قبيض بقبيض!
الدكتور نزبه منصور/ نائب سابق ومحام
نشأ النظام اللبناني منذ قيامه وإلى أجل غير مسمى على قاعدة المقايضة، والتي استخدمت على مدى القرون السالفة…..!
حيث اعتمد الناس على تبادل السلع وخاصة في المجتمعات الزراعية والصناعية، ومن ثم انتقلوا إلى التعامل بالمعادن من الذهب ودون….!
ومع تطور المجتمعات والتقاليد من عالم التقوقع والمجتمعات الضيقة، والتي لم تعد قادرة على تلبيةحاجاتهم، لجأوا إلى العملة الورقية…….!
وها هو لبنان من خلال ما يُعرف بدولة لبنان الكبير أخذ ما تركه السلف وتبناه في السياسة، ضارباً عرض الحائط التشريعات من الدستور وما دون……!
حيث تقاسم الخلف الصالح السلطات الثلاثة ومتفرعاتها الإدارية والأمنية والعسكرية والمؤسسات المستقلة ما بين الطوائف والمذاهب كل حسب حجمها، والتي بدورها توزعت بين العائلات والأحزاب…!
فما كان من كل مرجعية متغطرسة ومستمرة على هذه المؤسسة والإدارة إلا أن زرعت و”دحشت” أزلامها ومحازبيها، وتبادلت مع بعضها البعض السرقة والتعدي على المال العالم تحت عنوان أعطيني بعطيك، والأمثلة كثيرة تذكر ولا تحصى (من احتل وزارة التربية يقابض من احتل وزارة الأشغال …..) وهكذا دواليك….!
لذلك تتأزم وتتألم البلاد عند كل استحقاق وتكربج من انتخابات اللبناني الأول، حتى آخر عامل، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالملفات والمعاملات…..!
أصبحنا أسرى أمام نظام فريد من نوعه على الكرة الأرضية…!
ننتقده بالإعلام والمجالس الخاصة والعامة، دون أن نغير من طبيعته، وعندما تدق ساعة الصفر لتغييره وتحديداً في الإنتخابات النيابية، نتمترس جميعاً خلف طغمة خبرناها وأذاقتنا الأمرين، مجددين لها مع ما تفرضه من أشخاص يمتهنون رفع الأيدي وتخفيضها عند غب الطلب….!
وبناءً على ما تقدم، لا نرى أننا قادمون على مرحلة التغيير والتعديل في ظل نظام طائفي بغيض، ولا يحلم أي منا أن نرى في المستقبل القريب انتهاء نظام النظام المقايضة…!
والسؤال: متى نصحوا من كبوتنا…؟!