بين عيدي الفطر والتحرير”المقاومة باقية”
نضال شهاب/إعلامية وناشرة مجلة “كل الفصول”
عيد الفطر هو عيد الفرح، المحبة، التسامح ، لم الشمل والسلام…
يأتي عيد الفطر بعد الإنتهاء من عبادة كبيرة وعظيمة، هي صوم شهر رمضان المبارك.
فرحة العيد لا تكون كبيرة بسبب الإنتهاء من العبادة، وإنَّما بسبب الفوز بها، فالطالب لا يفرح بسبب الإنتهاء من الإمتحان، وإنما بسبب فوزه بالنجاح.
وبالطبع ، فالصائم يفرح بمجيء العيد بعد فوزه بعبادة الصيام ، الصيام الذي نتمنى أن يكون صحيحاً ومقبولاً عند الله، وان لا يكون إمتناعاً عن الأكل والشرب فقط .
لتكن أيامنا أعياداً في جميع أيام العام “فكل يوم لا يعصى الله فيه هو عيد “.
عيد الفطر هو إخراج زكاة الفطرة لمستحقيها من أرامل وأيتام ومساكين ومتعففين …
ونؤكد على ضرورة إعطاء زكاة الفطرة للمتعففين وما أحوجهم اليها اليوم بسبب البطالة والأوضاع الإقتصادية المتردية وبسبب جائحة كورونا…
في عيد الفطر السعيد لا يسعنا إلا أن نتقدم بالتهنئة لأهلنا المسلمين في لبنان وفي كافة أصقاع الأرض ، كما نقدم بطاقات الشكر والمحبة لأهلنا المسيحيين الذين قدموا المساعدات العينية والحصص الغذائية لفقراء المسلمين بهذا الشهر الفضيل ، وبالطبع فهذه المبادرات الإنسانية ليست جديدة على أهلنا المسيحيين أهل النخوة والإيمان والعطاء …
لندعو العلي الأعلى أن يُذهب عنا الوباء أكان أكذوبة او داء
في عيد الفطر السعيد لا يسعنا إلا أن ندعو العلي الأعلى ان يعيد هذا العيد على الأمة جمعاء بحالٍ أفضل ويُذهب عنا الوباء أكان أكذوبة او داء.
يتزامن عيد الفطر هذا العام الموافق ل 1 شوال مع عيد المقاومة والتحرير الذي يصادف في 25 ايار ، العيد الذي أراد البعض إلغاءه من قائمة العطل السنوية بمرسومٍ حكومي ، حيث أراد شطب هذه المناسبة التي صنعت للبنان وللعالم العربي تاريخاً مجيداً حافلاً بالإنتصارات.
اليوم ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين وبعد مرور 20 عاماً على الإحتفاء بالنصر المبين، نقف مكتوفي الأيدي ، لا يسعنا التصفيق في ذكرى التحرير ويبخل بعضنا بالدعاء أو بتقديم الشكر للمقاومة التي أثمرت فيها دماء الشهداء والأبطال عزاً ونصراً وإباء…
الإعلام اللبناني وللأسف مجحف ويكاد يطيح بهذه المناسبة الوطنية ويبخل بتوثيق لحظات اندحار العدو الصهيوني من الأراضي الجنوبية اللبنانية.
الإعلام المأجور ، المرتهن ،التابع لهذا الفريق السياسي أو ذاك، يكاد بمعظمه أن يمحو هذه المناسبة، أو يعيد التذكير بها وبنضالات أبطالها.
اليوم وبعد مرور عقدين من الزمن على التحرير ، لن ننسى الدور الأسطوري للمقاومة التي حاول البعض إسقاط مصطلحها من عيد التحرير بهدف تغييب الجهة التي قامت بالإنجاز الأسطوري.
لا تحرير من دون مقاومة
ومع تقصير الإعلام بتسليط الضوء على هذه المناسبة وعدم توثيقه لها كما يجب ، يجب علينا أن نوثق هذه المناسبة عبر مبادراتنا الفردية ومن خلال مؤسساتنا الإعلامية وأن نعيد صور الذاكرة التي سطرتها المقاومة في 25 أيار في عيد “المقاومة والتحرير” ، لانه لا يوجد تحرير من دون مقاومة ولن نقبل بإسقاط مصطلح المقاومة من العيد .
التاريخ المقاوم باقٍ لا يموت ،ولن ننسى عطاءات الأبطال في المقاومة بدأً من المقاومة الفلسطينية الى الوطنية الى اللبنانية الى الإسلامية … الى دورنا بالمقاومة الإعلامية …
وكل عيد وأنتم ومقاومتنا بحالٍ أفضل.