عبد الحليم حمود
عبد الحليم حمود

معرض “خارج المكان والزمن المفقود” لعلي شمس الدين..الاحتفاء بالغرابة

معرض “خارج المكان والزمن المفقود” لعلي شمس الدين..الاحتفاء بالغرابة

عبد الحليم حمود/ رسام وكاتب وروائي لبناني

يخطّط التشكيلي علي شمس الدين للوحته، كأنه يكتبها! يفعل ذلك ثم يعيد بعثرة ما كتب مثل طفل ملّ ألعابه، ليعود في اليوم التالي لينجز غرائبياته الجديدة. فالناظر إلى لوحات ذلك الفنان في معرضه “خارج المكان والزمن المفقود”، لا بد سينتبه إلى مقدرة شمس الدين على تحرير لوحته من أي قيد يحبس رموزه، لنراه وقد حرّرها لتطير، أو تنقلب، أو تتبضّع في غير موضعها، مضفياً البعد السوريالي على مواضيعه، بينما القالب التقني أقرب ما يكون للتكعيبية، غير انه ليس سورياليا ولا تكعيبيا، بل خليط ذاته، وعمق تجربته، ورصانة فرشاته.

المتنقل بعينيه بين تلك اللوحات المعلقة في “دار المصور”، سينتبه ان شمس الدين مغرم بألوانه، يعيشها، يتخيلها، يغمرها، بل يتعبد في محربها، كأنه صوفي منعزل، يدور بفرشاته، ساعياً لنشوة الحلول بالسماء.

لوحة علي شمس الدين ذات هوية شرقية، بعيون شخصياتها الكبيرة والمكحلة، بالشفاه المكتنزة، بالنخيل، والنوافذ، والقناطر، والزخارف، والاقمار والهداهد، والأهم باصراره على الالوان الترابية الحارة، اللهم إلا في عملين أو ثلاثة كانت ألوانهم باردة زرقاء وخضراء انما عرف كيف يوقد فيها الدفئ بتلك الشاعرية التي صاغها لشخوصه وعناصره.

على مدى سنوات طويلة، وظف شمس الدين موهبته في مجلات واصدارات متخصصة في عالم الطفل، ومن هنا نقبض على جرأته اللونية، وحريته التعبيرية، ليصنع الجمال، ويغني العين، ويشبع المخيلة، دون اضطراره للنظر إلى الخلف، أو انتظاره اشارة من ناقد. هكذا يرسم ويمشي خارج المكان، خارج الزمان…

شاهد أيضاً

من الامسية الرمضانية في اقليم الخروب

أمسية رمضانية لمركز التراث العربي المشاريعي قي إقليم الخروب

أمسية رمضانية لمركز التراث العربي المشاريعي قي إقليم الخروب نظم مركز التراث العربي المشاريعي أمسية …