عمار الموسوي التقى فوشيه موفداً من ماكرون بعد لقائه رعد
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم السبت 22 آب 2020
شهد الاسبوع الحالي مجموعة من اللقاءات الثنائية والثلاثية لتحالف “حزب الله” وحلفائه في 8 آذار وناقشت الازمة الحالية لا سيما الملف الحكومة وتفجير المرفأ.
وتكشف اوساط بارزة في هذا التحالف وشاركت في احد اللقاءات التي كان طرفها “حزب الله”، لـ”الديار” ان الملف الحكومي كان ابرز ما بحثه خلال الدقائق الانفرادية الثلاثة وقوفاً، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في قصر الصنوبر. وتقول ان ماكرون بادر رعد بالقول :” ان هذه الوقفة (الوقوف 3 دقائق بشكل منفرد)، مكلفة لفرنسا وانتم على لائحة العقوبات ونحن نعرف انكم فريق قوي في لبنان ولديكم تمثيل شعبي وسياسي كبير وندرك ان باستطاعتكم تسهيل التأليف ونتمنى الايجابية في هذا الملف”.
فرد رعد وفق الاوساط بالايجاب و”ان الحزب مع حكومة وطنية سياسية جامعة ولا شروط لديه وهو ايجابي الى اقصى الحدود”.
وتضيف الاوساط ان بعد اللقاء بين ماكرون ورعد بيومين، زار السفير الفرنسي برونو فوشيه الضاحية الجنوبية موفداً من ماكرون ولإستكمال لقاء “قصر الصنوبر”، والتقى مسؤول العلاقات الدولية في “حزب الله” النائب السابق عمار الموسوي.
وقد ركز فوشيه وفق الاوساط خلال اللقاء على معرفة وجهة نظر “حزب الله” الحكومية وهوية الرئيس العتيد ومطالب حارة حريك وشروطها.
وفاتح فوشيه الموسوي بالاسماء فقال له : يبدو ان سعد الحريري هو الاوفر حظوطاً حتى الآن ولكن لديه شروطاً… لم يبد الموسوي اي ردة فعل لا سلباً ولا ايجاباً ولم يعط فوشيه اي جواب. وقال له ننتظر المشاورات وسنرى. وبعد يومين من اللقاء تحدث الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ورد بشكل مباشر على مطالب او شروط الحريري التي نقلها فوشيه من دون ان يسمي الحريري او ماكرون.
وشدد نصرالله على ان لا قبول الا بحكومة سياسية جامعة وقد كان سقف الخطاب مرتفعاً في ظل مساعي لابعاد “حزب الله” عن الحكومة عبر تسويق فكرة حكومة حيادية وهي ترجمة صريحة لاقصاء “حزب الله” من مجلس الوزراء.
وفي اللقاء سأل فوشيه الموسوي عن إنفجار المرفأ وعن انطباع او معلومات الحزب عن التحقيقات. فأكد الموسوي ان “حزب الله” لا يحقق في الحادثة وليس من مهامه التحقيق وهذا من صلاحيات القضاء والاجهزة الامنية. وهم يقولون حسب الوقائع انها ناجمة عن اهمال مزمن وسوء تخزين والتقصير وهناك موقوفون في الملف.
الملف الحكومي شائك في ظل تشدد اميركي.. والبحث عن بدائل للحريري!
وفي جديد الملف الحكومي، تقول الاوساط ان اللقاءات مستمرة بين قوى واقطاب واحزاب 8 آذار بطريقة مباشرة او مندوبين وهناك تشاور مستمر.
وتقول الاوساط ان تسريب مضمون الاتصال بين ماكرون والرئيس نبيه بري يؤشر الى عمق الازمة الحكومية وخصوصاً عندما ابلغ ماكرون بري بشكل غير مباشر وواضح ان البحث جار عن بدائل للرئيس سعد الحريري في ظل وجود “فيتو” داخلي عليه من جانب المعارضة ولا سيما “القوات” و”الاشتراكي” ومن الموالاة “التيار الوطني الحر”، اذ لا يبدو ان لا حماسة لا من الدكتور سمير جعجع ولا النائب السابق وليد جنبلاط ولا حتى من الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل لعودة الحريري.
وتؤكد الاوساط ايضاً ان هناك اجواء سلبية جداً من الجانب الاميركي مع وجود معلومات عن تشدد اميركي وعدم تجاوب مع رغبة ماكرون في التسهيل ووضع شروط لن تنفذ لبنانياَ ولا سيما من جانب “حزب الله” عبر استبعاده وفرض شروط في ملف الحدود البحرية والبرية وترسيمهما.
وتلمح الاوساط الى وجود “فيتو” اميركي صريح وكذلك سعودي لعودة الرئيس الحريري والذي كان ينتظر الضوء الاخضر السعودي للبدء بمفاوضات على شكل الحكومة ووظيفتها.
وتلفت الى ان الاندفاعة القوية والتصميم الفرنسي لانجاز الحكومة قبل مطلع ايلول يبدو انها فرملت وقد لمس ماكرون عدم تجاوب اميركي – سعودي مع مساعيه.
وعليه فإن التعقيدات الحكومة على حالها وتتجه الى مزيد من الجمود والتعقيدات والعودة الى المربع الاول الا وهو مربع اختيار اسم الشخصية التي ستكون بديلاً للحريري وسط فيتوات داخلية وخارجية ووسط تسريبات عن اسماء لشخصيات سنية منها قاضيان حاليان وآخر سابق وكذلك اسم بارز وناشط في المجتمع المدني.