التيار الوطني: السجال موضعي بسبب متضررين … والمستقبل: متمسكون بالتسوية

 كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الثلاثاء 4 حزيران 2019

تؤكد اوساط في تيار المستقبل ان رئيسه ورئيس الحكومة سعد الحريري على تواصل دائم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كما تربطه علاقة جيدة برئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية جبران باسيل. والرئيس الحريري كما الرئيس عون وباسيل متمسك بالتسوية الرئاسية ولا عودة عن التفاهمات السياسية التي رُسمت ولا عودة عن مسار الاصلاح المالي وتحسين مالية الدولة ومكافحة الفساد ولا تغطية لاحد ولا خيمة فوق رأس اي مرتكب، على شرط ان يكون الجميع تحت سقف المساءلة والقضاء فلن نقبل بـ”ناس بسمنة وناس بزيت”.

وتشير الاوساط الى ان التمسك بالتسوية الرئاسية، لا يعني القبول تلقائياً بكل ممارسات التيار الوطني الحر، ومن الطبيعي ان نختلف على كثير من الملفات وطريقة إدارة الملفات وخصوصاً البارزة منها والحساسة. وتكشف الاوساط عن حالة غليان وغضب في صفوف مناصري الحريري وتيار المستقبل بسبب الممارسات والتصريحات التي تنقل عن الوزير باسيل والتي خفف من وطأتها من الشياح امس. وما عبّر عنه الوزير نهاد المشنوق من دار الفتوى صحيح انه يعبر عن وجهة نظره الشخصية وكونه احد مهندسي التسوية الرئاسية، لكنه يعكس مزاج الشارع السني السائد حالياً والشاعِر بأن هناك من يريد ان “يلتهم” مواقع طائفته والطائف وصلاحيات من يمثلها حكومياً.

وتضيف الاوساط ان رغم كل ذلك، لا رغبة من الرئيس الحريري في القطيعة او السجال مع الرئيس عون او الوزير باسيل ولا الخروج من الحكومة او التسوية الرئاسية، والامور متجهة الى الهدوء واعادة الامور الى نصابها.

في المقابل تؤكد اوساط بارزة في التيار الوطني الحر، ان هناك اصحاب مصلحة ومتضررون في تيار المستقبل من العلاقة الجيدة بين العهد والرئيس والتيار والرئيس سعد الحريري. وتقول الاوساط ان ما جرى من تناول لقضية القضاء العسكري وقضية تبرئة المقدم سوزان الحاج واتهام التيار ووزير الدفاع الياس بو صعب بالضغط على القضاء العسكري لتبرئتها، يؤكد وجود صراع داخل المستقبل وتصفية حسابات داخلية بين بعض اطرافه وخصوصاً في قضية الحاج التي يريد هؤلاء المتضررين معاقبتها ومحاسبتها وحاولوا التهويل على المحكمة العسكرية وقضاتها ولم ينجحوا بذلك ولن ينجحوا.

وتشير الاوساط ان العلاقة جيدة بين رئيسي التيارين البرتقالي والازرق، ولا خلاف بينهما وليس كل ما اختلف التيار الوطني الحر وتيار المستقبل على ملف، يعني طارت التسوية وطارت الحكومة وطار البلد، فالخلافات والاختلافات “موضعية” وعلى قضايا  محددة وليس على كل شيء وكل طرف له وجهة نظر وله طريقة لحل الملفات وادارتها.

وتكشف الاوساط ان انحصار السجال في ملف المحكمة من شخصيات محددة في المستقبل هو لتأكيد ان الخلاف موضعي مع التيار وبسبب عدم الرضى عن الحكم الذي صدر.  كما يؤكد تدارك الطرفين لابعاد توسع اي خلاف او سجال لينفلت اعلامياً وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، اذ يبدو ان هناك “جوقة” في تيار المستقبل ومناصريه من لا يريد للتسوية الرئاسية ان تنجح ويريد تأجيج الوضع طائفياً ومذهبياً وينشر اكاذيب عن الممارسة الطائفية للتيار ورئيسه بالاضافة الى نوايا ضرب الميثاق والطائف والمس بالآخرين سواء كانوا افراداً ام طوائف. رغم ان الدستور يكفل الميثاقية والمناصفة والشراكة الحقيقية. وتشير الاوساط الى ان الاتصالات مستمرة بين التيارين لاحتواء التوتر ولحصره اعلامياً وسياسياً وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً بعد الكلام المسرب والمجتزأ لرئيس التيار الوطني وهو قيل امام مجموعة من الشباب المسلمين السنة وكان الكلام ايجابياً ووطنياً وحاكى فيه باسيل هواجس وتطلعات الشباب وكان هناك اجماع على “النفس الوطني” لخطاب باسيل وعلى اعتبار التيار الوطني الحر تياراً عابراً للطوائف والمذاهب.

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …