لا موفد لميقاتي الى الرياض… ولا زيارة سياسية له او للعمرة اليها!
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الخميس 16 كانون الاول 2021
بين نيسان وتشرين الثاني 2021 عقد الجانبان الايراني والسعودي، 5 جلسات بطابع امني واستراتيجي وسياسي، بينما عقد الجانبان منذ ثلاثة ايام وفق اوساط ديبلوماسية عربية في بيروت جلسة سادسة هي الاهم على الإطلاق بينهما، حيث عقدت في المعهد العربي لدراسات الأمن ومقره عمان في الأردن.
وتضيف الاوساط انها الاهم ، لأنها تركزت على حوار امني وتقني بين الجانبين ومتعلق بملف اليمن وانهاء الصراع والتوتر بين الجانبين، والاهم هو ” تعزيز مناخ الثقة والحوار” بينهما. وطبعاً تطرقت وفق ما اعلن رسمياً الى عدد ” من القضايا الأمنية والتقنية ركزت على الحد من تهديد الصواريخ واليات الإطلاق، والاجراءات الفنية لبناء الثقة بين الطرفين وتحديدا فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي، والتعاون في مجال الوقود النووي ومحاور اخرى”.
وتكشف الاوساط البارزة نفسها ان ” جلسة عمان” ستفتح الباب على ما يبدو على جلسات متلاحقة وقريبة زمنياً للوصول الى نقاط مشتركة للبناء عليها.
في المقابل، تكشف الاوساط ان تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على هامش القمة الخليجية ، والتي اعلن فيها التوجه لانهاء حرب اليمن، وكذلك تصريحات وزير الخارجية السعودي والذي لمح فيها الى ” ايجابية” مع ايران، تصب في إطار ان العلاقة بين ايران والسعودية انهت كسر الجليد وهي تسعى للتقدم في اكثر من ملف يعني البلدين.
وبين اليمن وفيينا والمحادثات الثنائية بين الرياض وطهران، يترنح لبنان تحت وطأة ازماته، بينما تراهن القيادات السياسية، لا سيما الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي على تقارب ايراني-سعودي لحل الازمة مع الرياض، والتي لم تشهد اي ” حلحلة” حتى الساعة .
في حين تتجه الامور داخلياً، الى “ازمة حكم” مع تعطل الحكومة ومجلس النواب و” ازمة الثقة”، مع سجالات صامتة و” رسائل مشفرة” بين بعبدا وعين التينة من جهة، وبين بعبدا والسراي من جهة ثانية.
وتكشف اوساط وزارية في تحالف ” حركة امل” وحzب الله، ان تقديم التنازلات المجانية من استقالة الوزير جورج قرداحي الى ملاحقة المعارضين البحرينيين وتقديم اوراق اعتماد لميقاتي لبن سلمان وغيره وللرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لم يؤت ثماره، بل زاد من تصلّب الرياض التي تريد فرض مزيد من الشروط والاملاءات، ومن دون الإقدام على اي خطوة ايجابية تجاه لبنان وتوقف التصعيد ضده وتنهي القطيعة معه.
وتسأل الاوساط ماذا الذي يعني ومنذ 15 يوم حتى الآن لا يوجد اي موظف سعودي في السفارة في بيروت، ولماذا لم يعد السفير السعودي ؟ واين هو الحرص السعودي-الفرنسي على لبنان ومصالحه والدولار وصل الى اعتاب الـ30 الف ليرة بالصدفة فقط وبسبب الازمة المتناسلة والمترابطة ؟ اليس هناك من يشتري ملايين الدولارات للضغط على السوق و” تنشيفه”، ولزيادة كل الاسعار بشكل هستيري مع رفع الدولار؟
وتكشف الاوساط ان ” الثنائي الشيعي” و8 آذار لا يراهنون على اي دور خارجي لحل ازمة لبنان، وان كان الحوار هو ايجابي بين السعودية وايران، ولكن ربط اي نتيجة لهذا الحوار بأثمان تدفع في لبنان ولعقد ” صفقة” او ” تسوية” على حساب المقاwمة وحلفائها هو وَهم ولن يتحقق.اما اذا كان التقارب بين الرياض وطهران سينعكس ايجابياً على لبنان وان ترفع السعودية الحصار عن البلد مرحب به وايجابي.
وفي حين تكشف الاوساط، ان لا تقدم بتاتاً في ملف العلاقة بين لبنان والسعودية، تلمح الى معلومات عن ايفاد ميقاتي موفد له بعيد من الاضواء الى اكثر من دولة خليجية ومنها السعودية لكن حصيلتها سلبية.
في المقابل، تنفي اوساط طرابلسية مقرّبة من ميقاتي علمها بأي زيارات قام بها مقربون او موفدون من ميقاتي الى السعودية،وتؤكد ان العلاقة بين ميقاتي والسعودية ليست حديثة، ولا تحتاج الى وسطاء على المستوى الشخصي، وميقاتي اليوم هو رئيس حكومة لبنان ويتصرف على هذا الاساس.
وتكشف الاوساط ان حتى الساعة لا بوادر لأي زيارة لميقاتي الى السعودية لا سياسية ولا غير سياسية، ولم يحدد اي موعد ايضاً لزيارة لأداء العمرة،كما تنفي الاوساط اي اتصال بين السعودية وميقاتي بعد الاتصال الثلاثي منذ 15 يوماً تقريباً ، والذي جرى بينه وبين ماكرون وبن سلمان.
وتؤكد الاوساط ان ميقاتي، يرى ان اي تقارب دولي او اقليمي مفيد للبنان، وهو قام بتحركات عديدة لحل الازمة منذ لقائه ببابا الفاتيكان الى زيارة القاهرة، وهو مستعد لأي زيارة تفيد لبنان، وهو مقتنع ان بالسعي الجاد وبتهدئة الخطاب الاعلامي والسياسي يمكن حل الامور تدريجياً مع المحيط العربي والخليجي.