شلّة من كوكب المريخ
علي زعرور
هو القدر، ان نعيش على كوكب من مجموعتنا الشمسية، ينحني انحناءة ذل بعد أن رسم المدى على جبينه مهازل من طبع الشياطين، شلّة من كوكب المريخ تخطت عتبة المحاصصة الغنائمية لسبايا السياسة وباتت تعزف لحنا جنائزيا على قيتارة من فتات خبز ورغيف مغمس بحفاوة أفعال لم يتقبلها حتى الثقب الأسود من فضائنا المستباح فبات يلفظ فقه شهيتهم بجبروت صبرنا، يدندنون على مسامعنا آيات”بنا تدوم النعم وبجهودنا تقوم الهمم”، “فبأي آلاء ربنا تكذّبون”.
مفتاح ضحاياهم تبرّجٌ مزيفٌ لوعودٍ خائبة، و طلقات من أمل شحنتها بارود تبعية دفينة وخضوع مستدام لإرادة مجمّدة تحت صفر المواقف وبيروقراطية الحاجة، يسرقون عن جبين الصبح خيوط الشمس ويحطبون أضلاعنا بحلكة ليلهم الأسود، حتى باتت كل الأيام تخشى التحرر من قبضاتهم المشؤومة.
تبدو مخيفة سرعة الأحداث بداياتها تتنقل على مساحة الوطن، مجهولة الهوية ومغيبة الفاعل، طيف او ظل يهرول أمام محاكاة نسجت من حرب أهلية، ما زالت ذيولها فزاعة تغتال أي محاولة نحو الإنعتاق والتحرر، حتى خاتمة الأحزان فقدت المعنى بعد أن تباطأ ترياق الخلاص في جسد الضحية.
مماحكة على درب الجلجلة، ومتاجرة باسم الإله، إشتهاءات مذبوحة بأصابع الشهوة، ونجيع مضرّجٌ على الإسفلت الأسود، الف فكرة وفكرة صالحة للتداول، والمآسي متخمة بالوجع الصامت والحقيقة المغيّبة.
سوف نعبر إلى الجهة المقابلة للحلم، نسقط ابتساماتهم المزيفة، ونرمم ما تبقى من مشهدهم الخريفي، مسارح الحياة لنا وحقائق وجوهنا لن تستيقظ مذعورة بأقنعة أفعالهم الآفلة.