الحريريّة خارج «إفتاء المناطق».. و «ضربة معلّم» لكرامي في طرابلس!
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الثلاثاء 20 كانون الاول 2022
بعد ما يقارب عقدا من الزمن على تعثر إجراء انتخابات مفتي المناطق السنة، نجح مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في إجراء انتخابات «نظيفة»، بدعم سعودي و»مباركة» من «بابها العالي» في بيروت السفير وليد البخاري.
وتكشف اوساط سنية واسعة الاطلاع على ما يجري، انه لولا وجود «دفع وغطاء» سعوديين، لما تمكن دريان من القيام بخطوة كبيرة مماثلة، وعجز عن القيام بها سلفه الشيخ محمد رشيد قباني. وتوضح الاوساط ان وجود الرئيس سعد الحريري في السراي وفي «عزه»، كان سيمنع معنوياً ومادياً ان تتخذ دار الفتوى القرار بانتخاب مفتين بـ «حرية» و»ٍسلاسة».
وقالت الاوساط نفسها انه لو كان الحريري موجوداً في لبنان اليوم ومشاركاً كمرجعية سنية في الحكومة ومجلس النواب والحياة السياسية، لما اتى 5 مفتين من اصل 6 خارج «الولاء الحريري»، او اقله لا «يمون» عليهم 100 في المئة.
وتشير الاوساط الى ان دريان «ربح الرهان» بإجرائه الانتخابات كيفما تمت الحسابات. فمن الناحية المؤسساتية، نجح حيث فشل سلفه في تزخيم مؤسسات دار الفتوى، وتعزيز دور مفتي المناطق وقيامهم بواجباتهم تجاه ابناء الطائفة السنية وتسيير امورهم. ومن الناحية الدينية، نجح دريان في ايصال خمسة مفتين يدينون له بالولاء والاحترام ، ويمتلكون من الامكانات الدينية والشعبية، اذ وصلوا بالانتخاب بعدما كانت الامور تسير بالتكليف والتعيين ولو كان موقتاً. وبالتالي هو «يتحصن» اليوم بشرعية دينية ومعززة بشرعية للمفتين وما يمثلونه من حضور شعبي في مناطقهم.
ومن الناحية السياسية، تضيف الاوساط، ان دريان وجه «صفعة سياسية «للحريرية، سواء كان يقصدها ويتماهى مع السعودية فيها او لم يقصد ذلك، ولكن ما جرى يؤكد تلقي الحريرية انتكاسة في عكار وطرابلس وراشيا وبعلبك – الهرمل. وتكشف الاوساط انه ورغم اعلان «تيار المستقبل» وامينه العام احمد الحريري وقوفهم على «الحياد»، الا ان الحريري خاض «معركة شرسة» لإنجاح الشيخ اسامة الرفاعي في عكار، وخسرها لمصلحة مرشح المفتي الشيخ زيد بكار زكريا. اما في طرابلس فخاض الحريري «معركة» الشيخ سمير كمال الدين، الذي انسحب قبل ليلة من الانتخابات التي جرت منذ يومين (الاحد).
وتكشف الاوساط ان انسحاب كمال الدين جاء بناء على تسوية كان عرابها النائب فيصل كرامي، وهو كان يؤيد و»يمون» على كمال الدين ولديه 28 صوتاً في الهيئة الناخبة. وتشير الاوساط الى ان كرامي دفع كمال الدين الى الانسحاب، وعزز وضع المفتي الشيخ محمد إمام، الذي يدعمه المفتي دريان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وكذلك هو ليس بعيداً من السعودية. وبذلك قام كرامي بـ»ضربة معلم» و»ارضى» المفتي والسعودية، وابقى على الخطوط مفتوحة في انتظار بلورة وضع كتلته السنية والوطنية، التي يزمع الاعلان عنها في طرابلس والشمال.
اما في راشيا فخسر احمد الحريري وفق الاوساط نفسها، المرشح الشيخ جمال حمود لمصلحة مرشح المفتي دريان الشيخ وفيق حجازي.