حزب الله متمسك بنهج “صفر سجالات” والعلاقة استراتيجية مع بري وعون وباسيل

علي ضاحي- خاص موقع تقارير. نت

 

يؤكد مطلعون على اجواء حزب الله ان المقابلة التي اجراها امينه العام السيد حسن نصرالله مع قناة “الميادين” كانت الاطول تلفزيونياً ومباشرة على الهواء في تاريخ مسيرته السياسية. ولم يسبق للسيد نصرالله ان قدم هذا الكم من المعلومات والايضاحات والمواقف في مقابلة متلفزة واحدة. ويشير هؤلاء الى ان لو تسنى المزيد من الوقت لتغطية الكثير من الاسئلة والجوانب التي يتم التطرق اليها لكان السيد نصرالله فعل. وتلفت الى التحضير الجيد للمقابلة حيث كان السيد نصرالله كالعادة اكثر صراحة وجرأة في مواقفه وحازماً وجازماً ومرتاحاً وخصوصاً في الملف الاسرائيلي.

في الجانب المتعلق بالصراع مع العدو الصهيوني أكد السيد نصرالله الاستمرار بمعادلات الردع وإبقاء قرار معركة “الجليل” مفتوحاً الى حين الحاجة اليه في اي معركة مقبلة مع العدو. كما اكد بقاء معادلة الانفاق غير المكتشفة صالحة للعمل المقاوم ولتكريس معادلة خرق الاستخبارات الاسرائيلية ومنعها من تحقيق اي انجاز في خرق امن المقاومة وجهاز معلوماتها الواسع اكان تقنياً اوكفاءة العنصر البشري. ويشير هؤلاء المطلعين الى ان ما يميز مجاهدي المقاومة هذه العقيدة الصلبة والاقتناع بالقضية والاستعداد للتضحية والشهادة وبتجهيزات متواضعة تقنياً ومقارنة مع ما تمتلكه قوات العدو الاسرائيلي والجيش الاميركي وباقي الجيوش المتطورة في المنطقة ورغم ذلك حقق المقاومون نتائج باهرة في العام 2006 وعلى الميدان السوري بعد العام 2013 في مقارعة التكفيريين.

كما حسم السيد نصرالله معادلة دخول الصواريخ الدقيقة في اي معركة مقبلة وكرس معادلة استهداف اي مكان في فلسطين المحتلة. كما اعاد تذكير العدو ورئيس حكومته الارعن بنيامين نتنياهو بمعادلة المقاومة في الردع والتصدي لاي عدوان داخل لبنان او خارجه وخصوصاً في سوريا على المقاومة وكواردها وقادتها او عناصرها والتضامن الكامل مع اي مكون من مكونات محور المقاومة بما فيهم غزة والمقاومة الفلسطينية.

ويربط هؤلاء بين تطورات الحدود الجنوبية وتطورات الميدان السوري وما يجري على غزة من حصار واعتداءات وحتى داخل اراضي الـ48 المحتلة وبين توقع نشوب حرب شاملة في المنطقة وخصوصاً على الارض السورية وإمكانية دخول نتنياهو المازوم داخلياً في قراءة خاطئة ويشن عدوان غير محسوب النتائج والابعاد في سوريا.

ورغم ان حدوث اي عدوان على لبنان مساو للنسبة نفسها لعدم حدوثه الا ان تصريحات السيد نصرالله تميزت داخلياً ومحلياً بالهدوء والراحة والاطمئنان الى سير العلاقة مع المكونات الاساسية في البلد وخصوصاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر ورئيسه الوزير جبران باسيل والرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

المقابلة المتلفزة الاطول لنصرالله في مسيرته السياسية تميزت بالمهادنة داخلياً، الصراع مع العدو مفتوح في سوريا على كل الاحتمالات وإحتمال ضعيف بحرب على لبنان

ويرى المطلعون انفسهم ان كلام السيد نصرالله ومواقفه الهادئة وخصوصاً تجاه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أكد تمسك الحزب باستمرار الحريري في مسار تأليف الحكومة واكد اصرار الحزب على الاستمرار بالتسوية الرئاسية وان لا بديل عن الحريري الا الحريري لتشكيل الحكومة لاسباب كثيرة منها ان قلب الطاولة في هذه الظروف ليس ايجابياً او مشجعاً ولا يخدم المصلحة الوطنية ويفتح باب المجهول على البلد. وهذا اثمر منذ ايام تشكيلاً للحكومة بعد 9 اشهر واسبوع من الانتظار.

ويشير هؤلاء الى ان التاكيد على تحالف حركة امل وحزب الله ليس جديداً في كلام السيد نصرالله لكن الجديد في كلامه تاكيد التناغم في الخيارات المصيرية والاستراتيجية بين الثنائي الشيعي مع تسجيل بعض الاختلافات في مقاربة بعض الملفات الداخلية بين امل وحزب الله وهذا طبيعي كونهما حزبين وليسا حزباً واحداً.

وفي ملف العلاقة مع الرئيس عون والوزير باسيل كان السيد نصرالله حريصاً على وجود تواصل دائم مع الرئيس عون وان العلاقة في احسن حالاتها والتنسيق على اعلى المستويات وفي معظم القضايا بالاضافة الى تخصيص نصرالله باسيل بصداقة وصدق يعبر عنهما باسيل تجاه حزب الله. وفي كلام نصرالله وفق المطلعين حسم و”تسكير” ابواب على من يريدون لهذه العلاقة ان تنتهي وان يصبح “تفاهم مار مخايل” حبر على ورق وعلى بعد اقل من اسبوع من ذكراه الـ13. ويشير المطلعون الى ان الطرفين حزب الله والتيار مستمران في التواصل والتنسيق لجهة ضبط مواقع التواصل الاجتماعي وتبريد الشارع بين الطرفين وخصوصاً من المؤيدين وغير الحزبيين والذين يصعب ضبطتهم لغياب العلاقة التنظيمية من الحزبين معهم لذلك تكثف اللجنة الاعلامية بين الطرفين حراكها لمنع اي استغلال لاي تباين طبيعي بين حزبين لتوظيفه في الملف الخلاف على الحكومة حالياً وكيفية حل ازمة تمثيل اللقاء التشاوري.

ويختم المطلعون بالتاكيد على ان حزب الله وامينه العام متمسكون بنهج “صفر سجالات” مع كل الاطراف الاساسية ولابقاء الساحة اللبنانية “باردة” وهادئة وفي غنى عن توتير للمناصرين والشارع وخصوصاً مع توقع اي حرب او اي عدوان صهيوني في لبنان او سوريا ولو بنسب منخفضة ولكن الرهان على ضعف الاسرائيلي وتخبطه سياسياً لا يعني الاسترخاء والنوم في العسل.

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …