معركة “المستقبل” في انتخابات العائلات البيروتيّة الجمعة ضدّ السنيورة “لردّ الاعتبار للحريري!
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الخميس 16 آذار 2023
لعل اكثر ما “خدمت” عودة الرئيس سعد الحريري الخاطفة الى بيروت لاسبوع في 14 شباط الماضي، “تيار المستقبل” على المستوى الشعبي والحزبي، فلقد ارست “هدنة” و”تعايشاً” بين “الاحمدين” بطلب من الحريري للامساك بالشارع السني البيروتي، ووقف التنافس “غير الصحي” بين الامين العام لـ “المستقبل” احمد الحريري ورئيس “جمعية بيروت للتنمية” احمد هاشمية.
هذه المعطيات تشير اليها اوساط بيروتية سنية رفيعة المستوى لتقول ان “هدنة الاحمدين” باتت ملموسة مع ظهور الرجلين اخيراً في اكثر من مناسبة بيروتية معاً، وهذا امر لافت ولم يكن يحصل منذ ما قبل الانتخابات النيابية الماضية. وتلفت الى ان هذه الهدنة ستترجم في انتخابات اتحاد العائلات البيروتية غداً الجمعة.
وتكشف الاوساط ان الصراع بات اليوم محسوماً بين “تيار المستقبل” “جناحي الاحمدين”، متحالفاً مع خصمه النائب فؤاد مخزومي لإقصاء “رجال” الرئيس فؤاد السنيورة (رغم نفي اوساطه ان ليس له مرشحون) من السباق الانتخابي، وكرد فعل من “المستقبل” على الانتخابات النيابية الماضية، عندما تحالف السنيورة مع العديد من الوجوه المرشحة اليوم الى انتخابات العائلات البيروتية.
وتؤكد الاوساط ان عنوان “معركة” “المستقبل” ضد السنيورة هي “رد الاعتبار” للحريري و”المستقبل”، بعدما خاض السنيورة وهو من “اهل البيت”، انتخابات خلافاً لرغبة الحريري وقراره بالاعتكاف، ولانه من “اهل البيت” فإنه بذلك يغرف من “صحن المستقبل”، وهذا ما لم يستسغه الحريري ولا جمهوره، ولا الكوادر الحزبيون الملتزمون بقرار الاعتكاف.
اما عن التحالف مع مخزومي، وهو خصم انتخابي لـ “المستقبل” في بيروت، فإن الاوساط تشير الى ان “المستقبل” يدرك ان مخزومي خصم انتخابي، ولكن هنا التحالف محدود وانتخابي على “القطعة” في استحقاق بيروتي صرف، وليس على المستوى الوطني والنيابي. ووفق الاوساط فإن الصراع يتركز اليوم على رئيس الاتحاد ونائبه بعد انسحاب العديد من المستقلين.
وتتوقع الاوساط ووفق آخر المعطيات الانتخابية، ان تكون النتائج متقاربة، اي ان يتقاسم المحسوبون على “المستقبل” والمحسوبون على السنيورة المقاعد.
بينما يرى “متفائلون” امكان ان يحسم المستقبل “المعركة” لمصلحته مع مخزومي بعدد كاف، يمكنه من نيل الرئيس ونائبه، ومخزومي قد يطالب بان يكون نائب الرئيس من حصته مع امين الصندوق.
وتشير الاوساط الى ان هذه الانتخابات هي داخل “بيت المستقبل”، وليس لها امتدادات الى الانتخابات البلدية في العاصمة، والتي يفترض ان تجري في بداية ايار المقبل حسب الاجواء حتى الساعة، فالانتخابات البلدية لها حساباتها المختلفة والدقيقة تماماً، خصوصاً للتيار الازرق.
وتجدر الاشارة، الى ان انتخابات “اتحاد العائلات البيروتية” تجري غداً الجمعة في 17 الجاري لاختيار رئيس الاتّحاد ونائبه و17 عضواً في هيئته الإداريّة، ويشارك فيها ترشيحاً واقتراعاً 85 عائلة سدّدت اشتراكاتها من أصل 93 عائلة منضوية فيه. ويذكر ان انسحاب عدد من المستقلين حصر المعركة بين 20 مرشحاً بينهم 4 مرشحون للرئاسة ونيابة الرئاسة.