“عامل” في الخطوط الأمامية لمواجهة الكوليرا..ومهنا: الحماية منه مسؤولية محلية ودولية
أعلنت مؤسسة عامل الدولية أنها وضعت كافة قدراتها البشرية واللوجستية الموزعة على مراكزها الـ30 وعياداتها النقالة وفرق الاستجابة السريعة في كل أنحاء لبنان، ضمن خطة طوارئ شاملة دخلت حيز التنفيذ عقب الإعلان عن تفشي حالات الإصابة بالكوليرا في مناطق مختلفة من لبنان، للمرة الأولى بعد 29 عاماً على اختفائها.
وكجزء من خطتها، تولت “عامل” بالشراكة مع الصليب الأحمر اللبناني وأطباء بلا حدود و”ميدير”، حملة اللقاحات ضد الكوليرا في مختلف المناطق اللبنانية التي أطلقتها وزارة الصحة بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين في لبنان يوم السبت في 12 تشرين الثاني، اذ تتركز مهمات حملة اللقاحات في المرحلة الأولى ضمن أنحاء مختلفة من شمال لبنان وبقاعه حيث تشكّل نسب الإصابة بالكوليرا في تلك المناطق الأعلى على مستوى لبنان، وهي حملة لقاحات تعتمد على الزيارات المنزلية ضمن البيوت والمخيمات في المناطق المستهدفة، إضافة إلى العمل الوثيق مع البلديات وهيئاتها لتوفير مراكز لقاح متاحة للجميع وتخفيف الضغط عن المرافق الصحية.
آلاف الأشخاص بينهم لبنانيين ولاجئين ضمن المناطق المختلفة في شمال لبنان والبقاع تم الوصول إليهم باللقاح وبجلسات التثقيف المنزلية، حيث تستمر الحملة لمدة ثلاثة أسابيع، لتنتقل لاحقاً إلى مناطق إضافية، بهدف تغطية كافة الأراضي اللبنانية.
تدريبات مكثفة
فريق “عامل” الميداني المتخصص بالاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، والذي تولى الاستجابة لتفشي جائحة كوفيد19 المجتمعي خلال العامين المنصرمين، خضع لمجموعة من التدريبات خلال الإسبوعين الماضيين، في إطار حملة اللقاحات ومختلف مستويات التدخل التي تقوم بها المؤسسة في سياق خطتها للاستجابة، أبرزها المساهمة في جمع عينات من مصادر المياه في البلدات والقرى للتأكد من سلامتها، وتثقيف المجتمعات المحلية حول وباء الكوليرا أسبابه ورق الوقاية منه وعلاجه، بالتزامن مع تخصيص فرق استجابة ونقاط تجمع لتوفير المصل والعلاجات المطلوبة لمصابي الكوليرا في حال اتسعت رقعة الوباء في لبنان ووصل مرحلة التفشي المجتمعي.
علاج منزلي
العلاج المنزلي هو أبرز التدخلات التي تتحضر لها فرق مؤسسة عامل الطبية، بهدف التخفيف عن القطاع الصحي، بالتعاون مع البلديات والمجتمع المحلي، وذلك بناء على الدروس المستفادة والخبرة التي راكمها الفريق منذ العام 2020 في مجال الاستجابة للطوارئ الصحية وخصوصاً الأوبئة، فيما تقوم المؤسسة على الصعيد المركزي بحث المجتمع الدولي على توفير الدعم المادي واللوجستي للبنان ليكون قادراً على احتواء تفشي الكوليرا.
مهنا
وقد علّق رئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنا على إطلاق الخطة أثناء زيارة ميدانية إلى البقاع، بأن “عامل” لن تتوانى عن القيام بدورها في مكافحة كل الأمراض والأوبئة التي تهدد حياة واستقرار سكان لبنان سواء كانت تلك الأوبئة صحة أم اجتماعية أم فكرية، مهما كانت الامكانيات متواضعة، مؤكداً أن الخبرة التي راكمتها المؤسسة خلال مسيرتها تتيح لها التدخل الفعّال في مختلف الظروف وفق مقاربة تحفظ كرامة الناس وتستجيب لحاجاتهم بأفضل شكل ممكن.
وخاطب مهنا الطبقة السياسية في لبنان، داعياً إلى الاحتكام إلى الضمير في التعاطي مع أزمات لبنان المتلاحقة، والتي لن يسلم منها أحد، والإسراع في ايجاد الحلول لقطاعات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والصحة التي تؤثر بشكل مفصلي على تعزيز الاستجابة لتفشي وباء الكوليرا، مطالباً المجتمع الدولي العمل من خلال الفاعلين المحليين المطلعين بشكل ميداني على الوضع وتمكينهم للوقوف إلى جانب سكان لبنان في هذه المحنة، ورفع كل أشكال الحصار الاقتصادي المفروض على لبنان.
وقال مهنا: “نحن في عامل تسير عملنا فكرة واحدة، وهي فكرة المواجهة، مواجهة الأزمات سواء كانت صحية او اجتماعية بعقل هادئ وروح نضالية، وعدم الوقوف عند الحدود الجغرافية، من خلال تعاون موسع واعتراف بأن الإنسانية اليوم، هي مهددة في كل مكان على هذا الكوكب، ويجب أن نعمل معاً، وقد كانت جائحة كوفيد19 مثالاً على هذا الأمر، وإن تفشي وباء الكوليرا في سوريا ولبنان هو خطر على المنطقة كلها، وواجب مساعدة هذه المجتمعات الضعيفة بالتصدي للأوبئة هي مسؤولية عالمية”.
وفي الختام توجه د. مهنا إلى الناس بالقول: “إن حياتنا ملك لقضية الإنسان وكرامته، في السلم وفي الحرب وفي المآسي والأوبئة، لن تتخلى “عامل” عن واجبها اتجاهكم والعمل باستمرار من أجل صون الكرامة الإنسانية المنتهكة في هذا الزمن الصعب.
إن التعاون بإشراف وزارة الصحة العامة مع المنظمات الدولية والمنظمات الإنسانية المحلية هي خطوة جيدة من أجل الوصول إلى الهدف المنشود المتمثل بتوفير اللقاح لـ70 % من الأهالي، ولكن تبقى القضية الأساسية في إعادة تأهيل البنية التحتية خاصة فيما يتعلق بالمياه الصحالحة للشرب والري والصرف الصحي الآمن.