مهنا ودكاش في مركز عامل بمشغرة: سلامة البلدة ومخيماتها
لبنان الذي استطاع تخطي موجة فيروس كورونا الأولى بأقل اضرار ممكنة ويتحضر لإنهاء حالة الحجر العام تمهيداً للعودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياً مع الالتزام باجراءات الوقاية، لم يخرج بعد كلياً من دائرة خطر “كورونا” بالتزامن مع ازدياد تهديد “فيروس الجوع” المتربص بأكثر من 60% من الناس في المرحلة المقبلة.
القديس يوسف
مؤسسة عامل التي تتحرك ضمن خطة الاستجابة لمواجهة هاتين الأزمتين على مستوى لبنان، تواصل ملاحقة “فيروس كورونا” في المناطق اللبنانية الأكثر تهميشاً بالتعاون مع شركائها، وهذه المرة حلّت حملة الفحوصات للفيروس PCR في بلدة مشغرة ضمن مركزها الصحي – التنموي الذي استقبل للإشراف على مجريات الحملة رئيس جامعة القديس يوسف البروفيسور سليم دكاش وكان في استقباله رئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنّا ومديرها العام الأستاذ أحمد عبود وعضور الهيئة الإدارية د. زينة مهنا بحضور رئيس بلدية مشغرة المحامي جورج الدبس ونائبه الحاج عبدالله هدلة، فيما حضرت ممثلة منظمة Mérieux Fondation في لبنان د. جوزيت نجار وعميدة كلية الصيدلة د. ماريان أبو فاضل.
حملة الفحوصات التي انطلقت في نيسان الماضي بالتعاون مع مختبرات رودولف ميريو ضمن كلية الصيدلة في الجامعة اليسوعية، تهدف إلى جمع أكبر قدر من العينات المُمثلة للمناطق الريفية والشعبية لمعاينة الوضع عن قرب وتحديد مكامن الضعف لاجراء التدخل السريع، خصوصاً أن هذه المناطق سجلت أعلى نسبة إصابات بفيروس كورونا.
فحوصات كورونا
الفحوصات التي اجريت اليوم في غرفة العزل الخاصة بمركز مهدي عيدي الصحي – التنموي، استهدفت عدداً من أبناء بلدة مشغرة ومخيمات النازحين التابعة لها لضمان السلامة العامة، وهي إحدى طرق الاستجابة التي أطلقتها عامل في الخطوط الأمامية إضافة إلى اطلاق غرفة اتصالات مركزية بإشراف وزارة الصحة وبالتعاون مع المفوضية السامية للاجئين، والمشاركة في الحملة التي تستمر على صعيد لبنان لجمع 4200 فحص من مخيمات النازحين التي تشكّل بؤرة خطيرة في حال تفشي الإصابات فيها.
مهنا
وقد رحب د. مهنا بالبروفيسور سليم دكاش مثنياً على دور جامعة القديس يوسف الريادي في التصدي لهذه الجائحة على الصعيد الوطني والتعاون مع “عامل” من أجل الوصول إلى الفئات الشعبية الأكثر تهميشاً من أجل حمايتهم والمساهمة في التخفيف من وطأة انتشار الفيروس. كما اعتبر د. مهنا أن هذه المحنة التي يمرّ بها لبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية – اجتماعية توازي بل تتعدى بخطورتها جائحة فيروس كورونا، تحتاج أكثر من أي وقت إلى خطة فعّالة بالتعاون بين القطاعات العامة والخاصة والإنسانية، لتقادي وقوع انفجار اجتماعي كارثي يتعدى المستويات الاقتصادية ويذهب بلبنان إلى التفتت والدخول في دوامة العنف والجوع، مؤكداً أن مؤسسة عامل تعمل على صعيد دولي من أجل ايصال صوت الناس وتأمين الدعم اللازم لهم للوصول إلى أبسط حقوقهم والعيش بكرامة، بالتوازي مع تحركها على الصعيد المحلي لايجاد حلول مبتكرة في مساعدة الناس على الصمود والعمل معهم من أجل بناء دولة العدالة الاجتماعية.
دكاش
بدوره اعتبر البروفيسور دكّاش أن ما يجمع مؤسسة عامل والجامعة اليسوعية ومنظمة ميريو خلال هذه الأزمة وفي ظروف مختلفة هو رسالة مشتركة عمادها كرامة الإنسان وصحته. وقال: “شرف لنا اليوم أن نتعاون مع مؤسسة تعمل على الأرض من أجل الناس جميعهم من دون تفريق. إن مؤسسة عامل الدولية هي رسالة وطنية على مستوى لبنان”.
كما اعتبر أن العمل الإنساني غير المرتهن أو المنحاز هو تحدي كبير ولكنه فرصة وقضية كبرى، مشيراً إلى أن الجامعة تسخر كافة مقدراتها للوقوف إلى جانب اللبنانيين في محنتهم الاقتصادية وليس فقط على الصعيد الصحي. وأثنى على جهود مختبرات رودولف ميريو التي أجرت حتى اليوم حوالي 6 آلاف فحصاً مجانياً مع الفئات الأكثر ضعفاً وهي مستمرة بذلك من خلال شراكتها مع عامل وفاعلين في المجتمع المحلي حتى الوصول بلبنان إلى بر الأمان وايجاد حل لجائحة كورونا، تلك الجائحة التي لم تكن فقط أزمة بل فرصة لإبراز أهمية التعاون معاً من أجل رعاية الناس.
نجار
من جانبها صرّحت الدكتورة جوزيت نجار بأن مهمة مختبرات ميريو تقود مهمة على مستوى عالمي في مجال مواجهة الفيروس انطلاقاً من الواجب الإنساني وهي تعتز بشراكتها مع مؤسسة عامل التي تصب في مصلحة الناس وتساعد لبنان على تخطي المحنة والصمود في وجه الأزمتين الاقتصادية والصحية.
عميدة كلية الصيدلة في الجامعة اليسوعية التي تقوم بالمشاركة في عملية جمع العينات اعتبرت أن عاملي القطاع الصحي في لبنان والعالم يخوضون معركة انسانية كبيرة وهذا يبين دورهم وأهميتهم، مثنية على الشراكة الفعالة مع مؤسسة عامل ومختبرات رودولف ميريو الرائدة.
جمع العينات هي واحدة من مستويات خطة الاستجابة التي أطلقتها عامل في آذار، ويُشرف على تنفيذها حالياً 850 متفرغاً ومتطوعاً، 25 مركزاً، 9 عيادات نقالة، وحدة رعاية نقالة لأطفال الشوارع، وباصين تعليميين جوالين في مختلف المناطق اللبنانية في ظل استمرار المؤسسة في تنفيذ برامجها التنموية والعمل على تحفيز حملة تضامن عالمية مع لبنان الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية على الاطلاق فيما يحاصر الفقر والعوز وفقدان مصادر الرزق كلياً أكثر من نصف اللبنانيين.