علي ضاحي لوكالة “هاور”: لا خوف على انتخابات الداخل…وحzب الله مطمئن الى النتائج
وكالة هاور للانباء
تتواصل المناكفات السياسية في لبنان على أعتاب يوم الاستحقاق الانتخابي المرتقب، وقد فشلت مساعي طرح الثقة بوزير الخارجية اللبناني، لعدم اكتمال النصاب، فيما اتهم جبران باسيل خصومه بمحاولة تحميل التيار مآلات ما حصل في ملف اقتراع المغتربين وذلك في ظل قلق كبير تبديه الوفود الدبلوماسية إلى لبنان، جراء الأحاديث المستمرة حول تعطيل الانتخابات.
لم يكف الحديث يوماً عن تعطيل الانتخابات في لبنان، فمنذ الإعلان عن موعدها ومؤامرات التأجيل أو التطيير بات هناك سيناريو حاضر في السجالات السياسية، هل تأتي في موعدها؟ هل تتأخر عنه؟ هل تتحرر من التزامها وتترك البلاد في مشهد ضبابي مفتوح؟ كلّها أسئلة تتكرر وما تزال، ولن يكون أي جواب شافيًا قبل 15 أيار/ مايو المقبل.
وتستمر الشكوك هذه على الرغم من أن المتهم بمحاولة تعطيلها هو المستفيد الأول من إجرائها، فمصلحته التي تمتد لتغطي مصالح حلفائه، لا سيما “التيار الوطني الحر”، تصب في الوصول إلى يوم الاستحقاق الانتخابي بتاريخه المتفق عليه، دون زيادة أو نقصان، سواء في انتخابات الداخل أو اقتراع المغتربين، الذين وصلت صناديقهم إلى أستراليا بأعطالٍ، مهما كبرت واتسعت، لا يبدو بأن الانتخابات ستسقط منها.
وفي حديث لوكالتنا، أكد الكاتب والصحافي وناشر موقع “takarir.net”، علي ضاحي، أن “الانتخابات ستحصل حتمًا في 15 أيار/ مايو، وسنكون بعد انقضاء عطلة عيد الفطر أمام ورشة انتخابية، وستدخل الحكومة فعليًا في كوما الانتخابات (جمود بسبب مشاورات الانتخابات) وكذلك مجلس النواب. وسنشهد المزيد من السجالات السياسية الطبيعية في ملف الانتخابات، التي تؤكد كل المؤشرات أنها ستجري في موعدها”.
وقال ضاحي: “من الواضح أن ما تحدث به أمين عام حzب الله، الssيد حssن نssر الله منذ فترة، عن محاولة أميركية سعودية لتطيير الانتخابات، أصبح وراءنا، رغم كل المؤشرات التي تؤكد فوز حzب الله وحلفائه والتيار الوطني الحر بغالبية مقاعد المجلس النيابي، أي بين 70 و75 نائبًا. ولكن لا مجال في لبنان إلا أن يكون الحكم تشاركيًا وتوافقيًا. فنظام الطوائف والمحاصصة الطائفية تمنع استئثار فرد أو طائفة أو حزب أو جهة واحدة بكل مقدرات البلد ومقوماته”.
إذًا الانتخابات قائمة لا محال، هذا ما يميل إليه ضيفنا، مؤكدًا “أن لبنان اليوم أمام انتخابات ستجرى، ومن الواضح أن محاولة القوات طرح الثقة بوزير الخارجية تنبع من أهداف سياسية وانتخابية. وعدم حضور حزبي القوات والاشتراكي وفقد النصاب يؤكد أن السعودية وأميركا لا تريدان تطيير الانتخابات، وستكون انتخابات بمن حضر، فمع أن الحضور السني فيها ضعيف بسبب مقاطعة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، إلا الانتخابات حاضرة بكل مكوناتها”.
وعن أي طارئ مفاجئ يقلب الطاولة، قال ضاحي: “لن يكون هناك مفاجآت، ولكن علينا انتظار أي حادث، وربما يكون حادثًا كبيرًا كعملية اغتيال أو حدثٍ أمني ضخم يفجر البلد ويمنع الانتخابات. ولكن لا مؤشرات أو معطيات عن هذا الأمر”.
اقتراع المنتخبين.. لعبة تبادل الاتهامات
يبحث المغتربون في أستراليا عن أسمائهم في لوائح الشطب، فيما تنتظر الصناديق المتضررة استقدام صناديق تخلفها في 6 أيار. صورة تعكس حالة من الفوضى في عملية تنظيم انتخابات المغتربين، فوضى يبدو أنها لا تخرج عن دائرة السجال السياسي الإعلامي، وتسجيل المواقف خلال الوقت الضائع قبيل يوم الاستحقاق خارج لبنان.
وعن المزايدة السياسية على طاولة الاغتراب، أوضح علي ضاحي: “يوجد قصور وتقصير من وزارة الخارجية والمغتربين بحكم إمكاناتها البسيطة، وبسبب انهيار العملة اللبنانية وكلفة الانتخابات بالاغتراب بالدولار، وجميع ذلك يؤثر في الأمر، بالإضافة إلى الأعطال التقنية، فمن المؤكد أن هناك أخطاء في التسجيل، ففي استراليا، الشكوى اليوم هي أن العائلة الواحدة ستنتخب بعيدًا عن مكان سكنها، وبعد أن أخطأت القوات اللبنانية في تسجيل مغتربيها، حاولت رمي التهمة على وزارة الخارجية المحسوبة على التيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل، والمزايدة في السياسة لا أكثر من ذلك ولا أقل”.
ولكن مهما بلغ حجم الأعطال تلك، ربما، ليس منطقيًا أن تقدر على مواجهة موعد الانتخابات المقرر وتتجاوزه.
وفي ذلك يؤكد ضاحي أن “انتخابات المغتربين ما تزال قائمة، وأعتقد أن الخطأ مقبول وأن المغتربين سيصوتون بكل راحة وشفافية. لذلك لا مشكلة في المسألة، والأخطاء تقع وهذا طبيعي، وبعض التقصير التقني والمالي والبشري قد يكوم موجودًا، ولكن لا أعتقد أن تجري محاولة تعطيل الانتخابات عبر تعطيل اقتراع المغتربين”.
نتائج الانتخابات بين اطمئنان الحلفاء والتطورات الإقليمية
لا يبدو بأن في لبنان مكوّنٌ سياسي مطمئن إلى وضعه في الانتخابات النيابية كما يفعل “حzب الله”، التي تظهر نتائجه محسومة وبقوة في التمثيل النيابي، مع غطاء يظل حلفاءه، لا سيما التيار الوطني الحر. ارتياح سياسي يعيشه الحزب والحلفاء، ويرجع إلى البيت الداخلي، في ظل داعمة إقليمية ودولية، ترجّح كفتهما في ميزان الثقل السياسي في لبنان.
فمن لبنان إلى سوريا، مرورًا بالعراق واليمن، وصولًا إلى إيران والسعودية، نسق لا يمكن قطعه بأي حال من الأحوال عند قراءة المشهد في لبنان. ولا يكاد يخفى على أحد أن جميع ما حدث ويحدث من تطورات خارج الساحة اللبناني ينعكس لا محال في تفاصيل بنيته السياسية.
وفي الحديث عن بطاقات المتغيرات الخارجية وقوة تأثيرها، يؤكد علي ضاحي أن “لبنان يتأثر بالملف الإقليمي، وهذا طبيعي، وثمة مؤشرات على أن اتفاقًا يحدث، فرئيس الوزراء العراقي يقول إن الجولة الخامسة بين الرياض وطهران كانت إيجابية برعايته في بغداد. ومن الطبيعي أن يستفيد لبنان من أي تفاهم إيراني سعودي، وهناك كلام عن إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي في القريب، بعد رفع الحرss الثوrي في إيران عن لائحة العقوبات الأميركية”.
ويخلص ضاحي إلى أن “المؤشرات الإقليمية والدولية تصب في مصلحة حzب الله وحلفائه في لبنان وليس العكس. كل هذا في ظل تراجع واضح لمحور أميركا والسعودية، ابتداء من عزل سعد الحريري وصولًا إلى ضعف الصوت السني وضعف حلفاء الرياض. فالقوات اليوم تفتقر إلى الشريك السني بعد إقصاء الحريري، وأيضًا وليد جنبلاط حليف الرياض وواشنطن يفتقر إلى الرافعة السنية، لذلك نحن أمام حلفاء لأميركا والسعودية ضعفاء مشتتون، وستأتي النتائج على خلاف ما يروجون له”.
ويستكمل ضاحي حديثه: “نعم، حzب الله مطمئن، وكذلك حلفاؤه، ولكن لا نريد أن نسكر بهذا الاطمئنان، فالبلد اليوم لا يحتمل أن يحكمه طرف واحد، ولا قدرة ولا مصلحة لحzب الله أن يحكم لوحده، أو أن يكون له ثلثا مجلس النواب، لذلك سيسعى إلى حكومة ائتلافية تضم كل الأطراف”.
ويشدد ضاحي على أن “رئيس الجمهورية لديه التمثيل الشعبي والنيابي والسياسي، وهو لا يسعى إلى عزل أحد أو الاستفراد بأحد أو الجلوس على سدة الحكم في بلد مفلس. لذلك الحكم والإنقاذ لا يكون إلا توافقيًا بين كل المكونات السياسية والطائفية”.