الدكتور عباس خامه يار
الدكتور عباس خامه يار

رجلٌ طيب السيرة..

رجلٌ طيب السيرة..
عباس خامه يار/ المستشار الثقافي الايراني في لبنان
بعد مدةٍ من الصراع مع مرضٍ صعب، توفي في مثل هذا اليوم قبل سنتين في مشهد المقدسة، صديقي الفاضل الخيّر والمقرّب لي، الحاج جاسم أشكاني (أبو محمد)، الناشط الثقافي والاقتصادي الكويتي وأحد الأعضاء المؤثرين في لجنة الصداقة الإيرانية – الكويتية و انتقل إلى رحمة الباري حيث دفنَ في اليوم التالي بحضور الأصدقاء والمقربين بالقرب من محبوبه ومراده في حرم الإمام على بن موسى الرضا (ع)
صديقي الكويتي و الإيراني الجذور، كان من محبي وعشاق إيران المخلصين والحقيقيين، وكان أحد المدافعين الأوفياء عن المقاومة وعن الامة مما أدى إلى أن يسكن في السنوات الثلاث الأخيرة من عمره في مشهد المقدسة ، فانطبقت عليه الآية الشريفة: “ومَن يَخرُج من بَيتِهِ مُهاجِراً إلى اللّهِ ورَسولِهِ ثُمَّ يُدرِكهُ المَوتُ فقَد وقَعَ أَجرُهُ علَى اللّهِ وكانَ اللَّهُ غفُوراً رَحيماً”.
صديقي المرحوم كان خلال حياتِه يخدمُ زوّارَ مرقد الإمام الرضا عليه السلام الشريف في المدن الإيرانية المختلفة لا سيما مشهد المقدسة، الزوار القادمين من دول منطقة الخليج الفارسي، وقد كان مديراً ومؤسساً لعددٍ من المشاريع الاقتصادية والاستثمارية في هذه المدينة، حيث إنه خطا خطىً عظيمةً ومؤثرة لارتقاء التعاون الاقتصادي، السياحي والثقافي بين إيران والكويت.
المذهل في شخصيته كان صلابته وعقيدته وإيمانه بالخالق والتزامه العملي بواجباته الدينية كذلك.
ربما أمرٌ لا يُصدّقُ أن نسمعَ بأنه قبل وفاته بليلةٍ واحدة وفي حالته الصحية الحرجة جداً، كان يدعو المقرّبين منه إلى الإيمان، الصبر والاحتساب.
كان عشقُه ووفاؤه للإمام الهمام (ع) عميقاً وخالصاً بحيث أنه كان يجيءُ سنوياً بأكثر من مئة ألفِ زائرٍ عربي لزيارة مرقد الإمام الرضا (ع) في مشهد، وكان يستضيفُهم في فندقه الخاص الكبير.
ومن أجملِ ما سجّله من نقاطٍ ذهبيةٍ في كتاب حياتِه، كان مساعدته المادية والمعنوية الخفية للعائلات المحتاجة ولا سيما الأزواج الشباب، فكان بذلك من فاعلي الخير النادرين في هذا الزمان.
كما أن “أبو محمد” كان على تعاونٍ مع المرحوم الحاج حسن حبيب الذي كان يلقّب ب”أبو الأيتام” ويتولى حضانة أكثر من 30 ألف يتيم في أنحاء العالم.
لقد كان حقاً إنساناً شريفاً ونزيهاً، طيب القلبِ بشوشَ الوجهِ وكريماً جداً ومضيافاً.
ربما رحيلُه المبكّر يزيدُ من وضوحِ هذه الحقيقة بأنّ الأكثر أهميةً من طول عمر الإنسان وامتداده، هو كيفية حياتِه التي تجعلُ سمعته طيبةً في الذاكرة. ربما يصدقُ فعلاً قول الشيخ الأجلّ سعدي الشيرازي في حالة المرحوم أشكناني حين يقول:
يا سعدي لا يموتُ الرجل الصال.

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …