طغمة حاكمة متواطئة مع رأس المال
طغمة حاكمة متواطئة مع رأس المال

إشعاعات آوليغارشية

إشعاعات آوليغارشية

علي زعرور

على شفا جرف من  حالة الوطن المعقدة، يبدو أننا على تماسٍ مع الافلاطونية السياسية، ففي مماحكة صاحب كتاب الجمهورية ، من الملفت انه على أعتاب كتاباته كان على دراية في خطوة استباقية عبر الزمن بمعرفة تفاصيل الحقبة   السياسية المعقدة، وإن إشعاعات أوليغارشية أصابت مرتكزات النظام السياسي وأنتجت مستنسخاً هجيناً من الإستئثار بالسلطة عبر رصيد جماهيري أعمى مهّد لحكم  الأثرياء أو البلوتوقراطية.
في كفتي الوقائع المترنحة بين تطبيق الرؤية الديمقراطية للطبقة المتوسطة وبين الاوليغارشية، وانعدام السبل المتاحة أمام نجاعة الحلول، تمخضت أمامنا  حالة من الإندماج، آثرت من خلالها الطبقة العلوية إلى  بسط نفوذها على الحياة السياسة عبر ما يسمى بحكم رأس المال الطاغي.
هذه الممارسات المتفلتة من المواجهة سواء عبر لوبيات ما يسمى بجماعات الضغط او الأحزاب السياسية  إنما يؤشر إلى مرحلة من انعدام الحياة السياسية الصحيحة، كما أن إنقلاب الدور الفاعل للأحزاب من ضابط إيقاع وصمام أمان ومقوّم لإعوجاجات الطبقة الحاكمة قد يأخذنا إلى نفق مظلم  من العجز  وانعدام القدرة على التغيير والسطو على مقدرات الشعب بأكمله.
يبدو أن شهوة السلطة ما زالت تمتطي الوضع الراهن، وأن المهادنة المكيافلية ما هي إلا انعطافة في خضم المتغيرات الشوارعية التي لحظها لبنان لإعادة تموضع جيوسياسي باستخدام فدرلة الأزمة واللعب على التناقضات التي أفرزتها.
جلية هي صورة وطن الياسمين الذي أضحى  عاجزا عن الإنعتاق من قعر الزجاجة، لكن الأكثر مدعاة للقلق هو قدرة القوى الباسطة للنفوذ على إعادة  إدخال ما يسمى بالحركة الشعبوية إلى السبات القطبي تحت ما دون الصفر من صقيع الملامح.

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …