محمد الايوبي
محمد الايوبي

تصريحات باسيل بعد لقائه الراعي تفجر الساحة الفلسطينية: عنصرية او زلة لسان؟

تصريحات باسيل بعد لقائه الراعي تفجر الساحة الفلسطينية: عنصرية او زلة لسان؟

محمد الايوبي

صرح النائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر منذ أكثر من اسبوع، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، والذي قال فيه أنهمع الحياد” وفق الشروط التالية:

  • سحب عناصر التفجير وعلى رأسها إحتلال إسرائيل للأرض.
  • الإرهاب المنظم من الخارج.
  • ترسيم الحدود.
  • إعادة النازحين السوريين.
  • وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

وأضاف بأن ” الحياد هو تموضع استراتيجي وخيار إذا أخذناه يجب أن نتأكد من إمكانية تطبيقه وأن نعمل لنوفر ظروف النجاح له”، منوهاً بأنه “مع الحياد الذي يحفظ للبنان وحدته، أي الحياد الذي يكون سبيلاً إلى الوحدة وليس الانقسام وأن لا يؤدي إلى عزل لبنان”.

إلا أن هذه الشروط التي وضعها أثارت غضب الفلسطينيين، حيث ردت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان للنائب جبران باسيل بأن : “اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ليسوا مكسر عصا ولا صندوق بريد لتوجيه الرسائل عبرهم”.

حيث أنها اعتبرت بأنه ساوى بين الاحتلال الصهيوني والارهاب وبين الاخوة النازحين السوريين الذين أجبرتهم الظروف على النزوح إلى لبنان والشعب  الفلسطيني المناضل الذي يقف معه ويدعم قضيته وحقوقه المشروعة ونضاله ضد الاحتلال الصهيوني لتحرير أرضه واسترداد حقوقه المسلوبة اكثر من ثلثي دول العالم، ما أثار اشمئزازنا واستفزازنا.

كما أكدت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بأن اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، ليسوا صندوق بريد لتوجيه الرسائل عبرهم، وليسوا أيضاً مكسر عصا، كلما خطر على بال البعض، يطل عليهم ويدلي بتصريحات ويطلق مواقف تسيئ لهم وللعلاقة الاخوية الوثيقة التي تعمدت بالدم بين الشعبين الفلسطيني واللبناني، والتي ارتبطت بمصير واحد وبأهداف واحدة، أولها دحر الاحتلال الصهيوني عن الأراض الفلسطينية ومزارع شبعا اللبنانية.

وأكدت أيضاً بأن الفلسطينيين أينما وجدوا، داخل الوطن وخارجه في جميع أماكن الشتات واللجوء، وعلى الرغم من المحبة التي يحملونها بين ضلوعهم للبنان وللشعب اللبناني الشقيق، إلا أنهم لا يرون  على الأرض وطناً بديلاً عن فلسطين الحبيبة والمباركة، كما ولا يمكن لهم أن يساوموا على حبة تراب منها، بأي قطعة على الكرة الأرضية مهما علا شأنها، وأنهم سيواصلون النضال والكفاح حتى كنس الاحتلال الصهيوني عن ترابها وتحريرها وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتحقيق العودة لكل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأرضهم التي اقتلعوا منها في العام 1948، وسنزرع حينها إلى جانب كل زيتونة فلسطينية، أرزة لبنانية عربون وفاء وتعبيراً عن  تقديرنا واحترامنا وعشقنا للبنان وللشعب اللبناني الشقيق وقواه السياسية والوطنية.

وشددت قيادة المنظمة على أن الفلسطينيين في لبنان وقواهم السياسية والوطنية والاسلامية شكلوا منذ ثلاثة عقود ومازالوا صمام أمان لوحدة لبنان واستقراره، وواجهوا إلى جانب أخوانهم اللبنانيين كل المشاريع التآمرية، وعملوا على إطفاء نار الفتنه التي كان يسعى إلى اشعالها أعداء لبنان وفلسطين وفي المقدمة منهم العدو الصهيوني والإمبريالية الامريكية.

ودعت قيادة فصائل المنظمة جماهير الشعب الفلسطيني في لبنان إلى إدارة الظهر وعدم الالتفات إلى هذه التصريحات التي لا تعبر عن أصالة الشعب اللبناني وقواه السياسية والوطنية التي ناضلت وكافحت في خندق واحد مع الشعب الفلسطيني، ووقفت إلى جانبه كتفاً بكتف ضد الاحتلال الصهيوني وتقاسمت معه التضحيات الجسام.

كما رد اتحاد لجان حق العودة بأنه “نرفض المواقف و التصريحات التمييزية التي يطلقها البعض ضد الوجود الفلسطيني في لبنان”.

وأكدت على أنه تصريحات النائب جبران باسيل لا تُعبر عن مزاج الغالبية العظمى من الشعب اللبناني الشقيق، الذي تقاسمنا معه الرغيف والشهادة والانتصار، في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وتربطنا به علاقات كفاحية وأخوية وعائلية لا يمكن أن تتأثر بمواقف تحمل رسائل لها وظائف وأهداف محلية واقليمية ودولية، تتساوق مع خطة ترامب – نتنياهو الهادفة الى المساس بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين لصالح مشاريع التهجير و التوطين .

وأضاف بأن هذه التصريحات المرفوضة لن تحرف بوصلة شعبنا في مواصلة النضال، ولن تزيده إلا إصراراً على التمسك بمواقفه المبدئية في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وسلمه الأهلي والاستمرار في سياسة النأي بالنفس،  وعدم التدخل في الشأن اللبناني الداخلي، و إصراره على تعزيز وتطوير العلاقات اللبنانية الفلسطينية، و إقرار الحقوق الانسانية دعما لحق العودة تطبيقا للقرار الدولي رقم ١٩٤ .

وختتم البيان “بأننا إذ نجدد إدانة هذه التصريحات، نضعها برسم الجهات اللبنانية الرسمية ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني والقوى والاحزاب اللبنانية وكافة المؤسسات الحقوقية لوضع حد لهذه التصريحات التحريضية التي تسيء للعلاقات اللبنانية الفلسطينية.

إلا أن هذا التصريح اعتبره بعض الأحزاب السياسية اللبنانية “كـحزب الكتائب”، بأنه يصب في خدمة حزب الله وسلاحه، وذللك على الرغم من إعلانه أنّ تيّاره يؤيّد تحييد لبنان.

ورأى حزب الكتائب، الذي كان يعلق على الزيارة التي قام بها باسيل للبطريرك الماروني بشارة الراعي في مقرّه  الصيفي في الديمان، أنّ مجرّد قوله إنّ “الحياد يتطلّب حوار وطنياً” يؤكّد أن باسيل  يربط إعلان لبنان حياده بموافقة حزب الله.

إلا أننا نرى بأن هذا التصريح يحمل وجهتين، الأولى وهي منطوق الخطاب الذي يحمل الدلالة بأن باسيل ساوى بين الاحتلال الصهيوني والارهاب وبين الاخوة النازحين السوريين والشعب الفلسطيني من حيث العبء والثقل السياسي، وهذا ما لم يكن يريده أو يلمح له باسيل، أما من حيث مفهوم الخطاب أنه لا يمكن أن يكون لبنان على الحياد في ظل أطماع الاحتلال الإسرائيلي، ووجود النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وهذا ما يجعل لبنان تتدخل سياسياً لمناقشة هذه الأمور للوصول إلى الحلول سواءً على المستوى داخل البلد أو خارجه.

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …