كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار السبت 2 شباط 2019
ينقل قيادي بارز في تيار المستقبل التقى الرئيس المكلف سعد الحريري قبيل ساعات من انجاز التشكيلة الحكومية بصيغتها النهائية، عنه انه مرتاح لما انجزه في الايام الماضية والنجاح في تأليف الحكومة رغم كل الصعوبات والتعطيل والعراقيل التي رُميت في وجهه. ويؤكد القيادي ان الرئيس الحريري لا يعتبر نفسه منكسراً من توزير المعارضة السنية له كونه لم يتنازل من حصته لهم وهو في الاساس حين قبل بقانون الانتخابات النسبي كان يدرك خسارته لهذه المقاعد وما جرى اليوم انتج حكومة وهذا هو المهم بالنسبة اليه. ويقول القيادي ان همّ الحريري الاساسي اليوم وبعد تشكيل الحكومة واعلان مراسيمها خلال ساعات هو ان تُقلع وان تنجز الملفات الاقتصادية والمالية رغم انه يتوقع وجود صعوبات في الاتفاق على البيان الوزاري والتعيينات. ويكشف القيادي ان بعد طلب الحريري من الدكتور سمير جعجع التخلي عن حقيبة الثقافة لمصلحة الرئيس نبيه بري والذي تخلى عن حقيبة البيئة لمصلحة الوزير جبران باسيل، والاحتفاظ بحقيبة الاعلام، طلب جعجع بدوره ضمانات من الحريري ان يُنفذ ما اعده وزير القوات ملحم رياشي في وزارة الاعلام وخصوصاً الهيكلية الجديدة والتعيينات في الوكالة الوطنية للاعلام وتلفزيون لبنان وتعيين مجلس ادارته وهذه الاجراءات متوقفة عند رفض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير باسيل بسبب الخلاف على الاسماء المراد تعيينها.
العلاقة المتينة بين الحريري وعون وباسيل يقابلها علاقة متينة مع الرئيس بري حيث برز التناغم بين الرجلين في الملف الحكومي اخيراً
ويشير القيادي في المستقبل الى ان الرئيس المكلف خرج رابحاً بعد 9 اشهر طويلة من العرقلة الحكومية وبقي يناضل من اجل االخروج بتشكيلة متجانسة وبحكومة وحدة وطنية تكون على قدر المهام الموكلة اليها. ويؤكد ان الحريري حافظ على التسوية الرئاسية وابقى علاقته متوازنة بالعهد وبالرئيس عون وبالتيار الوطني الحر والوزير باسيل وبتشكيل الحكومة التي يرى عون انها الاولى في عهده وبعد الانتخابات تم ثبيت هذا التفاهم بين التيارين وهذا التفاهم انجز في الحكومة المستقيلة العديد من المشاريع والقوانين ومنها قانون الانتخابات بالاضافة الى التعيينات وملء الشواغر في المراكز الحساسة وهذه نقطة هامة تحتاج الى عناية في الحكومة الجديدة بالتزامن مع ملف الاقتصاد والمال.
ويشير القيادي الى ان العلاقة المتينة مع عون وباسيل يقابلها علاقة متينة مع الرئيس بري حيث برز التناغم بين الرجلين في الملف الحكومي اخيراً وقد ساهم الرئيس بري في دعم الحريري ومسيرته الحكومية وخصوصاً في الايام الماضية.
ويتوقع القيادي ان تساهم العلاقة الجيدة والمميزة مع بري في دفع انتاجية الحكومة تشريعياً ورقابياً ومجلسياً وسياسياً.
ويلفت القيادي الى ان العلاقة مستمرة وجيدة مع الوزير السابق سليمان فرنجية وهي تحافظ على دفئها رغم انتخاب العماد ميشال عون والتخلي عن ترشيح الحريري لفرنجية ولذلك ضرورات سياسية ولمنع الفراغ الرئاسي من الاستمرار طويلاً. ويشير الى ان العلاقة مع المردة كانت مثمرة حكومياً وسياسياً رغم الاختلاف في العديد من الملفات الاستراتيجية.
ويقول القيادي ان الحريري وخلال هذه الاشهر التسعة من عمر التعطيل الحكومي، استعاد البعد الاستراتيجي للعلاقة التحالفية مع القوات اللبنانية والدكتور سمير جعجع بعد ان شهدت العلاقة بعض التباينات في السابق وما يميز العلاقة بين الطرفين هو الالتزام بثوابت 14 آذار والرفض لهيمنة سلاح حزب الله وتحوله الى اداة لبنانية بيد ايران ووضع يده على مقدرات البلد.
ويؤكد القيادي ان العلاقة مع حزب الله علاقة مرهونة بـ”المساكنة” القسرية والتواجد الجغرافي سوياً على الاراضي اللبنانية وكمكونات سياسية متناقضة في الحكومة ومجلس النواب. ويشير الى ان ملف الحكومة من الملفات التي نتفق فيها ونختلف على كثير من الامور الداخلية والاستراتيجية ويمكن القول ان العلاقة مع الحزب هي على الملف او “القطعة”.
وعن العلاقة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، يؤكد القيادي انها “موسمية” وعلى القطعة وهي “تصعد وتنزل” حسب التطورات و”مزاج” ومصلحة “وليد بيك”.