موقع “تقارير. نت” زار صيدا والتقى نجل “طبيب الفقراء” وطبيب صيدا اللامع
عبد الرحمن البزري لـ”تقارير .نت”: علاقتي طيبة بعون وباسيل… ولا بديل عن خيار المقاومة لتحرير الارض في لبنان وفلسطين
خاص “تقارير. نت”
عند الحديث عن صيدا ورجالاتها التاريخيين لا يمكن اغفال الحديث عن نضالات الشهيد معروف سعد والدكتور نزيه البزري وامساكهما بنبض الشارع والعمال ودفاعهما عن حقوق الفقراء والمستضعفين ضد جور السلطة وغياب العدالة في التعامل مع ابنائها. ورغم الانقسام السياسي في المدينة بين تيار المستقبل والخيار العروبي المقاوم وبين 8 آذار وحلفاء حركة امل وحزب الله، يطغى الحس الانمائي والعلاقة الجيدة مع المحيط والمخيمات الفلسطينية، على فاعليات المدينة ونائبيها وقواها السياسية وفاعلياتها النشيطة والحاضرة والفاعلة من حزب الله وحركة امل الى الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري والذي يستمر على نهج والده كنصير للفقراء وطبيبهم وحيث تعج عيادته الخاصة بالناس والمراجعين والمناصرين وحيث لا يهمل السياسة والمجتمع الصيداوي ويؤكد اراءه وتوجهاته في لبنان والانتخابات والتحالفات والعلاقات السياسية ومع المحيط الاقليمي والعربي ومع سوريا.
موقع “تقارير.نت” زار الدكتور البزري في صيدا والتقى رئيس تحريره الصحافي علي ضاحي البزري في منزله وكان هناك نقاش في السياسة والعديد من الملفات الداخلية والمحلية والاقليمية.
ويؤكد رئيس بلدية صيدا السابق والمرشح على الانتخابات النيابية الاخيرة عن دائرة صيدا- جزين في العام 2018 الدكتور عبد الرحمن البزري في حديث خاص لـ”تقارير.نت”، ان الانتخابات النيابية استحقاق أسيء استخدامه للاسف من قبل القوى السياسية النافذة ، وكان اللبنانيون ينتظرون قانوناً انتخابياً نسبياً عادلاً، فجاء هذا القانون هجيناً ومركباً على قياس هذه القوى واستطاعت فرض رأيها على هذا القانون وبالتالي تمكنت من خلال فرض التعديلات على القانون وكيفية تطبيقه، أن تحدد من يربح ومن يخسر في العديد من المناطق اللبنانية.
والنقطة الثانية ان العملية الانتخابية في كل المناطق اللبنانية ما تزال تشوبها شوائب كبرى ومن ضمنها غياب الدولة في الكثير من المناطق، وقوى الامر الواقع قادرة على فرض هيمنتها على النتائج الانتخابية من خلال الهيمنة على مراكز وصناديق الاقتراع. وإذا كانت هذه القوى مرتبطة بالدولة فهي حكماً قادرة على تسخير الاجهزة الامنية واجهزة الدولة والادارات والمؤسسات لمصلحتها. وإذا كانت لا ترتبط بالدولة، والدولة غير موجودة فإنها حكماً ستفرض رأيها على العملية الانتخابية. لذلك ارى اننا ما زلنا بعيدين جداً عن قانون انتخابي حقيقي جدي يُعبّر عن تمثيل المواطن اللبناني، والنتائج التي صدرت عن هذه الانتخابات كانت معدة سابقاً في كثير منها ومن يتحمل المسؤولية هو من اعد هذه الانتخابات وتوقع هذه النتائج. وهذا المجلس النيابي الحالي وبعد عام على ولايته لم يستطع تأليف حكومة الا بعد 7 اشهر ولم ينجز الميزانية العامة حتى اليوم ولم يُشّرع. المواطن انتخب 128 نائباً البعض منهم ما زال مستمراً منذ سنين والبعض قد تم استعادته الى البرلمان بعد سبات سياسي طويل وعنوان هذا المجلس حتى الآن غياب الانتاجية.
واعتقد ان الرأي النهائي للناس وعليها ان ترى وتحكم على اداء من انتخبتهم وسننتظر ونرى.
وعن الاقتراح الجديد من رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتلة التنمية والتحرير بتعديل القانون النسبي الحالي ليصبح لبنان دائرة انتخابية واحدة، يؤكد البزري ان في ظل عدم تمكن الدولة من السيطرة على كل لبنان وان تفرض سيادتها بالكامل على إداراتها ومناطقها، وان تكون عادلة فلا قيمة لاي قانون انتخابي ولن يؤدي الى النتائج المرجوة. النسبية كلام جميل والدوائر الكبرى والصغرى مصطلحات جميلة ولكن على ارض الواقع أسيء استخدامها كلها. ويضيف : لبنان دائرة واحدة ايضاً كلام جميل ولكنه غير واقعي وليس قابلاً للتطبيق في ظل وجود هذه الطبقة السياسية وفي ظل نظام المحاصصة. وتقاسم الجبنة بين هذه القوى سيفرض تقاسم القانون قبل إقراره.
ويرى البزري ان لبنان يدفع ثمن انهيار مؤسسات الدولة لمصلحة واقع سياسي ومؤسسات واي قانون جديد لن يكون جدياً قبل إستقامة الوضع السياسي في لبنان.
وعن طرح اسمه خلال المشاورات لتأليف الحكومة ليكون ممثلاً حكومياً للنواب الستة السنة او ما عرف لاحقاً باللقاء التشاوري، يقول البزري انه تربطه علاقة سياسية وشخصية ووطنية بهؤلاء النواب ويقدر دورهم ولكنه يؤكد انه كان يجب التعاطي مع اللقاء التشاوري بصورة مغايرة وان يتم تشكيله قبل الازمة الحكومية وليس خلالها ونلاحظ انه بعد تشكيل الحكومة لم يجتمع ولو لمرة واحدة وكأن كان هناك غاية محددة من تأليفه.
ويضيف: انا اؤيد ان يكون هناك تنوعاً في كل الساحات وان لا يكون هناك حصرية في التمثيل لاي فئة، والتنوع في الساحة السنية وكل الساحات الاخرى مطلوب وهو واجب وطني ويُعبّر عن واقع سياسي صحيح وليس ان يكون التمثيل حكراً على زعماء الطوائف.
وعن موقعه السياسي الحالي بعد الانتخابات النيابية وكيفية تمركزه على الساحة السنية، يشدد البزري على انه يؤمن بضرورة ان يكون هناك دولة قوية وعادلة ودولة مواطنة وان يكون للمواطن فيها حقوق وعليه واجبات، لا ان يكون رعية لصالح زعيم طائفي او مذهبي ويفرضه كواقع محلي او اقليمي او دولي.
ويشير الى انه يؤمن بوحدة الاراضي اللبنانية وحق لبنان بالدفاع عن ارضه وبضرورة تحرير كامل الاراضي اللبنانية المحتلة وحماية الثروة النفطية والغازية الموجودة في لبنان وضرورة استعادة العافية الاقتصادية والدورة الاقتصادية، وللاسف صار هناك نمطاً حيث تُعلّم العائلات اولادها وتدفع الاموال الطائلة ليذهب اولادهم ليعملوا خارج لبنان وكأن المادة الاساسية التي يصدرها لبنان الى الخارج هي عقول وطاقات ابنائه.
في الخيارات الاقليمية والعربية، نحن نؤمن بضرورة الانتصار على العدو الاسرائيلي المغتصب لفلسطين وهذه هي الطريقة الوحيدة كي ترتاح الامة ولبنان ويستطيع اخواننا الفلسطينيون من العودة الى اراضيهم بدل الحديث عن مشاريع التطبيع وتصفية حق العودة والتوطين ومشاريع صفقة القرن وغيرها من القضايا التي يرفضها الفلسطينيون قبل اللبنانيين.
ويضيف : انا اؤمن بضرورة ان يستقر الوضع في سوريا وطالما ان فلسطين محتلة فلبنان لا يمكنه الا ان يتنفس الا من خلال الرئة السورية، لذلك على لبنان ان يكون على علاقة جيدة بالدولة السورية بغض النظر عن طبيعة الحكم والنظام، ومن مصلحة لبنان ان يكون هناك دولة سورية قوية وقادرة ان تحفظ امنها وامن لبنان.
ويعتبر ان ما تعيشه المنطقة اليوم هو نتاج سياسات خاطئة ارتكبت من قبل من ادار هذه المنطقة سواء اكانوا عرباً او غيرهم او قوى اقليمية ودولية طامحة الى وضع يدها على مقدرات المنطقة.
المنطقة اليوم على شفير بركان ونأمل ان يسبق العقل والحكمة الانفعالات وتفجير المنطقة او حروب جديدة لان الكلفة ستكون باهظة على الجميع.
وعن علاقته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر ولاسيما انه تحالف معهما في الانتخابات النيابية الاخيرة، يقول البزري ان الرئيس عون رئيس لكل اللبنانيين وهو على علاقة طيبة معه ويعتبره مثالاً للرئيس اللبناني الذي يريد دولة قوية وموحدة ودافع عن مؤسسات الدولة وكلنا نعرف مواقفه المشرفة خلال ازمة احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري وهو يدعم المقاومة وخيارها ويدعم الجيش اللبناني وحقه في ان يكون جيشاً قوياً ويدعم حق السوري في سوريا وحق الفلسطيني في فلسطين. ويعتبر الرئيس عون ان العلاقة مع الدول العربية يجب ان تكون علاقة اخوية ومحترمة ومتوازنة وندية وكذلك ان تكون مماثلة مع المجتمع الدولي.
ولبنان كما يطرح الرئيس عون يمكنه ان يكون مركزاً لحوار الحضارات ويساهم في تحقيق ذلك مع الحاجة الى الحوار بدل الصدام في المنطقة اليوم.
وعن علاقته بالتيار الوطني الحر، فيقول البزري انها علاقة جيدة وقد تحالفنا سوية في الانتخابات الاخيرة وله علاقات واسعة مع القوى التي تحالفت معه والتي لم تتحالف معه ونحن اليوم على علاقة عمل جيدة معه.
وعن علاقته بحزب الله والمقاومة، فيشير البزري على ان رغم الموقف السلبي لحزب الله منه انتخابياً وحكومياً، الا انه يحترم دوره وتضحياته في تحرير الارض والدفع عن لبنان ويعتبر ان لا يمكن الاستغناء عن خيار المقاومة لطالما هناك إحتلال للاراضي اللبنانية.
وعن علاقته بالنائب اسامة سعد، فيقول البزري انه شخصية وطنية موجودة في صيدا وهو احد نائبي المدينة، ونتعاون مع الدكتور اسامة والنائب السيدة بهية الحريري مع ما يخدم صيدا ومصلحتها ونعتبر ان القراءات المختلفة في السياسة شيء والانماء ومصلحة صيدا شيء آخر.
ويصف البزري رئيس مجلس النواب نبيه بري بالشخصية الوطنية الكبيرة ولها دور كبير ولا نقطع العلاقة معه رغم موقفه السلبي مني في الانتخابات النيابية الاخيرة.
وعن علاقته بالرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل والنائب بهية الحريري، يؤكد البزري ان الرئيس الحريري والسيدة الحريري يمثلان شريحة واسعة ونختلف في نقاط محددة وقد نلتقي في قضايا انمائية ولمصلحة صيدا وقد نختلف في نقاط محلية واقليمية.
وفي ملف النفايات والروائح المنبعثة من مكبات صيدا وبعد الصرخة التي تصاعدت في الايام الماضية من اهالي المدينة، يؤكد البزري ان لا يمكن لاي مدينة او منطقة لبنانية ان تحل ازمتها لوحدها بمعزل عن المخطط التوجيهي للدولة في لبنان. والدولة لا تقوم بواجباتها ويجب ان يكون هناك معالم واضحة لخطة النفايات: اين تنقل؟ واين تعالج؟ واين تطمر؟وكيف نُدوّرها؟ وماذا نفعل بالمواد المُدّورة؟
مشكلة النفايات في صيدا مزمنة ولا يمكن ان نزجها في الخلافات السياسية او النكايات بل يجب حلها من ضمن المخطط التوجيهي الكامل للدولة والذي يجب ان يشمل كل لبنان.