كلمة النائب طه ناجي في جلسات مناقشة موازنة ٢٠٢٤ في المجلس النيابي
دولة الرئيس .. الزملاء النواب ..
بداية .. أفتتح بالتحية لغزة .. ولأهل غزة .. ولصمود غزة .. وبالتحية لكل مقاوم شريف يدافع عن الأرض والعرض والكرامة .
وانا الآتي من طرابلس .. طرابلس وبالرغم من فَقرٍ يعتريها .. ورغم تصنيفها بأفقر مدينة على المتوسط ، إلا أنها بجمالها وأهلها وتاريخها هي عروس البحر المتوسط .. وجوهرة هذا البحر ولؤلؤته .. طرابلس تنتظر إطلاق العمل بمطار رنيه معوض في القليعات .. وهي بحاجة الى استكمال وتفعيل مرافقها وهي عديدة: مرفأُها ، معرضها ، منطقتها الإقتصادية الخاصة ، مصفاتها ، سكتها الحديد ، معالجة ابنيتها المتصدعة، محطة تكرير صرفها الصحي ،مطمرها ، جبل نفايتها ، آثارها وأسواقها التراثية فالعام 2024 هو عامها كعاصمة للثقافة العربية .
ويهمنا ايضاً إنصاف عائلاتها المستورة كي يشملهم برنامجا “أمان” و”العائلات الأكثر فقراً ” فإن العديد العديد منهم لم يتسنَ له أن يتسجل فيهما أو بأحدهما .. ولا بد من أن يُفتح المجال أمامهم لدورة وجولة أخرى للتسجيل والإنضمام
وأما في الكهرباء .. فعندي سؤالٌ لا أجد له جواباً الى الآن لماذا لا تضاعف ساعات التغذية طالما ان اسعارها أرتفعت والجباية بلسان مسؤوليها تفوق 80 % ومن جميع المناطق..
وأما عن آفة المخدرات فهي وللأسف تمتد وتتوسع في أرجاء الوطن .. فهي بحاجة الى اليد الضاربة ، والعين الساهرة ، والقرار الحاسم والجازم ، والإنقضاض على شبكات التجار والمروجين .. فالخطر كبير.. والكل يعلم الوضع المتردي الذي وصل إليه الحال.
واما في الموازنة
فإن من ينظر في موادها وبنودها لا يخفى عليه أننا في لبنان نحتاج الى ورشة إصلاحية كبرى.. تصحح المفاهيم وتفتح الآفاق والرؤى.. فتصوروا معي ياسادة أن نصيب
– وزارة الأقتصاد من مجموع الموازنة 5 أسهم من الف
– ووزارة الزراعة 3 أسهم من ألف
– ووزارات البيئة والشباب والرياضة و الصناعة فموازنة كلٍ منها ربع سهم من الف
هذا نصاب بعض الوزارات فما هو نصيب المواطنين من هذه الموازنة ؟ الجواب : إن الرسوم والضرائب تضاعفت 46 ضِعفًا بينما رواتب الموظفين وفي أفضل الأحوال لم تتجاوز 7 أضعاف .. وإن سألتم عن المتقاعدين فرواتبهم وأخبارهم تلامس الكارثة .. فكل ما في البلاد” تدولر” إلا رواتبهم وتعويضاتهم .. فهي مازالت بالليرة اللبنانية وعلى دولار 1500 ليرة .. الإستشفاء بالدولار .. والدواء بالدولار .. والبنزين والمازوت والغاز بالدولار .. وأقساط المدارس والجامعات بالدولار .. فهلّا نظرتم إليهم بعين المسؤولية والإنصاف !..كما ان اللبنانيين ينتظرون بفارغ الصبرعودة أموالهم المحجوزة في المصارف وأنّ يروا خطط التعافي ليعود الأمل بغدٍ أفضل مما نحن فيه
وختامُ كلامي صرخة لا تحنمل التأجيل ولا التسويف ولا التمهل ولا الإنتظار .. إنها لأولئك المرضى ذوي الأمراض الصعبة الذين ينتظرون دواءهم في وقته المحدد ليأملوا بالشفاء ..فلا تساوموهم ولا تحبطوا آمالهم بالحصول على علاجهم .. ومثلهم مرضى غسيل الكلى ..
فلئن كنا نتفهم ان تكون موازنة وزارة الدفاع الوطني نحو 20% من موازنة البلد ، فإننا نتفهم أيضاً ان تكون موازنة وزارة الصحة العامة قد بلغت 13 % من مجموع الموازنة ولكن بشرط أن لا يدفع أي مريض غسل كلى قرشا واحد في اي مستشفى خاص او حكومي و ان تؤمّن جميع ادوية الامراض السرطانية ومثيلاتها لجميع المرضى ..وفي الختام
اتوجه الى المسؤولين قائلاً : يا أيها المسؤولون لا تسجلوا على أنفسِكم انه في عهدكم مات مريض بإهمال أو بتقصير منكم.