“كورونا” سياسية تستهدف حكومة دياب ووزير الصحة
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم السبت 14 آذار 2020
ومن بوابة “الكورونا” وتسييسه وبلغة طائفية ومذهبية ومناطقية، غرق بعض اللبنانيين والاعلام والجهات السياسية في وحول المزايدة والاستثمار. ومنذ شهر وغداة الاعلان عن أول اصابة آتية من إيران لم يبق في البلد سياسي او اعلامي من معسكر المعارضة لرئيس الحكومة حسان دياب والحكومة الا وأطلق النار بشكل مستمر عليه وعلى الحكومة ووزير الصحة حمد حسن و”حزب الله” وإيران. هذه الاجواء تتداولها اوساط بارزة في تحالف “الثنائي الشيعي” و8 آذار.
وتشير هذه الاوساط الى ان المهم اليوم ليس الدخول في سجال عقيم وعديم الجدوى مع فئات وجهات لبنانية يفترض ان يكون عندها الحد الادنى من الحس الوطني. وتسأل: هل تسييس الفيروس ونسبه الى إيران جنبنا الاصابات الآتية من مصر وايطاليا؟
وتؤكد ان حجم الاصابات وعدد الوفيات المسجلة اليوم وخلال شهر من اول اصابة، يشير الى ان لبنان نجح حتى الساعة في إحتواء الفيروس، رغم عدم التزام الناس بالاجراءات اللازمة للسلامة العامة، وعدم إحترام التعليمات التي وجهتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
وتلفت الاوساط الى ان “تيار المستقبل” ورئيسه سعد الحريري وكذلك رئيس “حزب القوات” سمير جعجع والنائب السابق وليد جبنلاط والحزب “الاشتراكي” وغيرهم ممن لم يتركوا فرصة للانقضاض على دياب وحمد و”حزب الله” وإيران، ماذا قدموا؟ وماذا فعلوا؟ للمواطنين سوى نشر المزيد من التيئيس والاحباط عندهم. اذ اتى الفيروس في أسوأ ظرف اقتصادي ومالي وما قامت به الدولة والحكومة ووزارة الصحة هو من ضمن الامكانات المتوفرة.
وتشير الى انهم كان لهم ان يقوموا بإجراءات افضل وتوقيت افضل، ولكن ما انجز حتى اليوم لا يمكن جلده ولا يمكن الاعتزاز به الى درجة النشوة لكنه الحد الاقصى الممكن والرهان على الاستمرارية والتطوير في الاجراءات وصولاً الى اعلان حالة حجر صحي كامل على غرار كل الدول الاخرى.
وتقول الاوساط ان الاكثرية النيابية تعي جيداً ان مهمتها ليست سهلة ووردية ومعبدة بالازهار ولكن لا يجوز للمعارضة ان تكون هدامة وسلبية الى هذه الدرجة وخصوصاً في ملف صحة الناس.
إجراءات إحتوائيّة وقرارات «كبرى» قـد تـتّخذ فـي المطار والمعابـر
وتلفت الاوساط الى ان المهم اليوم التلاقي حول الحكومة ورئيسها ووزارة الصحة ومن لديه اقتراحات وخطوات بناءة يمكنه ارسالها الى المعنيين ولو كنا معارضاً لان شعبه واهله وناسه وكل الطوائف وكل الاديان معرضة للوباء وليس بالمزايدة والشتائم تحل الامور.
وتشدد الاوساط على ان الحكومة ماضية في إجراءات أكثر صرامة لحصر الفيروس ومكافحته وهي تلقت تبرعات بأكثر من طن من المواد المعقمة من جهات داخلية تعنى بالمجال الطبي وعبر وزارة الصحة وتم توزيعها على المراكز الصحية وتم تعقيم فيها دور العبادة والبلديات وكذلك مراكز الامن العام والجيش في اكثر من منطقة لبنانية وهي مستمرة في دعم هذه الجهود بمساعدة وتبرعات من افراد وجهات وجمعيات لبنانية وهذا يؤكد انها ماضية وجادة حتى التغلب على المرض.
وتلفت ان هناك توجهاً قد يعلن عنه قريباً لاغلاق المعابر البرية بين لبنان وسوريا الا للضرورة وكذلك المطار ولكن هذا مرتبط بحجم تطور المرض وانتشاره.
وعلى المستوى السياسي والحكومة، تكشف الاوساط ان الحكومة تتخذ اجراءات احتوائية لكل الملفات وتحاول ان تستوعب الازمات وتعالجها بإجراءات موضعية في انتظار انتهاء شهر اذار واحتمال انحسار فيروس “كورونا” والمنطقة وهذه الاجراءات في المجال المالي والاقتصادي من دون ان يكون هناك قرارات حاسمة ومصيرية اقله في الوقت الراهن.