قوة الحق!
الدكتور نزيه منصور/ نائب سابق ومحام
في العلاقات الدولية، ومع الأسف، حتى في العلاقات داخل الدولة أو بين الأفراد، خاصة في دول العالم الثالث، لا يكفي أن تملك الحق الشرعي والقانوني لتسود سلطتك على هذا الحق. ففي عالم القوى المتوحشة، يكفي أن تملك القوة، وتحوّل الباطل إلى حق والحق إلى باطل، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تفرض الإدارة الأميركية إرادتها بالقوة تحت ذريعة الأمن القومي والمصالح الأميركية….!
وفي لبنان، يُفرض حصار بذرائع واهية، منها أمن العدو الصهيوني وحفظ أتباعه تحت شعارات برّاقة كحقوق الإنسان والديمقراطية….!
فكل أزمات لبنان من نفطية وغذائية ومعيشية وصحية وإقتصادية ومالية، تهدف إلى تركيع اللبنانيين نتيجة تحرير أرضهم المحتلة من قبل العدو، من خلال اعتماد القوة لاستعادة الحق، مع العلم أن العدو احتلّ معظم الأراضي اللبنانية بحق القوة….!
وها هي قوة الحق تعيد العلاقات بين دمشق وبيروت، عبر فك الحصار، بفضل القوة التي أعلنها حzب الله على لسان أمينه العام الsيد حsن نsرالله من خلال استيراد النفط من إيrان…!
ولم تمضِ سويعات، حتى احتلت سفيرة واشنطن الشاشات، معلنة استجرار الكهرباء من الأردن عبر سوريا فضلاً عن الغاز المصري..
كذلك، لم تمضِ بضعة أيام، حتى هبّ مجلس الشيوخ الأميركي عبر تصدير وفد من شيوخه إلى لبنان. كما دعت أنظمة الخليج إلى مساعدة لبنان رغم التناقضات التي صرحوا بها حول الحزب الذي يشكل جزءاً من النسيج اللبناني، وبالوقت ذاته وصفوه بمرض السرطان وقد صدقوا، إنه المرض الوحيد الذي أصاب أميركا وأتباعها، ولن يشفوا منه حتى يرحلوا إلى غير رجعة…!
والحدث الأبرز، كان تشكيل وفد وزاري لبناني للتنسيق بين سوريا ولبنان وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها وفقاً للإتفاقيات والمعاهدات والأعراف الدولية، وذلك بعد مرور 15 سنة على القطيعة، حتى اللقاءات التي كانت تحصل بين وزراء لبنانيين وسوريين كانت ذات طابع حزبي أكثر منها رسمية…!
وبناءً على ما تقدم نستخلص:
أن قوة الحق لا تتحقق إلا إذا تحصنت بالقوة، وبالتالي تسقط وتهزم نظرية حق القوة..!
إلى ماذا يحتاج الحق لتحصينه؟!