“لقاء الأحزاب”: الدعوة الى نزع سلاح المقاومة تنفيذ لأجندة أميركية صهيونية
شدد “لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية”، على أن كل “من يرفع شعارات تدعو إلى نزع سلاح المقاومة وتصفه بانه سلاح ميليشياوي، إنما ينفذ أجندة أميركية صهيونية لمحاولة النيل من المقاومة التي هزمت جيش العدو الصهيوني، الذي كان يقال إنه قوة لا تقهر، فحطمت أسطورته وحققت الكرامة والعزة للبنان وصنعت مجد الأمة”.
مواقف اللقاء جاءت خلال عقد اجتماعه الدوري في مقر حزب البعث العربي الاشتراكي، آخذاً في الاعتبار الإجراءات الوقائية الضرورية المتبعة في مواجهة فايروس كورونا، وتباحث المجتمعون في آخر التطورات والمستجدات المحلية والعربية والإقليمية والدولية.
وتوقف المجتمعون في البداية عند الذكرى السنوية لاغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، مستحضرين مزاياه الوطنية والقومية ودوره الكبير في الدفاع عن عروبة لبنان ومقاومته ضد الاحتلال الصهيوني، وبعد الوقوف دقيقة صمت احتراماً لذكراه الطيبة ناقشوا جدول الاعمال.
التوجه شرقاً
وأكد اللقاء أنّ “الحل الأمثّل والأقّل كلفةً، والأقّصر لمعالجة الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والخدماتية، إنّما يكمنُ في إحداث تحول في سياسات الحكومة باتجاه حسم خيار التوجه شرقاً حيث الأسواق الطبيعية لتسويق الانتاج اللبناني، الزراعي والصناعي، إلى جانب الإمكانيات المتوافرة للحصول على المساعدات والقروض غير المشروطة والتي تتلاءم مع مصالح لبنان الوطنية وحماية أمنه واستقراراه الاجتماعي”.
واضاف أما الرهان على مساعدة صندوق النقد الدولي، فانه رهان أثبتت تجارب دول عديدة انه عقيم وغير مجدٍ، وأدى إلى مفاقمة الأزمات وارتهان هذه الدول لأجندة الصندوق المالية والسياسية، وهي أجندة تفرضها الإدارة الأميركية المهيمنة على الصندوق، والموجّهة لقروضه، لتكون وسيلة لإخضاع الدول لمنظومة هيمنتها عبر فرض الوصاية. لهذا فان اللقاء يحذر الحكومة من هذا المآل ويدعوها إلى تجنب الوقوع في أفخاخ شروط الصندوق وقبول قروضه المشروطة.
أكثر ما يقلق العدو الصهيوني هو أن هذه المقاومة، التي هزمته وأذلت جيشه تعاظمت قوتها كما ونوعاً
ولفت اللقاء إلى أن أكثر ما يقلق العدو الصهيوني هو أن هذه المقاومة، التي هزمته وأذلت جيشه، تعاظمت قوتها كما ونوعاً، وأصبحت محوراً في المنطقة يحاصر الكيان الصهيوني الاستعماري المصطنع، ويهدد وجوده بالزوال، مؤكداً على ما جاء على لسان أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مقابلته الأخيرة مع إذاعة النور عندما أكد ” أنَّ الحرب الكبرى إذا وقعت ستكون نتيجتها زوال إسرائيل”، وأن إسرائيل ” قد تنتهي بتغيّر الطروف التي قامت على أساسها من دون أن نحتاج إلى حرب، وهذا سيناريو واقعي ” .
اصوات نشاز وسلاح وفيدرالية
واستغرب اللقاء تزامن الأصوات النشاز التي تستهدف المقاومة وسلاحها مع تلك التي تدعو إلى الفدرالية في هذه الظروف الدقيقة والحساسة التي يمر بها لبنان والمنطقة، لأن أصحابها يعلمون تماماً أن مشاريع التقسيم لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال إضعاف المقاومة تمهيداً للانقضاض عليها من قبل العدو الصهيوني؛ لذلك يعتبر المجتمعون أن هذه الأصوات تمثل خدمة مجانية للعدو، سواء علم أصحابها أم لم يعلموا.
ورأى اللقاء أن المطالبة بالعفو عن العملاء، بعد عشرين عاما على فرارهم إلى كيان العدو الصهيوني، والزعم انهم أبعدوا، إنما هي محاولة لتبيض صفحة هؤلاء العملاء، وتبرير ما اقترفوه من خيانة وجرائم بحق وطنهم وشعبهم، في حين أن العالم كله شاهد ولمس، خلال أيام التحرير في عام ٢٠٠٠، كيف أن المقاومة تمتعت بأعلى درجات المناقبية والأخلاق والانضباط، فلم تلجأ إلى الثأر من العملاء الذين لم يهربوا إلى كيان العدو، ومنعت تعرضهم لأي انتقام، وقامت بتسليمهم إلى الجيش اللبناني ليقدموا إلى القضاء لمحاكمتهم.
وقال من هنا فإننا نرفض وصف العملاء الذين فروا الى كيان العدو الصهيوني بالمبعدين، ونؤكد على رفض أي عفو عنهم، ونطالب بمحاكمتهم وإنزال أشد العقاب بهم، ولا سيما انهم أوغلوا في الخيانة والعمالة، وأن أي تساهل معهم إنّما يشكّل تكريماً لهم وتشجيعاً للتعامل مع العدو، كما يشكّل طعنة لدماء وتضحيات الشهداء والأسرى والمقاومين .
واعتبر اللقاء أنَّ إرسال الجمهورية الإسلامية الإيرانية ناقلات نفطها إلى فنزويلا شكل خطوة نوعية في سياق كسر الحصار الأميركي الإرهابي المفروض على الدولتين، وضربة كبيرة للهيمنة الأميركية في البحار، بعد الضربات الجوية والبرية التي وجهتها ايران للقوة الأمريكية في الخليج والعراق. إن هذا القرار الإيراني الهجومي يشكل أيضاً انتصاراً كبيراً للشعوب والدول التواقة إلى وضع حد للهيّمنة والغطّرسة الأميريكية ، ولا سيما سورية التي تواجه هذه الأيام تصعيداً في الحرب الأميركية الاقتصادية عبر تطبيق ما يسمى قانون قيصر.
ما تشهده أميركا من انتفاضة شعبية ضد التمييز العنصري والقتل والتنكيل يكشف زيف ما تدعيه وانشطن من دفاع عن حقوق الإنسان
وأكد أن ما تشهده أميركا من انتفاضة شعبية ضد سياسات التمييز العنصري والقتل والتنكيل الذي يمارسه النظام الأمريكي بحق المواطنين الأميركيين من أصول أفريقية إنّما يكشف زيف ما تدعيه وانشطن من دفاع عن حقوق الإنسان والقيم الإنسانية، ويميط اللثام عن وحشية السياسة الأميركية العنصرية التي يغذّيها ويحرض عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو ما يؤشر إلى أن الأمبراطورية الأميركية تزداد تصدعاً من الداخل، بالتزامن مع انحسار هيمنتها الاستعمارية في العالم.