كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الثلاثاء 16 نيسان 2019
قد لا يختلف اثنان على ان الخاسر الاكبر من انتخابات طرابلس الفرعية امس الاول هو الناخب الطرابلسي والمواطن الطرابلسي وهذا الشعور بالخسارة دفعه الى المقاطعة الكبيرة بالاضافة الى حالة من الاحباط واللاقناعة بكل الخيارات السياسية والتي لم توفر الامن الاجتماعي والاقتصادي وتعزز الحالة المعيشية لاهالي طرابلس والتبانة وجبل محسن ولم تحضر التنمية الموعودة بعد انتهاء الاحداث الاليمة بين باب التبانة وبعل محسن منذ ثلاثة اعوام. وتؤكد اوساط طرابلسية ان الخاسر السياسي الاكبر هو رئيس الحكومة سعد الحريري وتيار المستقبل الذي اثبت امس الاول وبالانتخابات تراجع تمثيله وتراجع حضوره كممثل اوحد للطائفة السنية وبعد انتخابات ايار 2018 وفرعية نيسان 2019 لم يعد الحريري قادراً على قيادة الطائفة السنية بلا شركاء اكان من ضمن التوجه السني المتحالف للسعودي او المتخاصم معها اي سنة 8 آذار كما لم يعد يحتكر التمثيل النيابي والوزاري بعده بالاضافة الى الخدمات والتوظيفات والتعيينات التي سيكون فيها حصة لخصوم الحريري امس وحلفاءه اليوم.
وتقول الاوساط ان المستقبل ربح بنتيجة هزيلة المقعد النيابي الفرعي للسيدة ديما جمالي لكنه خسر المعادلة الطرابلسية والجمهور الطرابلسي والذي لم يقتنع اولاً بالتحالف المستجد والمفاجىء وخصوصاً مع اللواء اشرف ريفي اذا سلمنا جدلاً ان النائب محمد كبارة والوزير السابق محمد الصفدي والرئيس نجيب ميقاتي والرئيس الحريري تحالفوا في انتخابات 2016 البلدية مع الحريري ولم يوفقوا لان الشارع الطرابلسي لم يقتنع بهذا التحالف وهو يشعر ان المستقبل لم يقدم له الحد الادنى من وعود الانماء والتوظيف والمعيشة. وبالامس ايضاً لم يقتنع الناخب طرابلسي بهذا التحالف الهجين والذي يتردد في مجالس طرابلس العامة والخاصة انه “فكرة السعودية” كما لم يقتنع بشخصية جمالي والتي يعتبرها فرضت فرضاً ومن خارج المزاج الشعبي السني.
وتشير الاوساط الى ان النتيجة لم تكن مفاجئة لكل القوى وخصوصاً للمستقبل الذي كان يخشى ان تنال الجمالي 10 الاف صوت فقط وهو كان يتوقع الحضور الانتخابي الهزيل لذلك لم يوفر اي سلاح مذهبي وتحريضي وانتخابي كما كثفت قياداته جولاتها ولقاءاتها لرفع نسبة التصويت.
“صفيرة ريفي” حمست الناخب السني بعد الظهر واستفزت 300 صوت علوي فقط
وتلفت الاوساط الى ان من اسباب تدني نسبة الاقتراع ايضاً هو مقاطعة تيار الكرامة وجمعية المشاريع والعلويين وسنة 8 آذار الانتخابات اذ سجل اقتراع 300 صوت علوي فقط من اصل 13 الف صوت ناخب وذلك لشعور العلويين بالغبن والتهميش والاهمال من كل الاطراف وخصوصاً من القوى الممثلة في الحكومة اي الحريري والمستقبل والذي كان يستعمل الاصوات العلويية لكسب المقعد الطرابلسي العلوي في كتلته من دون اي مردود انمائي او معيشي على جبل محسن. وانسحب قرار المقاطعة ايضاً غير العلويين والمشاريع وكرامي على بعض القوى المحسوبة على 8 آذار وجماهيرها التي قاطعت بسبب التضامن مع مظلومية ناجي واحقيته بالفوز بالمقعد جراء الطعن.
وتقول الاوساط ان حتى ساعات ما بعد الظهر لم تكن نسبة التصويت بلغت 6 في المئة قبل ان يتدخل اللواء ريفي لحث الجمهور السني على التصويت عبر قوله ان جمهور الفريق الاخر والمقصود بهم العلويين لا ينتخبون الى على “الصفيرة” وهذا الكلام استفز ناخبي التبانة ونزلوا في فترة ما بعد الظهر كما تحمس عشرات العلويين نكاية بريفي وجمالي والمستقبل فنزل 300 منهم وصوتوا بغالبيتهم ليحيى مولود ومصباح الاحدب وسجلت اصوات معدودة من العلويين لجمالي.
وتقول الاوساط ان الناخب السني والذي اقترع هو من المحازبين للقوى المتحالفة ومن صقور المنتمين للمستقبل والعزم والصفدي كبارة وريفي وصوتوا لجمالي بينما لم يتحمس باقي المؤيدين لهذه القوى لهذه الانتخابات.
وتشير الاوساط في مقلب 8 آذار الى وجود نوع من العتب من جمهور هذه القوى على مكونات هذا الفريق ولا سيما انه اثبت حضوره في الانتخابات الماضية وان هذا الجمهور يطالب القوى الممثلة له من اللقاء التشاوري الى كتلة كرامي بأن تكون صوته السياسي والتنموي والاجتماعي وان تكون اصوات هذا الفريق عالية وان لا يخضع لابتزاز الفريق الآخر عبر خوفه من الصاقه بسوريا وحزب الله وايران وسلاح المقاومة. ومنعاً لاستغلال هذا السلاح ضد هذا الفريق تمت مقاطعة الانتخابات والتي كان جزء من هذا الجمهور يرغب بأن تكون استفتاء على خيار طرابلس خارج العباءة المستقبلية.
وتقول الاوساط ان النائب فيصل كرامي يتجه بدوره ومع حلفائه ليكون صوت طرابلس والشمال المعارض والبناء والمدافع عن حق اهل المدينة ومنعاً لمصادرة قرارها وحقها في الخدمات والوظائف واثباتاً لحجم تمثيله ولخيار الطرابلسين عليه وعلى تياره للاتيان بالافضل للمدينة.