خيبة للمعارضة من أميركا وأوروبا: الأولوية لبقاء الحكومة والإستقرار!
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاحد 3 ايار 2020
الموافقة المبدئية لـ”حزب الله” و”حركة امل” مع حلفائهما على الخطة الاصلاحية والانقاذية لحكومة الرئيس حسان دياب، ليست شيكاً مسحوباً على بياض، ويمكن استخدامه من قبل دياب والحكومة والاختصاصيين، متى شاء بل هي مرهونة بمدة زمنية وانجازات يجب ان تحقق.
وبما ان آخر الدواء الكي، تؤكد اوساط بارزة في تحالف “الثنائي الشيعي، ان لا خيار امام الحكومة الا النجاح في هذا الطرح، والذي يحتاج الى موافقة نيابية، وان يقر في مجلس النواب لتصبح الخطة الانقاذية قيد التنفيذ.
وتشير الى ان حتى الوصول الى اقرار نيابي لهذه الخطة، وفي انتظار نجاح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بجمع رؤساء الكتل النيابية الـ15 في بعبدا لتامين هذا التوافق، استرعى الانتباه مجموعة من المواقف الدولية، ولا سيما الفرنسية والاميركية. وهذه المواقف لافتة في توقيتها ومضمونها، وخصوصاً ان معظم السفارات الاوروبية والغربية ابدت قلقها مما يجري في الشارع، وهالها وجود مجموعات منظمة من المشاغبين، لاستهداف الجيش وفروع المصارف ونشر حالة من الرعب والحرائق والتكسير.
وفي حين تبدو وفق الاوساط المواقف الاميركية ولا سيما من جانب السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا وكذلك مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، دبلوماسية في الشكل، ولكنها عميقة في المضمون. فالاولى نفت ضلوع بلادها في اعمال الشغب وتحريك المجموعات التي تريد اسقاط دياب في الشارع وتفجير الاوضاع امنياً.
في حين أكد شينكر ضمنياً ان اميركا تدعم الخطة الحكومية لدياب وتراقب تنفيذ الاصلاحات مع التلويح بشروط قاسية لصندوق النقد الدولي، وفرضه رقابة مسبقة ولاحقة على الاقتصاد واداء الدولة وكيفية تصرفها بالقرض البالغ 10 ملايين دولار.
وتقول الاوساط ان رغم ان لا ثقة بالاميركيين ومواقفهم وهي لا تخيفنا ولا تطمئننا لكن ما ابلغه الاميركيون والفرنسيون للرئيس دياب وللاجهزة الامنية عبر قنوات مباشرة او غير مباشرة، انهم ضد ضد اي توتر في الشارع، ويرفضون ما يجري من شغب وحرق ممتلكات عامة وخاصة، ومع اعطاء الحكومة فرصة للتحرك في خطتها، وكذلك هم مع تغليب الاستقرار الامني على ما عداه وان المظلة السابقة لا تزال فوق لبنان.
الاكثرية ودياب أمام إختبار تنفيذ الخطة الاقتصادية والاصلاحات
في المقابل تقول معلومات متقاطعة، ان العديد من الاجهزة الغربية والعربية، حذرت من عودة نشاط ملحوظ لمجموعات تكفيرية نائمة ومنها داعشية في العراق وسوريا، وقد تتسرب الى لبنان. وقد تنشط في غمرة الانشغال الداخلي في الشارع وبالـ”كورونا”، كما توفرت معلومات عن تحريك “تيار المستقبل” وجهاز امني قريب منه لبعض المجموعات الطرابلسية وهذا ما قصده دياب في كلامه مع السفراء وقادة الاجهزة.
وتلفت الاوساط الى ان كل هذه المعطيات والتي تتوفر يومياً تقود الى ان الجبهة المعارضة، التي يحكى عن تشكلها وتضم كل من الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع، لا تزال بعيدة المنال، اذ تبين ان لا غطاء سعودياً لها في ظل عدم الاكتراث السعودية بما يجري لبنانياً بالاضافة الى ازمة “كورونا” التي ضربت بشكل واسع في السعودية على غرار الدول المتضررة في المنطقة كإيران وغيرها.
وهناك ايضاً تضارب مصالح داخلياً، بين الرجال الثلاثة واختلاف على الاولويات والنظرة المستقبلية، وخصوصاً لكيفية مواجهة حكومة دياب ولا سيما ان من المستحيل سقوطها لا بقرار سياسي ولا بأمني او في الشارع او لكيفية التعامل مع “حزب الله” والعهد وكذلك دياب . وتحديداً في الجبهة المفتوحة اليوم ضد الفساد، والتي قد تطال موظفين محسوبين على الحريري وجنبلاط تحديداً. ويبدو وفق الاوساط ان الحماسة لتشكيل هذه الجبهة ولو كانت ثنائية فتُرت مع تكشف حقيقة المواقف الاميركية والفرنسية والخليجية، وان الثمن الذي سيدفع لمواجهة دياب و”حزب الله” وحلفاءه اكبر بكثير من بقاء الحكومة والتعايش مع العهد حتى نهاية ولايته.