لقي 20 شخصا على الأقل حتفهم وأصيب 43 عندما اصطدم جرار قطار بحاجز في محطة القطارات الرئيسية بالقاهرة امس الأربعاء.
وقال النائب العام المصري إن تحقيقا أوليا أشار إلى أن السائق خرج من القطار ليتحدث إلى سائق آخر دون أن يجذب مكابح (فرامل) اليد مما تسبب في تحرك الجرار بسرعة واصطدامه بالحاجز الاسمنتي.
وأظهرت لقطات فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ومأخوذة من كاميرا أمنية داخل (محطة مصر) للقطارات الجرار وهو يدخل مسرعا إلى الرصيف رقم 6 قبل أن يرتطم بمصدات وحاجز في نهايته، ثم يتحول إلى كرة هائلة من اللهب.
وقال شهود إن ركابا يحملون أمتعة هرعوا للنجاة بحياتهم مع انتشار الحريق، بينما كان عدة أشخاص يجرون وقد أمسكت بهم النيران.
وذكر التلفزيون الرسمي أن السلطات ألقت القبض على سائق القطار.
السائق خرج من القطار ليتحدث إلى سائق آخر دون أن يجذب مكابح (فرامل) اليد
وقال وزير النقل هشام عرفات إن خزان وقود الجرار الذي يعمل بالديزل انفجر. وقدم الوزير استقالته في وقت لاحق.
وقال شاهد يدعى إبراهيم حسين ”شاهدت شخصا يلوح من الجرار في بداية دخوله إلى الرصيف ويصرخ قائلا: لا توجد فرامل (مكابح). قبل أن يقفز من الجرار. ولا أعرف ما الذى حدث له“.
وذكرت مصادر أمنية أنه لا يوجد أي مؤشر على أن الحادث متعمد.
ولدى مصر واحدة من أقدم وأكبر شبكات السكك الحديدية في المنطقة وتشيع بها حوادث القطارات. وأسفر حادث تصادم قطارين بمحافظة الاسكندرية عن مقتل أكثر من 40 شخصا عام 2017.
وارتفعت أعمدة الدخان فوق محطة مصر بميدان رمسيس في وسط القاهرة. وداخل المحطة، كان الجرار المتفحم مائلا على أحد جانبيه بجوار الرصيف.
جثث متفحمة
قال أحد المارة ويدعى مينا غالي ”كنت أقف على الرصيف وشاهدت القطار يدخل مسرعا إلى الحاجز. السرعة كانت كبيرة. الناس كلها كانت تجري. ناس كثيرة ماتت بعد أن انفجر الجرار“.
وأضاف ”رأيت تسع جثث على الأقل ملقاة على الأرض متفحمة“.
وقالت وزيرة الصحة إنه بالإضافة إلى القتلى العشرين، فقد أصيب 43، خرج 15 منهم من المستشفى بعد تلقي العلاج. كان التلفزيون الرسمي قد ذكر في وقت سابق أن عدد القتلى 25 والمصابين 50.
وقال أحمد يوسف وهو طبيب بمستشفى الهلال القريب من المحطة، إن المستشفى استقبل أكثر من 20 مصابا معظمهم في حالة خطيرة.
وذكر الشاهد أحمد عبد التواب أن الرصيف كان مزدحما بمسافرين كانوا ينتظرون قطارا آخر.
وأضاف ”النار أمسكت في الناس. كانوا يجرون والنار ممسكة بهم حتى سقطوا على بعد أمتار من الحادث… المشهد كان مرعبا“.
وأعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال تفقده المحطة أن تحقيقا سُيفتح حول الحادث، وتعهد بمحاسبة المسؤولين.
وقال الطالب علي رمضان إنه أصيب بحروق وأصيب في قدمه عندما ارتطم بمقعد خرساني على الرصيف.
وأضاف ”لا أعرف متى ستنتهي حوادث القطارات. قالوا لنا إنهم أحضروا بملايين الدولارات جرارات جديدة وقطارات جديدة ولا يزال الناس يموتون بسبب حوادث القطارات“.
وذكر مصدر بالحكومة أن وزير الكهرباء محمد شاكر سيتولى مهام وزير النقل بصفة مؤقتة.