حسين المولى خاص تقارير.نت
ليس الميزان آلة توزن بها الأشياء التجارية فقط، بل هو علامة ظاهرة أو باطنة ، تبين لنا الكثير من مضامين القضايا الحياتية، التي نستطيع الحكم عليها، كإنصاف المظلوم من الظالم ، وهو ما يعرف بالعدل أو عدالة الحكم.
إن الله تعالى جعل من الميزان أساسا لاستقرار الحياة، ورد ذلك في آيات عديدة من القرآن الكريم، منها في سورة الرحمن:” والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان” أي لا تتجاوزوا فيه العدل والحق إلى البخس والباطل.
كما جاء في سورة الحديد ” لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ” أي بالعدل.
كم يحزنني اليوم وانا أكتب عن ميزان العدل ، أن شعوبا كثيرة تم ظلمها وهضم حقوقها، باسم العدل الدولي المتمثل اليوم بالأمم المتحدة واجهزتها من مجلس أمن ومحكمة عدل وهيئات اخرى، التي يخضع قرارها لهيمنة دول عديدة منها الولايات المتحدة الأميركية
أما في بلدنا لبنان فحدث ولا حرج عن قضاء لا يعمل إلا في المواسم السياسية أو نتيجة فضيحة معينة كفضائح الفساد الذي دخل موسوعة غينيس العالمية من حيث الأرقام التي تكاد تكون أرقاما فلكية، والحبل على الجرار ، ولمناسبة الحديث عن الفساد، فمن الخطورة بل الكارثة الكبرى ان تحمي الطوائف فاسديها، او سارقيها، وعندها لا تقوم قيامة لوطن ولا يستقيم عدل ولا يحل أمن وأمان ، وعلى لبنان السلام واستشهد هنا بقول مولى المتقين علي عليه السلام:
رحم الله امرأ تفكر فاعتبر واعتبر فأبصر.
ألم يتعظ اللبنانيون بعد من تجارب الماضي المريرة؟