مزايدات سنية ومحاولات لإبقاء “الفراغ الحريري” على أبواب انتهاء الترشّح
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاحد 13 آذار 2022
الضبابية وخلط الاوراق مجبول بشعور من “الخيبة والاحباط” من اقصاء الرئيس سعد الحريري وتياره السياسي والنيابي القسري عن خوض الانتخابات، هو المسيطر الى حد كبير على المزاج السني العام على ابواب يومين من انتهاء مهلة الترشح.
وتكشف اوساط سنية رفيعة المستوى ومطلعة على المشهدية السنية الشعبية والسياسية والحزبية، ان هذه الخيبة تنقلب مع “اقتراب الحقيقة المرة” اي غياب الحريري وتياره الفعلي عن الساحة السياسية بالفعل وليس فقط على الورقة والقلم، الى ردة فعل سلبية وعاطفية مشحونة الى حد كبير وشعور بالغبن السني وانه “ضرب من بيت ابيه” سعوديا.
وردة الفعل هذه تُحمّل كل سني يخالف قرار الحريري وعائلته بالعزوف النيابي، مسؤولية هذا العزوف الى درجة التخوين والحملات السلبية.
وتكشف الاوساط ان بعض “صقور المستقبل”، ومن الذين يرفضون ترشح اي سني بعد قرار الحريري، تحركوا في الفترة الماضية للضغط على مفاتيح انتخابية سنية في بيروت وصيدا وطرابلس والبقاع الاوسط وهو ما ادى الى عزوف 3 نواب حاليين: محمد الحجار وعاصم عراجي ورولا الطبش.
كما ضغطوا على بعض الطامحين من القريبين من “التيار الازرق” وغير الحزبيين بعدم الترشح، كيلا “يطعنوا” الحريري في ظهره، ولإظهار لحzب الله وايران والسعودية والقوات والاشتراكي، ان خروج الحريري من الحياة السياسية ليس “نزهة”.
وتلمح الاوساط نفسها الى ان رغم دعوة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان السنة في لبنان عموماً وسنة بيروت والمدن خصوصاً الى الاقتراع والترشح، الا ان “صقور المستقبل” يضغطون لتأكيد المقاطعة السنية، وخصوصاً لحركة الرئيس فؤاد السنيورة وغيره، كموقف واضح باقصاء الحريري انتخاباً وترشحاً ولإظهار حجم تأييده في الشارع رغم غيابه.
في المقابل تؤكد الاوساط نفسها، ان خيبة الامل الكبيرة للرئيس فؤاد السنيورة ولكل السنة الاخرين الخارجين من “رحم” المستقبل ومن حلفائه، سببها الرد السعودي الباهت والبارد واللامبالي بما يقوم به “سنة لبنان”، حيث بدت حركة السنيورة وقبله بهاء الحريري سنياً ضعيفة وفوضوية وغير منظمة، ولا تلبي طموحات ولي العهد محمد بن سلمان بكتلة نيابية سينة ومسيحية، لها القدرة على تعطيل مشاريع حزب الله في مجلس النواب والحكومة.
ويتردد وفق الاوساط ان السنيورة التقى اخيراً ديبلوماسياً عربياً وخليجياً، والذي اوحى له ان القرار السعودي بالنسبة للبنان لم يتغير، وان اللامبالاة و”عدم التدخل” في ملف الانتخابات وغيرها هو السائد.
في المقابل ينقل زوار الرياض، ان الاهتمام بالملف اللبناني محصور من زاوية التحالف مع رئيس حزب “القوات” سمير جعجع، وان الدعم الانتخابي هو للوائحه مع تحالف العشائر السنية في لبنان، والتي ستؤمن الميثاقية السنية لكتلة جعجع وتضمن ترشيح اكثر من ممثل للعشائر في مناطق وجودها.
وعن حركة السنيورة وقراره بالترشح شخصياً او عزوفه ودعمه لوائح في بيروت والشمال، تؤكد اوساط مقربة من السنيورة، ان قراره النهائي لم يتخذ بعد وامامه وقت حتى انتهاء مهلة الترشح، ووقتئذ يحسم امره شخصيا اما تركيب اللوائح فيبقى حتى 4 نيسان لحسمها فلماذا الاستعجال؟
في المقابل، ترفض اوساط ميقاتي الخوض في قراره النهائي من الترشح او عدمه.
وتقول ان هناك يومين بعد لإعلان القرار النهائي. والرئيس ميقاتي لا يزال يتريث ويدرس كل الخيارات المطروحة، وحتى قيادة لائحة سنية في طرابلس وهوية من سيكون عليها هو قيد التشاور والبحث ايضا.