لاءات من وحي الحصار
علي زعرور
على ضفاف الأفعال الماضية ما زالت حقائق الوجو ه تحمل أثقالها وتوصد بوزرها كل مسارح الحياة، هذه المشهدية قد أسقطت كل الابتسامات الصفراء من عرينها الخريفي وانضوت تحت شماعة المهاترات التي ترهق كاهل العابرين نحو منافذ الأمل كرمى لداليات القفز فوق الجروح الساخنة.
من عويل هذا الموت الخانق للرغيف والقافز فوق الحاجات المكتومة الأنفاس، تنبجس في معرض الراقصين فوق أجداث الوطن شعوذات من سحر وسيادة، رأت في حبال السحرة مخرجها لكَيّ الإرادة المستحضرة من الألوهية، لكن عصا النبوة ابتلعت زيف ادعاءاتهم، فانقلبوا مذعورين من حقيقة باتت تؤرّق مضجعهم وتهدهد سخريتهم المتخمة بانقلاب الصورة،
في رحاب الوجع الذي أمطر قبلات انتكاسته على المساحة المتبقية من الوطن، كان المثقلون بذخائرهم المدفونة قسرا في الثرى يباغتون الليل بحلكة أفعالهم الناهبة لما تبقى من إرادات ما زالت تنحت على الجبين صبرا وتقاسم المآقي بصيص أمل يحبو على أرصفة القاضمين أصابع الوقت بأهازيج النصر.
في الشوارع المزدحمة بخطوات حبلى بالألوان ، يقف نفير القافلات على أعتاب ولادة حقيقية لتاريخ فيه لاءات من وحي الحصار، حيث مقاعد الإنتظار تهرول بأقدام حافية نحو رسول النعمة، تشعل قناديلها العطشى بحلمها الأصفر، وتلملم قبساتها من ثغور المبتهلين شكرا والزاهدين فخراً.
وحدها أم الش هيد التي ظللتها سيدة التكوين، كانت الرقم الصعب في موازين القوى، لم تمارس حزنها متكئة على نبض من فراق وغصة قلب، لم تترنخ بطين الرحيل، حاكت بأناملها نسيج الشمس لتعيد ذكراه كعاشق على طريق العودة