اطراف التسوية متمسكون بفصل ملف الفساد عن الحكومة

كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار اليوم الاربعاء 6 آذار 2019

تؤكد اوساط سياسية في 8 آذار ان الساعات الـ72 الماضية شهدت إتصالات متعددة الاتجاهات السياسية وبين مختلف القوى الاساسية الضامنة لاستمرار التسوية الرئاسية والتي تشكل مظلة “أمان” داخلية، لضمان حماية الحكومة الجديدة ومواكبة انجازاتها المطلوبة والسريعة في ظل تأكيد كل القوى البارزة وفي مقدمتها حزب الله ان لا تفريط بالحكومة ولا بالتسوية وان فتح ملف الفساد ولو كان دونه صعوبات جمة لكنه ضروري وحيوي وهام لتنقية المرحلة المقبلة من شوائب المرحلة السابقة بكل موبقاتها السياسية والمالية. وتشير الاوساط الى ان اتصالات جرت بين الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري مباشرة وعبر الوزير جبران باسيل وافضت الى التهدئة بين الطرفين والرئاستين اعلامياً وسياسياً في ملف الفساد وتأكيد عون امام الرابطة المارونية ان لا حصانة فوق احد كما جرت اتصالات بين الحريري والرئيس نبيه بري وحزب الله ادت الى تأكيد حزب الله ان فتح ملف الفساد ليس مرتبطاً بحسابات سياسية او خلفية تصفية حسابات لا مع الحريري الاب ولا الابن ولا تيار المستقبل والفريق القديم فيه. وتؤكد الاوساط ان الانطلاق من ملف الـ11 ملياراً كانت بسبب ضخامة الاموال المهدورة ومن دون تسمية المرتكب بل استندت الملفات الى وزارة المالية وقدمت المستندات والدراسات الى القضاء لمتابعتها. وتشير الاوساط الى ان حزب الله متمسك بربط “النزاع” مع المستقبل والحريري والتعاون في مجلس النواب والحكومة وهو يفصل بين ملف الفساد والحكومة الحالية واستمرار ديمومتها وعملها.

في المقابل يلقي الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله كلمة في ذكرى تأسيس هيئة دعم المقاومة الإسلامية، عند الثالثة بعد ظهر الجمعة المقبل، في الرويس – مجمع سيد الشهداء، ووفق الاوساط فإن السيد نصرالله سيعيد التأكيد على ان متابعة الغوص في ملف الفساد التزام شرعي واخلاقي وسياسي وليس استعراضاً اعلامياً او سياسياً وخصوصاً ان هناك وعداً والتزاماً قطعه السيد نصرالله داخلياً وعلنياً امام الرأي العام اللبناني كلن السيد نصرالله سيترك تفاصيل الملف للمعنيين في الحزب والمكلفين بمتابعته وسيشدد على اهمية الانتاجية الداخلية والحكومية وتفعيل خطوات التنسيق مع سوريا في ملف النزوح كما سيشدد على اهمية رفض التطبيع مع العدو وخطورة ما يسوق في المؤتمرات العربية والدولية لتبديد الالتزام بقضية فلسطين.

وتكشف  الاوساط ان خلال اللقاءات مع مسؤولين في حزب الله دارت نقاشات حول ملف الفساد وتوقعات حزب الله منه فكان جواب المسؤولين واضحاً ان الحزب ذاهب حتى النهاية وهو يتوقع رد فعل مذهبي وسياسي وتطييف اي ملف لحماية المرتكب وتامين حصانة مذهبية كما فعل المستقبل مع الرئيس فؤاد السنيورة ولكن الاهم في الامر انه تبين ضعف الحجة مع تمنع الرئيس الحريري شخصياً بتصريح مباشر اعلامي او سياسي الدفاع عن السنيورة وهذا ما يؤكد ان ملف الفساد المطروح ليس سياسياً او مذهبياً بل مالياً وقضائياً بحت.

 

انزعاج اميركي “شديد” من الاداء الرسمي الخارجي وتعليمات بالتنقير في الملف السوري!

وتتزامن “الهزة” الداخلية وتوتر الاجواء بين اعلام حزب الله والمستقبل والتيار الوطني الحر مع زيارة مفاجئة  لنائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد لم يعلن عنها مسبقاً وتصب وفق الاوساط في سياق تزايد الضغوط الاميركية على حزب الله  ولبنان وفي إطار تسخين الجبهة اللبنانية والطلب الى المسؤولين في الدولة من رفع منسوب الضغط على حزب الله  والايعاز الى حلفاء اميركا والسعودية داخلياً برفع مستوى “التنقير” على ملف النزوح السوري والعلاقات مع سوريا وبجر مطالبة الحزب في ملف الفساد الى مربعات مذهبية وطائفية. وتقول الاوساط ان اجتماع ساترفيلد بوزراء القوات امس الاول وتناوله العشاء معهم يصب في هذا الاطار. وتكشف الاوساط ان ساترفيلد حمل رسالة انزعاج اميركية حول الاداء الرسمي اللبناني ابتداءً من مقاطعة مؤتمر وارسو وصولاً الى كلام وزير الدفاع الياس بو صعب عن المنطقة العازلة في سوريا من مؤتمر ميونيخ وصولاً الى رفض لبنان وكلام وزير الخارجية العقوبات البريطانية الجديدة على حزب الله بجناحه العسكري والسياسي. وتصب زيارة ساترفيلد في إطار متابعة جولة وزير الخارجية الاميركي الى المنطقة وارسال موفده دايفيد هيل الى لبنان اخيراً وللوقوف على حقيقة المواقف الرسمية اللبنانية والضغط على اتخاذ موقف من حزب الله!

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …