إشارات أميركية حكومية متناقضة وتلويح بـ”الثورة” حتى خريف 2020!

إشارات أميركية حكومية متناقضة وتلويح بـ”الثورة” حتى خريف 2020!

كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة  الديار ليوم الثلاثاء 21 كانون الثاني 2020

ما كشفه النائب محمد رعد امس الاول عن عتب على الحلفاء وبعبارات “ملطفة” وهو اقل بكثير مما هو موجود، هكذا تؤكد اوساط بارزة في تحالف “حزب الله” و 8 آذار .

وتشير الاوساط الى ان الامر اكبر من العتب الى الغضب وتحميل المسؤولية اذ ان الوضع خطير ولا يحتمل الترف والغنج والدلع الحكومي.

وتلفت  الاوساط الى ان “حزب الله” نبه حلفاءه من خطورة الوضع الاقتصادي وكلما طال الامر من دون حكومة او إتخاذ إجراءات اقتصادية ومالية ذاهبون نحو الأسوأ.

وتقول الاوساط ان “حزب الله” وحركة امل” لديهما 30 نائباً وقبلا بـ4 وزراء وسهّلا التشكيل الى اقصى الحدود، وهما لا يزالان يبذلان الجهود لتسهيل ولادة الحكومة اليوم قبل الغد.

وتكشف الاوساط ان “حزب الله” يتواصل مع كل حلفائه، وهو ينصح ويلفت النظر وينبه. لكنه لم يلعب دور الوسيط المباشر مع اي طرف هو يدفع في إتجاه التواصل ايضاً الثنائي والثلاثي وبين الاطراف التي لديها طلبات او شروط حكومية. وهو نجح في تقريب وجهات النظر ونصح بعقد اللقائين الشهيرين الاسبوع الماضي بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل وبين الرئيس بري والرئيس المكلف حسان دياب، وبين باسيل ودياب حيث قربت المسافات وباتت الامور اسهل والتعاطي انجح.

وامس تؤكد الاوساط، استكملت مفاعيل اللقاءات التي تمت امس الاول، وجرى متابعة للأمور من حيث انتهت الاتصالات. ويبدو ان التطورات ايجابية، وهناك طروحات عدة للحل ولإعلان الولادة خلال الساعات الـ48 المقبلة إذا بقيت الايجابية على حالها.

وتلمح الاوساط الى ان دفع “الثنائي الشيعي” ولا سيما “حزب الله” بالحكومة قدماً هو لتجنب المأزق الكبير والذي نصل اليه كلما استمر البلد بلا حكومة اصيلة.

وتضيف: واضح ان من دفع الى استقالة الرئيس سعد الحريري هو نفسه من يطلب منه عدم القيام بأي شيء، من خلال تحمل حكومة تصريف الاعمال مسؤوليتها وبالتالي المشاكل متروكة الى غاربها من دون اي حلول.

وتلفت الى ان هناك إشارات “متناقضة” من واشنطن تجاه تشكيل حكومة في لبنان فبعد “الفيتو” على الحريري وتعطيل اي قدرة له للقبول بتشكيل حكومة جديدة، لا يعترض الاميركيون على شخص الرئيس دياب، ولا فيتو عليه. ولكن هناك ضبابية في الاجابة عن سؤال كبير: هل يريد الاميركيون حكومة فعلاً؟

وتشير الاوساط الى ان منذ فترة تسرب كلام اميركي لاحد المقربين والمستشارين للرئيس الاميركي دونالد ترامب وقاله في احدى الجامعات الاميركية، ان اميركا تدعم “الثورة اللبنانية” وترى فيها نموذجاً للتغيير السلمي والديمقراطي وان “الثوار” هم قدوة لكل شعوب المنطقة.

وفي سياق حديثه يؤكد مستشار ترامب ومتوجهاً للثوار، ان إستمروا بالنضال حتى الخريف ولتحقيق النصر الكامل. وهذا يعني في قراءة الاوساط ان هذه علامة على عدم الرغبة الاميركية بولادة حكومة قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية في خريف 2020، وان ما نشهده من تصعيد اليوم بشكل هستيري ويمكن ان يتصاعد، يؤكد وجود جهات متضررة اقليمية ودولية من تشكيل حكومة دياب، ودفع الامور الى الفوضى، والى الصدام بين الناس والاجهزة الامنية ولضرب مصداقيتها، بعد ضرب المؤسسات العامة كلها بتعميم صفة “الفساد” على الجميع. وبعد إسقاط الثقة بمصرف لبنان والمصارف اللبنانية كلها، وهذا يعني ان “حزب الله” لن يسمح بمزيد من التأخير الحكومة، ولو اضطر الى ضغط سياسي اكبر من الكلام السياسي وتحميل المسؤوليات، وصولاً الى “الزعل الكبير”، فالوقت لم يعد فيه متسع لا لتراخي سياسي او حكومي، إذ بدأنا ندخل في المربعات الخطيرة.

 

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …