لمن يقدم باسيل “اوراق اعتماد” بغيابه عن سوريا؟
علي ضاحي/خاص موقع takarir.net
رغم الرسائل المرمزة حيناً والمشفرة احياناً والصريحة والواضحة احياناً اخرى، لا يزال كل من حzب الله ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل يتمسكان بــ”شعرة رفيعة” بينهما، وهي عدم مبادرة اي من الفريقين الى الخروج من تفاهم مار مخايل والطلاق مع الطرف الآخر، مهما اشتد الخلاف وكبر وتفاقم بين المحازبين والمناصرين.
وإذا كان نائب الامين العام لحzب الله الشيخ ن3يم قاssم اعلن عن توجه قد “يخدم” الطرفين ويبقي تفاهم مار مخايل “حياً” رغم معاناته مع “المرض الرئاسي والسياسي” المزمن بينهما، عندما ربط إعادة إحيائه بإنتهاء لملف الرئاسي، يربط حzب الله انتهاء مصير التفاهم بإعلان باسيل الخروج منه، لأن حzب الله ليس من عادته ومبادئه ان يتخلى عن حليف او صديق مهما كانت الاسباب. لكنه لن يقف حجر عثرة عندما يشعر الحليف والمقصود فيه هنا باسيل، ان التفاهم اصبح عبئاً عليه، وانه سيتخلى عنه وعن الحزب.
وتقول اوساط مطلعة على جو حzب الله ان السقف الذي اعلنه الامين العام الssيد حssن نssرالله، هو سقف لا يمكن القفز فوقه. لذلك لن يسمع احد من حzب الله انه يعلن انتهاء تفاهم 6 شباط او انه يخرج من علاقة مع اي حليف وباسيل وما يمثله مسيحياً خصوصاً.
وفي حين يبقي حzب الله انعاش التفاهم بعد “تفريزه” حتى إضاءة قصر بعبدا من جديد، مفتوحاً على بوابة “الامل” والتطورات المستقبلية، يتعاطى حلفاء حارة حريك في 8 آذار بقلق اكبر ويسألون عن المرحلة السياسية التي ليس فيها تحالف مع “التيار الوطني الحر”، ويبنون حساباتهم وتوقعاتهم على إعادة الحسابات السياسية، واعتبار ان باسيل ومع رفع “دوز التصعيد” والانتقاد ضد حzب الله ليقدم اوراق اعتمادات في اتجاه تموضع سياسي جديد.
وفي السياق يؤكد قيادي رفيع المستوى في 8 آذار، ان من المبكر الحديث عن تموضع سياسي جديد ضد المقاwمة وحzب الله يقوده باسيل، وذلك قبل اعلان باسيل رسمياً انه خرج من تفاهم “مار مخايل”.
ويشير الى ان فريق 8 آذار وقبل مواقف باسيل المتغيرة، كان لديه “نقزة” منه وخصوصاً في ملف العلاقات السياسية والحزبية، ولا سيما الانتخابات النيابية الاخيرة والتي بات معلوماً ان حصة باسيل فيها، اتت على حساب الاحزاب القومية والبعثية والناصرية والدرزية والسنية الحليفة لحzب الله.
ورغم كل ذلك ليس صحياً او صحيحاً في السياسة، ان تعلن 8 آذار بكل احزابها بما فيها “الثنائي الشيعي”، انهم يتخلون عن باسيل لتبدل مواقفه، طالما ان هذه المواقف لا تزال في الإطار السياسي والشعبوي والحزبي.
ويؤكد القيادي ان من الملاحظات الاخيرة ايضاً وفي ازمة سوريا، عدم مبادرة باسيل الى زيارتها شخصياً وليس ايفاد وزيرين يدوران في فلك الرئيس ميشال عون وباسيل (عبدالله بوحبيب وهكتور الحجار)، ولقاء الرئيس بشار الاسد للتضامن معه في محنة بلاده الانسانية.
ويرى القيادي ان الزلزال والتضامن مع سوريا كان سيشكل “فرصة هامة”، لإنجاز الزيارة المؤجلة منذ اكثر من عام لباسيل الى سوريا، والتي اوفد لانجازها قبل عام ايضاً وفداً ترأسه الوزير السابق طارق الخطيب والتقى الأمين القطري المساعد لـ”حزب البعث العربي الاشتراكي” هلال هلال.
ويرى القيادي ان باسيل ومع رفع “دوز التصعيد” مع حzب الله، يريد تجنب “الاحراج” السياسي بعدم زيارة الشام ولقاء الاسد، وخصوصاً انه يتوجه الى قطر قريباً ومجدداً للبحث في رفع العقوبات الاميركية عليه. وبات معروفاً ان امير قطر يسعى لذلك مع الاميركيين ويكلف مكتب محاماة قطري واميركي لمساعدة باسيل على ذلك.
من جانبه يؤكد قيادي بارز في “التيار الوطني الحر”، ان باسيل لن يعلن لا هو ولا اي قيادي في “التيار”، الطلاق مع حzب الله او الخروج من مار مخايل، وربما يكون المخرج هو اعادة البحث في العلاقة بعد انتخاب الرئيس كما قال الشيخ قاسم.
ويرفض القيادي ما يقال عن تموضع سياسي جديد لباسيل ضد حzب الله، وانه يقدم اوراق اعتماد للاميركيين والخليجيين لرفع العقوبات عنه.
ويسأل ما هي الضمانات ان يرفع الاميركي العقوبات عنه، اذا ما فك علاقته مع حzب الله رغم ان اساس العقوبات المجحفة والمتجنية على باسيل لرفضه فك الارتباط مع حارة حريك؟
وعن زيارة باسيل الى سوريا، يكشف القيادي انها واردة في اي لحظة، وباسيل لم يكن بعيداً من سوريا وازمتها. واخيراً عبّر عن مواقف متضامنة معها، ودعا الى رفع العقوبات، واوفد وفداً نيابياً للتعزية في السفارة السورية وكان من داعمي الوفد الوزاري الى دمشق وتمثيل وزيرين فيها من “اصدقاء” التيار.