الدولار بـ4 آلاف ليرة..لبنان ليس بخير!
علي ضاحي/خاص موقع الوادي
لطالما كان يتغنى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بأن الليرة بألف خير. وبعد حراك 17 تشرين الاول 2019 وبدء مرحلة التعسف بحق المودعين في المصارف ايضاً طبل وزمر سلامة وجمعية المصارف ان الودائع بخير. ومنذ ايام ومع وضع الحكومة ورئيسها حسان دياب سلامة والمنظومة المالية التي نهبت لبنان طيلة 30 عاماً في الزاوية، ظهرت الحقائق المرة ولمرة اخيرة وللاسف. الليرة بخير كذبة كبيرة وودائع اللبنانيين البالغة 83 مليار دولار قد تبخرت. والمؤسف والمبكي اكثر من هذا كله هو ان الدولار بسعره الرسمي 1507 ليرة هو وهمي ولا وجود له الا ككذبة شفوية على لسان سلامة وجمعية المصارف.
إذن الواقع مرير بكل ابعاده، ولبنان وشعبه امام تحديات غير مسبوقة، لم يشهدها منذ تأسيسه منذ 100 عام، فمن جهة عقوبات اميركية وحصار خليجي وعربي على لبنان والمقاومة، ويمنع إدخال ما يكفي من العملة الصعبة. ومن جهة ولا تحويلات خارجية ولا ودائع للمغتربين بعد فقدان الثقة بالمصارف، وسقوط الثقة مع المودعين. ولا تصدير يوازي حجم الاستيراد، اي ان الكتلة النقدية التي تخرج شهرياً وسنوياً بالدولار لا يأتي بمقابلها من الخارج.
ويقود كل ما تقدم الى القول، ان البلد اليوم امام حقيقة مُرّة، وهي ان الحياة ستعاد برمجتها على اساس الـ4 الاف ليرة للدولار الواحد وربما ما فوق ذلك. مع الحديث عن فكرة تحرير سعر صرف الدولار اي تركه خاضعاً لمبدأ العرض والطلب. وبما ان الطلب اكثر من العرض واحتكار الكميات اللازمة من الدولار، وعجز مصرف لبنان عن التدخل لتهدئة الدولار فهذا يعني التالي:
القدرة الشرائية للمواطن ستنخفض اكثر من 70 في المئة.
الرواتب في القطاع العام والخاص فقدت 75 في المئة، من قيمتها. ومع ارتفاع البطالة الى ما فوق الـ50 في المئة، فالشعب امام انفجار اجتماعي واقتصادي، فينتشر الفقر والجوع والفوضى والسرقات ويصبح لبنان كأي بلد افريقي او لاتيني يجتاحه الفقر والفوضى والجريمة.