لبنان بين محاربة الفساد وتغيير التركيبة اللبنانية
الإعلامي قاسم صالح صفا
يرى العديد من أصحاب القرار السياسي الدولي، ان من أصعب المهمات التي تواجههم هي إعادة تركيب السلطات بعد انهيارها وخاصة بعد أن تعصف بالبلاد التظاهرات الشعبية تحت عدد من الشعارات السياسية والإقتصادية، واصعبها في لبنان ذي التركيبة الطائفية، وخصوصيته الجغرافية ما بين سوريا و فلسطين المحتلة، لان المقاومة احد ابرز الإطارات السياسية والامنية التي تواجه الكيان الصهيوني الغاصب. وهذا الامر يجعل عملية تركيب السلطة من جديد على الاسس التي تريدها السفارات في الدول الكبرى، مهمة صعبة.
فأننا لا نرى مهما بلغت العقد او الحلول التي لن تتجاوز التركيبة اللبنانية في إعادة بناء الدولة على اسس المكونات الحالية.
وتجد الدول نفسها محكومة بسقف محدد من أسقف التبديل أو التغيير او الإسقاط ، ولكنها تحاول وفي كل جولة مشبوهة بشتى الأساليب الأمنية و السياسية والاقتصادية ان تزرع الخناجر في خواصر المستهدفين من محور المقاومة في لبنان.
ان هذه الأحداث الجارية في لبنان انما يحصد ثمارها الوفير ليس أصحاب المطالب المشروعة والمحقة للشعب اللبناني، بل تلك السفارات التي تسعى لفكفكة التركيبة اللبنانية وتغليب الحكم على محور المقاومة، والى مزيد من الفراق بين لبنان وسوريا والاتجاه نحو صفقة القرن.
ان من أبرز الأساليب التي سبقت وكانت نهجا وشعارا يدغدغ افكار الشعوب وخاصة الأجيال الطالعة هي نفسها التي استعملت خلال الربيع العربي الذي نتج عنه إضعاف الشعوب العربية لعشرات السنين المقبلة خدمة مجانية لإسرائيل والإرهاب.
وحتى لا تساهم التركيبة اللبنانية الحالية في تحقيق ما تصبو إليه الدول الداعمة لضرب المقاومة وانهيار الوطن ان تبادر إلى الإصلاحات لتحسين الوضع الاقتصادي في البلد، وإجراءالنقد الذاتي لكل مكونات الدولة وخاصة الأحزاب والتنظيمات.