنت قد انجزت دراسات حول اكثر من خمسين كتاباً واخترت منها مؤلفات لاثني عشر كاتباً منهم شعراء ومنهم روائيون. وجمعت دراساتي حول هذه المؤلفات في كتاب واحد اسميته “فضاءات مغايرة”، وقد اخترت التسمية بعناية لان فضاءات هؤلاء الشعراء والادباء هي فعلاً مختلفة ان لجهة الحساسية الشعرية العالية او لجهة اللغة المتوهجة او لجهة الصدق في الكتابة. انهم مبدعون حقيقيون يستحقون الاهتمام. وقد كنت موضوعياً في كتابتي وكتبت بحب وإحترام.
وعن تميّز مجموعته الشعرية الاخيرة “ناوليني الصباح” بالحب والعاطفة والعنفوان والاباء الممزوجة بحب الوطن والشهادة، يشير عباس الى ان الوطن والحب والعنفوان والإباء والعاطفة بكل تجلياتها في حالتي الفرح والحزن موضوعات تحضر في كل مجموعاتي الشعرية فهي تلازم مسيرتي وحياتي. لا اتصور ان ثمة شعراً حقيقياً خارج هذه الموضوعات، التي تُشكّل إيقاع كل إمرء يتحلى بالحس الانساني العميق. لقد كُتب العديد من المقالات والرسائل الجامعية ماجستير ودكتوراه حول مجموعاتي الشعرية وكان الباحثون يغوصون في هذه الجوانب كُلّ باسلوبه وحسب رؤيته ومقدرته على التحليل.
وعن التجديد في الصورة الشعرية، يؤكد عباس ان هاجس التجديد في الصورة الشعرية يلازمني بإستمرار، فأنا من النوع الذي لا يرضى بالكتابة العادية او المتشابهة مع كتابات سابقة ، لذا تجدني مدفوعاً بشكل تلقائي الى محاولات دائمة في خلق تراكيب جديدة تؤدي بطبيعة الحال الى توليد صور جديدة. والشعر في النهاية هو البراعة في خلق علاقات لغوية جديدة كما يقول جور جاني.
وعن ازمة القراءة وتدني عدد متصفحي الكتاب الورقي وجنوحهم نحو الانترنت ووسائل التكنولوجيا، يقول عباس: صحيح ان ثمة ازمة قراءة وتراجعاً كبيراً في عدد القراء نتيجة طغيان التكنولوجيا، قد تكون هذه الازمة محصورة في قراءة الكتب الورقية لان التكنولوجيا ذاتها اتاحت الفرصة للقراءة عبر الانترنت بشكل واسع جداً اذ اصبح اي كتاب متاحاً للقارىء.
ويضيف: ما يقال عن تراجع الشعر والادب امام تحدي العصرنة غير دقيق، إذ اننا نرى كُتّاباً وشعراءً من جيل الشباب يتمتعون بموهبة حقيقية وهم متمكنون من اللغة ويتقنون اللعبة الشعرية بشكل لافت للانتباه. واقول بكل جرأة وصدق ان شعراء هذا الجيل هم اهم من عدد كبير من شعراء الجيل السابق.