صوت “المستقبل” مشتت…وبعد سعد بهاء الحريري يتجه الى العزوف؟
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الخميس 17 شباط 2022
“نصف الحقيقة المُرة” تجرّعها جمهور “تيار المستقبل” والرئيس سعد الحريري مع إعلانه بشكل واضح انه لن يترشح هو وعائلته وكل نواب “المستقبل” والكوادر الحزبيين، كما لن يدعم او يُزكّي او يُسمّي اي مرشح لا كسعد الحريري ولا كتيار وكتلة “المستقبل”، وبالتالي رمى الكرة في ملعب نوابه ومناصريه والفاعليات السنية والعشائر من غير الحزبيين ليقوموا بما يراه مناسباً.
وتؤكد اوساط سنية مطلعة على جو الحريري ودار الفتوى، ان في زيارتيه الخاطفتين الى لبنان، التقى خلالها الحريري نواب وكوادر “المستقبل”، وايضاً شخصيات عدة من مختلف المناطق اللبنانية، لم يتجاوزوا العشرة، وهم يعتبرون من المفاتيح المالية والانتخابية والعشائرية والسياسية للحريري و”المستقبل”. وتبلّغ هؤلاء من الحريري ، بشكل شخصي فرداً فرداً، انه يعني كل كلمة قالها، وانه لن يترشح، ويعلق عمله السياسي وعائلته ايضاً، لكن “تيار المستقبل” باق كحزب وكجمعيات، وحتى وسائل اعلامه ومكاتبه الحزبية والخدماتية باقية بما تبقى لها من امكانات. وبالتالي ترك الحريري الحرية بالتصويت والاقتراع لكل جماهير ومحازبي “المستقبل”، وايضاً الترشح لمن يستقيل حزبياً ولا يترشح بأي صفة من الصفات باسمه وباسم “المستقبل”.
في المقابل، تؤكد الاوساط نفسها، ان عودة بهاء الحريري الى لبنان باتت صعبة، خصوصاً بعد الحشود التي تجمهرت لتأكيد “زعامة” شقيقه سعد في ذكرى 14 شباط، وتمنُعّ العديد من الشخصيات السنية والدينية عن دعمه علناً وبروز “ضعف” تأييده السني الشعبي.
ويتردد وفق الاوساط نفسها، وفي الكواليس الضيقة، ان بهاء لن يترشح شخصياً.
اما بالنسبة لموقف دار الفتوى، فتؤكد الاوساط السنية نفسها، ان دار الفتوى تترقب اليوم وتنتظر معرفة هوية المرشحين السنّة البارزين، وهي تحث السنة على المشاركة في الانتخابات النيابية وترفض المقاطعة السنية، وتدعو الى الاقتراع والترشح، ولكن من دون اعلان دعمها لأي مرشح، وتؤكد انها على مسافة واحدة من الجميع. وتلمح الاوساط نفسها الى ان دار الفتوى “ضمنياً”، تنتظر الموقف السعودي النهائي واسم الشخصية او الشخصيات او الحزب السني الذي ستدعمه الرياض.
ومع استمرار الضبابية السنية في محيط سنّة “المستقبل” والمؤيدين له بعد عزوف الحريري، وفي ظل الحراك لسنة 8 آذار والقوى ذات التوجّه الاسلامي، برزت في اليومين الماضيين معلومات في المجالس الطرابلسية الضيقة عن توجه سعودي، لدعم حركة الوزير السابق اللواء اشرف ريفي الانتخابية ومباركة تحالفه مع “القوات”، وهذه المعلومات تؤكدها الاوساط السنية نفسها، وان ريفي في صدد إطلاق “مواقف انتخابية وسياسية متقدمة” في مقابلة مرئية مع موقع الكتروني شمالي تبث خلال ساعات، وان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري سيثني على مواقف ريفي “الرافضة” لتوجه حzب الله وايrان وسياستهما في لبنان، وهذا الثناء من السفير السعودي سيفسر سنياً انه دعم من السعودية لريفي.
في المقابل، تنفي اوساط ريفي لـ “الديار” ان هناك توجهاً سعودياً مماثلاً او اعلان السعودية موقفا داعما لريفي، وتضيف: ما نعرفه ان السعودية لا تتدخل في الشأن اللبناني والانتخابي، وان المقابلة التي يحكى عنها لم تجر بعد، وتؤكد ان ريفي يترقب على مستوى ترشيحه شخصياً ولم يحسم القرار بعد، ولكن التحالفات ستكون مع “القوات” والقوى “السيادية والتغييرية”.